الجهات الرسمية ترد على ما نشرته المشهد لحالات الغرق في بحر طرطوس

طرطوس-ميساء رزق
كثر الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي عن تعدد حالات الغرق في شواطئ طرطوس،وتم نشر بعض الصور التحذيرية لحالات الأمواج التي تسبب خطر الغرق والإنجراف وفقدان القدرة على التقدم بالسباحة،ما أثار موجة من الخوف لدى العامة والتساؤلات حول صحة الأمر.

في السياق حاولت الزميلة نور علي التواصل مع بعض الجهات المعنية كما ذكرت في تقريرها حول هذا الموضوع ولكن لم تلق الرد،وللحصول على تصريح رسمي ولاستجلاء حقيقة الوضع تواصلت المشهد مع الجهات المعنية بشكل مباشر في المحافظة،حيث أكد مدير الجاهزية في المحافظة ياسر ديوب أن حالات الغرق التي حصلت في الفترة الماضية ثلاث حالات اثنتان منها في موقع شاطئ الأحلام وواحدة في موقع النورس وجميعهم من خارج المحافظة،وعزا أسباب الغرق بالعموم لعدم التقيد بالتعليمات والتحذيرات التي تم وضعها على طول الشاطئ بأوقات وأماكن وعمق السباحة حيث تنتشر في أوقات وأماكن محددة مناطق دوارات مائية وتيارات هوائية أو حفر وجروف صخرية أو أمواج عالية تشكل عائقاً وخطراً حقيقياً على السباح تفقده القدرة على المضي والنجاة ناهيك عن عدم الخبرة بالسباحة وإتقان فنون النجاة والاستمرار.

ولفت ديوب إلى أن المحافظة كانت قد اتخذت مجموعة من الإجراءات الإستعدادية لموسم السياحة منذ شهر نيسان خلال اجتماع اللجنة الفرعية والعامة للمسطحات المائية وبحثت في التدابير الواجب اتخاذها لحماية المواطنين من الغرق على طول الشاطئ في المجمعات السياحية ومناطق الاستثمار والبالغة حوالي ٤٠ كم من منطقة الحميدية وصولاً إلى بانياس وأهمها إلزام هذه المنشآت بتأمين منقذين مؤهلين من الهلال الأحمر ووضع لوحات تحذير وإرشاد للمناطق الممنوعة والمسموحة ولوحات إعلان عن التعليمات الخاصة وأوقات السباحة وعمقها وتأمين أبراج مراقبة لإرشاد المواطنين ومنعهم من التجاوزات،بالإضافة إلى زوارق إنقاذ من الدفاع المدني وفوج الإطفاء في المناطق الأكثر خطورة في عمريت وبصيرة والأحلام.

وأشار ديوب إلى القيام بجولات على طول الشاطئ للتأكد من التقيد بهذه التعليمات منذ بداية الشهر الخامس لتسجل بعض حالات التجاوزات في مواقع غير مستثمرة أو لم تستكمل الإجراءات بسبب ضعف الحركة على الشاطئ بوقت الامتحانات (أيار وحزيران) وهي الآن بأتم الجاهزية عل طول الشاطئ.
بدوره ذكر مدير صحة طرطوس الدكتور أحمد عمار إلى أنه بلغ عدد حالات الغرق على شاطئ المحافظة من تاريخ ٢٢ الماضي حتى ٩ الجاري ١٥ حالة، توفي منها ٥ أشخاص ولم تسجل أية حالة غرق على شاطئ بانياس ،ولفت د.عمار إلى أن جميع الوفيات من خارج المحافظة،مشيراً إلى أن مديرية الصحة وزعت ثلاث سيارات إسعاف في مواقع قريبة من الشاطئ في المواقع الخالية من مجالس المدن لتصل في حال الطلب بوقت قصير لايتعدى الخمس دقائق.وأسف عمار عن كل روح زهقت على شاطئ طرطوس،متمنياً زيادة الحذر أثناء السباحة والتقيد بشروط وتعليمات السباحة وعدم المجازفة والمخاطرة بالسباحة في أماكن غير مؤهلة بالمنقذين والخدمات خصوصاً في الشواطئ الخطرة التي تتعرض للدوامات والتيارات والأمواج العالية.
بدورنا وضعنا بين أيديكم ردود الجهات المعنية التي اتخذت إجراءاتها تلك التي لم تمنع إزهاق أرواح قصدت البحر للاستجمام والمتعة،دخلت اليم بشغف وبسمة، أمّنته وخانها لتخرج جثثاً هامدة متسائلة:بأي ذنب غدرتَني؟
تتقاذف المسؤولية "المذنب".. هذا يلقيها على ذاك وبالعكس، ولم تسلم الضحية منها.
وبين هذا وذاك وجب التنويه لوضع حد للأمر ومضاعفة حدود الأمان وعدم الاكتفاء بالفرجة على لهفة مفجوع، علّ الغرق يغرق ويدع الناس تسبح بأمان.