في يومها العالمي .. المرأة السورية الأولى في الاختبار الصعب

في يومها العالمي .. المرأة السورية الأولى في الاختبار الصعب


حلب ـ مصطفى رستم
 تقول الرواية أنه حدثت مجزرة عام 1908 في أميركا، حيث قام أحد أصحاب مصانع النسيج بإغلاق أبواب المصنع على النساء العاملات ثم قام بحرق المصنع بسبب إضرابهنّ عن العمل داخل المصنع لتحسين أجورهن.

‏أدى هذا الحريق الى وفاة كل النساء العاملات وعددهنّ 129 عاملة من الجنسيات الأميركية والإيطالية، وقد أصبح هذا اليوم رمزاً وذكرى لظلم المرأة ومعاناتها على مّر العصور.
اليوم احتفلن النساء بيومهن العالمي، في الثامن من شهر آذار، والملفت للنظر أن السوريات لم يحتفلن بهذا اليوم لوحدهن بل بمشاركة الرجال، حيث نشر الكثير من الرجال الأزواج تهاني ومباركات لزوجاتهن، إضافة لنشر الشباب مباركات لأمهاتهن أضفت رونقاً جميلاً لهذا اليوم العالمي.
هن نصف المجتمع بل وحياته، السوريات يختلفن عن بقية نساء العالم، بصبرهم ومحبتهم لأرضهم هي الأم التي لا تقدر خسارتها بثمن قدمت فلذة كبدها البناء في المعارك دفاعاً عن الأرض.
سنوات طوال والمرأة تقف خلف الرجل لكنها في ظل الحرب وقفت إلى جانبه، وفي حالات كثيرة كانت تقف مكانه، وإن فتشت ملياً ستجد حالات لنساء سبقنه وتخطينه.
الأم السورية أكثر النساء اللواتي ضحين على مذبح الصراع، ولا يخلو بيت سوري إلا وفيه لوعة وألم وحزن، الأم هي القلب الذي يتحطم بصمت، تقول "أم طارق" تعمل معلمة في مدرسة للتعليم الأساسي:
نحن الأمهات عشن أبشع الظروف وأقساها، فما قولك بالأم الأرملة أو الأم المفجوعة بولد أو بنت لها سقطت قتيلة أو الأم التي هاجر شبابها هروباً من الحرب أو خدمة العلم وكل ذلك بسبب الحرب، انها الأم القديسة وتردف قائلة:
أعرف امرأة أم لخمسة أولاد فقد زوجها عمله بسبب إصابة أقعدته وشلت حركته، مرت الأيام، ولم يجد عملاً وفقد الرجل كل مدخراته، ما كان من هذه المرأة الأم وفي أقسى ظروف الحرب تعمل كخادمة في المنازل وفي أغلب الأوقات ترضى بالقليل مقابل أن تطعم أولاده إنها التضحية.
الأخصائية الاجتماعية "فاطمة اليوسف" ترفع صوتها عاليا في وجه واقع مرير ألمّ بالمرأة مطالبة كل بتمكينها ودعمها فالمرأة التي تعرضت لأقسى الظروف الاجتماعية والمادية في ظل الحرب بحاجة إلى مساعدة وإلى واقع جديد يغير ما تركته من أثار سلبية خلال الفترة السابقة وتضيف:
المرأة السورية الذكية والمبادرة وصاحبة الروح الطيبة أثبتت قدرتها على الصمود رغم كل الانتهاكات التي مورست بحقها في الحرب ولابد من إنشاء مراكز تخصصية في مجال علم الاجتماع على المستوى السوري وبتعاون خبراء مهتمين ومتخصصين يهدف لدعم المرأة وتمكينها في الحياة الاجتماعية من جانب ومن جانب أخر دعمها في سوق العمل على النطاق المادي لتحسين أوضاعها للنساء اللواتي تأذين من الحرب.
واقع حال السوريات في خارج البلاد وخاصة في المخيمات ليس أفضل فما تحمله قصص وحكايا المتاجرة بالنساء السوريات وتعرضهن للانتهاك الجسدي والاغتصاب وتشغيلهن في شبكات مشبوهة تعتبر وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يشاهد ويراقب كل ذلك بصمت.
وتحتفل النساء السوريات في كل عام بهذا اليوم وتعبر عن ذلك بنشاطات متنوعة منها الفنية والثقافية والاجتماعية وتشارك الكثير من السوريات بما يسمى (بازارات) هدفه دعم النساء وتمكينه في سوق العمل.
هذا وأصدرت وزارة الإعلام السورية في العام 2016 طابعاً بريدياً تكريماً للمرأة اصدار ساهم بهذا العمل وتابعه كلاً من مديرية الاعلام التنموي بوزارة الإعلام بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني