تنسيق الحفلات يزدهر استجابةً للبريستيج الاجتماعي والتنافس الفوتوغرافي

تنسيق الحفلات يزدهر استجابةً للبريستيج الاجتماعي والتنافس الفوتوغرافي

ريم ربيع | المشهد

ينشط اليوم وبشكل ملحوظ الطلب على تنسيق الحفلات وتصميم الزينة اكسسواراتها، تلبيةً لما تطلبه المظاهر الاجتماعية والصور الفيسبوكية، حيث تغص المجموعات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بالباحثين عن منسقي حفلات يشرفون على الزينة والتنسيق والطعام والموسيقى لمناسباتهم، فما أن يكتب أحدهم سؤالاً حتى تنهال عشرات التعليقات والروابط إما لأشخاص أو لشركات متخصصة بالتنسيق، مما جعل تنظيم الحفلات أحد المهن المطلوبة بكثرة في الآونة الأخيرة.

لم يعد التنسيق يقتصر على الحفلات الكبيرة كالعرس أو الخطبة، فاليوم أصبحت أعياد الميلاد وحفلات التخرج واستقبال مولود جديد كلها بحاجة زينة خاصة تناسب متطلبات "الصورة"، وحتى المناسبات "البيتوتية" باتت بحاجة لمن ينسقها بطريقة "كلاس" بدءاً من ألوان البوالين وصولاً إلى طريقة تقديم الطعام، والذي بدوره لا بد أن ينسجم مع ألوان الزينة.! 

رغم الضائقة الاقتصادية التي يعيشها المجتمع اليوم إلا أن مجاراة المظاهر الاجتماعية تفوقت بأهميتها على لقمة الطعام، إذ نفاجأ أحياناً بحفلات كلّفت عشرات الآلاف لعائلة بالكاد تؤمن كفاف يومها، حيث تتراوح تكلفة تنسيق حفلة متوسطة بين 100 -400 ألف ليرة، وهنا قد يتجه البعض لشراء الزينة والبعض الآخر لاستئجارها، غير أن المناسبات الخاصة تفرض أحياناً على أصحابها التوصية على زينة بمواصفات محددة مما يزيد من سعرها.

من جهة أخرى؛ وعلى الرغم من تناقض ظاهرة الحفلات مع الوضع الاقتصادي السيء، إلا أنها نجحت بتأمين عشرات ومئات فرص العمل لاسيما لطلاب الجامعات، فلم يعد تنظيم الحفلات مقتصراً على بعض المكاتب المتخصصة، بل نجد اليوم الكثير من الطالبات يعملن في تصميم وصناعة الزينة يدوياً بالاعتماد على مواد أولية تتوافر في جميع المكتبات، ليتطور عملهن من تلبية تواصي بسيطة، إلى التوزيع بالجملة إلى محال تجارية متنوعة.

تقول راما وهي طالبة سنة ثانية أدب عربي: بدأت بهذا العمل بشكل جدي منذ أشهر قليلة بعد أن نظمت عدة حفلات لأصدقائي وأقربائي بمعدات بسيطة ونالت إعجابهم مما شجعني على التفكير بالتنسيق كمهنة لتأمين مصروفي الجامعي على الأقل، فالبداية كانت بسيطة برأس مال لا يتعدى 30 ألف ليرة واستلام رعبون مقدم من الزبون عند التحضير للحفلة المطلوبة، وفي معظم الأوقات اعتمد على الأعمال التي أصنعها وأصممها بنفسي، فالطلب عليها أكبر نظراً لتميزها عما يوجد في السوق، كما أن الكثير من التوصيات تكون بأسماء وأشكال محددة.

تضيف راما التي جعلت من غرفتها ورشة لتصميم اكسسوارات الزينة بكافة أشكالها: أكثر الطلبات تكون لتزيين غرفة مولود جديد، أو حتى غرفة المستشفى، وهنا تكون تكلفة الزينة مع علب الضيافة حوالي 100 ألف ليرة بدون الطعام، وعادة ما يطلب الزبون الإشراف على التزيين، فيما يفضل البعض شراء الزينة فقط.

غالباً ما يكون التركيز على تزيين زاوية محددة في الغرفة لتبقى مخصصة لالتقاط الصور.! فبالنهاية يعود السبب الرئيسي للزينة لما سينشر لاحقاً من صور على وسائل التواصل الاجتماعي، والمنافسة على الزينة الأجمل، أما إعادة استخدام الزينة في مناسبات أخرى فلم يعد متاحاً كما قبل، إذ تختلف اكسسوارات التخرج عن عيد الميلاد عن بقية المناسبات، وأصبح لكل صورة ديكورها وثمنها الخاص..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر