موسم "المونة" يعود لألقه في "الشرقية".. والأسواق تشتعل بـ "نار الغلاء"

موسم "المونة" يعود لألقه في "الشرقية".. والأسواق تشتعل بـ "نار الغلاء"

خاص – المشهد اون لاين
شهدت مناطق محافظتي الرقة ودير الزور الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات، عودة لـ "عصر البندورة"، من قبل الأسر القاطنة في المنطقة، بالتزامن مع زيادة الطلب على المواد الأساسية في المنطقة من قبل السكان بهدف تخزينها لمواجهة الشتاء القادم، وتأتي هذه العملية بالاستفادة من مواسم الحصاد الجيدة التي شهدتها المنطقة خلال العام الحالي، الأمر الذي أدى لزيادة في أسعار بعض المواد بسبب زيادة الطلب.
ثلاث طرق لـ "عصر البندورة"
انخفاض سعر البندورة الناتج عن زيادة الانتاج المحلي في المحافظات الشرقية بعد توجه عدد كبير من الفلاحين نحو زراعة الخضار خلال السنوات الماضية لسد احتياجات السوق المحلية، شجع الأسر القاطنة في المنطقة على زيادة "المونة"، للعام الحالي من مادة "رب البندورة"، التي تعرف شعبياً باسم "دبس البندورة"، والتي تنتجها النسوة في المنطقة بثلاث طرق، تعتمد الأولى منها على العصر باليد باستخدام "المصافي"، والأواني الكبيرة، وتقول السيدة "غادة"، خلال حديثها لـ "المشهد اون لاين"، إن العصر اليدوي يحافظ على النكهة المنزلية للبندورة، وبرغم إن العملية متعبة وقد تتطلب العمل لساعات طويلة لمدة أسبوع، إلا أن الأمر يعتبر مضمونا بالنسبة لي من استخدام العصارات الكهربائية أو اي طريقة أخرى".
وترى "أم مازن"، أن استخدام "الغسالة العادية"، في عصر البندورة يوفر جهداً ووقتا كبيرين، إذ تعمد السيدة إلى وضع كمية البندورة المراد عصرها في حوض الغسالة، من ثم تضيف قليلاً من الماء والملح، لتترك الآلة التي صممت لغسل الثياب تقوم بمهمة العصر من خلال "البروانة - (القرص الذي يعتمد على تدوير الماء في الغسالة العادية)"، وتتم عملية التفريغ عبر "خرطوم الغسالة"، في "غربال"، ليكون المنتج "عصيراً صافياً جداً".
في بعض مناطق الرقة انتشرت طريقة العصر بالكهرباء، وهي تستخدم آلة "تكسير الزيتون"، التي تستخدم عادة لتجريح ثمار الزيتون المراد تحضيرها للأكل، وقد أحدث أصحاب هذه الآلات تطويراً عليها من خلال تشغيلها على "بطاريات السيارات"، كما تروي السيدة "جمانة"، التي تزور دمشق حاليا، وتقول بأنها طريقة أسرع في العصر، ولا تكلف رباة المنازل أي جهد في إعداد "عصير البندورة"، سوى إنها تقوم بنقل المنتج إلى سطح منزلها ليدخل في مرحلة التجفيف.
يتندر أبناء مدينة "دير الزور"، بحادثة من غير المعروف مدى دقتها، إذ إنهم يتناقلون حكاية من زمن رحلة الفضاء التي شارك فيها السوري "محمد فارس"، على إن الأخير شاهد مدينة دير الزور من طبقات الجو العليا مغطاة باللون الأحمر ولم يكتشف السر إلا بعد عودته ليتفاجئ إن رحلته تزامنت مع موسم عصر البندورة في المدينة، ومن الحوادث الطريفة التي سجلت العام الحالي في هذا الصدد، أن الشرطة السورية ألقت قبل شهرين القبض على شخص يقوم بسرقة "رب البندورة"، من على أسطحة المنازل في مدينة حلب ليبيعه في السوق.
المكدوس والملوخية.. والأسعار 
خلال العام الحالي تراوحت تكلفة كيلو "المكدوس" الواحد ما بين 600-900 ليرة سورية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد اللازمة في تصنيع أكثر المواد المرغوبة خلال موسم "المونة"، إذ بلغ سعر كيلو الباذنجان ما بين 100- 150 ليرة سورية، فيما بلغ سعر كيلو الفليفلة الحمراء 300 ليرة، أما سعر كيلو زيت الزيتون فقد وصل إلى 1500 ليرة سورية، فيما تراوح سعر الثوم ما بين 1200-1500 ليرة، وسعر كيلو الجوز ما بين 4000 – 6000 ليرة سورية، ما جعل السيدة "منى"، على سبيل المثال لا الحصر أن تتجه نحو تخفيض الكمية التي كانت تنوي تصنيعها من 100 كيلو إلى 35 كغ فقط من الباذنجان.
الملوخية التي تعد من المواد الأساسية للتخزين في المنطقة الشرقية، ارتفعت أسعارها خلال الأسبوعين الماضيين لتصل إلى 1500 ليرة سورية للكيلو الواحد من "الملوخية المقطوفة"، وإلى 1000 ليرة للملوخية غير المقطوفة "مع عيدانها"، وسجل ارتفاع في أسعار مواد أخرى كـ "البامية"، التي يعتبر تخزينها لموسم الشتاء من ضرورية المطبخ في المنطقة الشرقية.
ويؤكد "صبحي الطحطوح"، الذي يعمل بتجارة الأغنام والمواد المشتقة من الحليب، إن العام الحالي شهد ارتفاع بالأسعار في المواد لكون السكان المحليون مازالوا في صدد الشراء للمنتجات المهربة كـ "السمنة – الزيت – السكر"، لتخزينها قبل بدء الشتاء القادم، ومع غياب الحاجة إلى تخزين المحروقات لكون الأسواق المحلية تشهد رواجا للمشتقات النفطية المكررة بشكل بدائي، فإن الحاجة الأساس لدى السكان هي المواد الأساسية التي غالبا ما تأتي ضمن قوافل التهريب التي يصل بعضها من مناطق سيطرة الحكومة السورية، علما إن سكان المنطقة الشرقية يثقون بصلاحية المنتجات السورية أكثر من غيرها وإن كانت أكثر سعراً مقارنة بما يهرب من العراق وتركيا.
يؤكد الحاج "صبحي"، إن الأسواق شهدت خلال الصيف الماضي، حركة أكبر من أي سنة مضت خلال الحرب أو قبلها، ويرتبط الأمر بالموسم الوفير الذي مكن السكان المحليون من تأمين احتياجاتهم أكثر من أي عام مضى، ومع بدء انخفاض درجات الحرارة وهطول زخات مطرية مبكرة، يستبشر السكان بأن يكون الموسم القادم مشابهاً أو أفضل، الأمر الذي قد يشجع على زيادة المساحات المزروعة بمحصولي القمح والشعير.


 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني