وقف الخرف والزهايمر ممكن عبر هذه الوسائل

وقف الخرف والزهايمر ممكن عبر هذه الوسائل

لا يفرّق الكثيرون بين الخرف Dementia والزهايمر Alzheimer بالرّغم من وجود فارق كبير بينهما. فالأوّل حالة ذهنيّة عامّة واسعة المجال ومتعدّدة الأنواع، تصف ضعف القدرة أو عجزها عن التّذكّر أو التّفكير أو اتّخاذ القرارات المرتبطة بالنّشاطات اليوميّة؛ والزهايمر أحد أشكالها وهو أيضاً أحد مسبّباتها. فهو (الزهايمر) مرض عصبي دماغي محدّد يسبّب ضمور أو موت الخلايا العصبيّة ويتفاقم باستمرار Progressive Disease ويؤثّر أوّلاً في جزء الدّماغ المرتبط بالتّعلّم Hippocampus ومن أعراضه المبكّرة، تغيّرات بالذّاكرة وبمهارات التّفكير والاستدلال العقلي. ومع تفاقم المرض؛ تزداد حدّة أعراضه سوءً فيظهر اضّطراب وتغيّرات بالسّلوك ومشاكل أخرى.

 

إضافة لمرض الزهايمر، هناك أسباب أخرى لحالة الخرف منها: الباركينسون، فيروس نقص المناعة HIV، السّكتة الدّماغيّة، الاكتئاب والاستخدام المستمر لبعض الأدوية والكحول وغيرها.

 

أمّا أسباب الزهايمر؛ فلا يوجد سبب محدّد لكن هناك عوامل قد تساعد في ظهوره مثل التّقدّم بالعمر وعامل الوراثة أو نتيجة طفرة جينيّة.

 

لكنَّ مركز Baycrest لرعاية المسنّين الكندي، وفي تقرير له صدر يوم 22/8/2022، أورد نتائج أبحاث مهمّة يجب التّوقّف عندها؛ تفيد بأنّ مخاطر الخرف قد ترجع بالأغلب إلى أسلوب الحياة الّتي يعيشها الشّخص وحالته الصّحيّة العامّة؛ أكثر منه إلى عوامل العمر والوراثة والطّفرات. وأنّ لكلٍّ من عوامل أسلوب الحياة والصحّة؛ تأثير في خفض الأداء الإدراكي لدى المصاب بمقدار قد يصل إلى 3 سنوات من العمر. من هذه العوامل: التّدخين، الكحول وتناول المخدّرات، السّكري، ضعف أو فقدان السّمع، إصابة سابقة للدّماغ وغيرها. بمعنى أنّ العمر الذّهني والإدراكي للشّخص المدخّن يقلُّ بثلاثة أعوام عمّا هو لغير المُدخّنين، وكذلك الأمر بالنّسبة لبقيّة العوامل، فإن اجتمع أكثر من عامل عند شخص ما، فسيقلّ مستوى الإدراك لديه عمّا لدى غيره من الأشخاص الأصحّاء بمقدار تأثير هذه العوامل مجتمعة. فمريض السّكّري الّذي يدخّن ويتناول الكحول، يقل مستواه الإدراكي ب 9 سنوات عمّن ليس لديهم أي من تلك العوامل. 

 

نستفيد من هذه المعلومات بكونها تتيح لنا فرصة المحافظة على صحّة الدّماغ ووظيفته من خلال التّحكّم بها لتجنّب الوقوع في الحالة أو معالجتها حال حدوثها دون تأخير. كالسّيطرة على مرض السّكري، ومعالجة فقدان السّمع، ووقف التّدخين والاهتمام بنوعيّة الغذاء ونمط الأكل الخ…

 

وكي نتمكّن من التّحكّم بالأسباب، علينا أن نفهم أوّلاً أساس المرض.

 

يتألّف الدّماغ من خلايا عصبيّة متّصلة بمشابك على شكل فجوات تسمح بمرور النّبضات الكهربائيّة الصّادرة عنه (أوامر أو رسائل) إلى باقي أجهزة الجسم وأعضائه عبر نواقل عصبيّة. وظيفته الأساسيّة هي أخذ المادّة الكيماويّة وتحويلها إلى طاقة كهربائيّة. لذلك سمّي بالعضو الكهربائي.

 

يشكّل الدّماغ 2% فقط من مجموع أنسجة الجسم لكنّه يستهلك 20% من طاقته. فهو المُلتهم الأكبر للطّاقة. فالحفاظ على صحّته يأتي إذاً بتوفير قدر كاف له من الطّاقة. والمصادر الّتي تغذّيه وتمدّه بالطّاقة هي إمّا الغلوكوز أو الكيتونات، علماً بأنَّ غذاءَه البديل المفضّل هو الكيتونات؛ لاستجابته الممتازة لها ولعدم وجود تبعات لاستهلاكها.

 

كيف؟

 

أساس مرض الزهايمر هو ضمور الأعصاب وانكماش أو فقدان وموت المشابك العصبيّة النّاقلة؛ نتيجة جوع تلك الخلايا بسبب انخفاض الجلوكوز. إضافة إلى قلّة الأكسجين الّذي يستخدم لأكسدة هذا الغلوكوز وتحويله إلى طاقة. لهذا يحتاج الجسم لكثير من الأكسجين ليبقى حيّاً. كذلك لعدم كفاية الأنسولين اللّازم لتكوين الكيتونات. بالرّغم من توفّر هذا الهرمون بالجسم غير أنّ الدّماغ لا يستفيد منه حين يكون خارج حدوده. فحين يرتفع الإنسولين بالجسم -وهذا يحدث في حالات الحمية المعتادة- فلا يستطيع الدّماغ أن يتغذّى على الكيتونات والّتي تعمل على زيادة الأكسجين وتحفيز تكوين الأنسجة العصبيّة وتساهم في تجديدها وتعزّز فاعليّة مضادّات الأكسدة المسؤولة عن الحدِّ من الالتهابات وتحسين الوظائف الإدراكيّة. ففي هذه الحالة (حالة قصور آليّة الإفراز) ولتقليل أعراض الإصابة يتم الّلجوء لتناول الكيتونات مباشرة الّتي بإمكانها تجاوز تلف آليّة الامتصاص.

 

باختصار، لا يمكن للدّماغ التّغذّي على الكيتونات عند ارتفاع مستويات الإنسولين والغلوكوز المرتبطان بمرض السّكّري. فالتّحكّم بالسّكّري يعني -بإحدى صوره- المحافظة على صحّة الدّماغ ووظائفه.

 

ينصح مختصو التّغذية بمعظمهم بالتّركيز على نوعيّة الأطعمة المفيدة في تحسين وظيفة الدّماغ الإدراكيّة وتجنّب ما يفقدها أو يقلّل من قيمتها الغذائيّة.

 

وكما شرحها دكتور بيرج بسلسلة من الفيديوهات. فإنّ أهم هذه العناصر هو فيتامينB1 المحفّز الأكبر لإنتاج الطّاقة؛ فوجوده يساعد في الاستفادة من الجلوكوز اللّازم لتغذية خلايا الدّماغ كي لا تموت لأنّ موتها يعني الخرف. يعتبر سمك السّلمون البحري أفضل الأغذية المحتوية لهذا الفيتامين وهو الأهم لكونه يشمل جميع هذه العناصر الأخرى الضّروريّة لنمو الدّماغ وتحسين وظيفته الإدراكيّة مثل: فيتامين D3 وZinc وOmega3 الموجودين بوفرة بالبيض والأسماك واللّحوم الحمراء والبروكلي والأفوكادو والجوز وبذور عين الشّمس.

 

أثبتت نتائج الأبحاث بأنّ التّدخين والكحول والكافيين والمضادّات الحيويّة والسّكّر، كلّها عوامل تسرق فوائد هذه العناصر والفيتامينات وبالتّالي تقلّل من تأثيرها الإيجابي المرتجى.

 

هناك ارتباط وطيد بين الأمعاء والدّماغ، فالكثير من الكائنات الدّقيقة في الأمعاء تصنع النّواقل العصبيّة وفيتامينB1 . الخميرة الطّبيعيّة والأغذية المخمّرة والكفير تعد من الأغذية المفيد تناولها.

 

كما يقول المثل: درهم وقاية خير من قنطار علاج.

لعبة الأمم

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني