"المشهد" تخوض في ملف الابتزاز الإلكتروني.. ضحايا من الذكور والاناث بدافع مداراة الفضيحة!

"المشهد" تخوض في ملف الابتزاز الإلكتروني.. ضحايا من الذكور والاناث بدافع مداراة الفضيحة!

المشهد | رولا أحمد

هي إحدى الظواهر الأكثر انتشارا ً في الكواليس الخفية لعالم يضج بالحداثة، كيف لا وهي تخفي في طياتها ماتخفيه لتجعل الضحية تدخل في دهاليز لا مخرج منها... 

ظاهرة عابرة للقارات... ولا حدود لها

عن جريمة الابتزاز الإلكتروني نتحدث لتفتح المشهد اليوم عبر هذا التقرير أحد التابوهات المغلقة في المجتمع السوري للبحث في تفاصيل كيفية حدوثه والوقوع فيه.. 

كيف يواجه ضحايا الابتزاز مشكلتهم ضمن قيود الواقع الاجتماعي المحيط، وكيف تتم المعالجة

في هذا الصدد التقينا بعدد من المختصين العاملين في هذا المجال واوردنا عدة حالات استطعت الوصول إلى أصحابها والحصول على تفاصيل قصصهم مع التحفظ على نشر اسمائهم بشكلها الصريح

الضحية (س. و) (ابتزاز جنسي) 

(( استيقظت صباحا على رسالة من احدى الصديقات على الفيس بوك تحذرني فيها من انتشار صورة فاضحة لي عبر أحد المواقع..

وارسلت لي رابطاً... رعبي جعلني افتح الرابط دون أي وعي ودون أدنى شك بالمرسل لتبدأ أسوأ كوابيسي.

ليُخترق حسابي وتُسحب صوري ويبدأ الشخص المجهول بالنسبة لي بسلسلة من الابتزاز بدأت بإرسال المزيد من الصور الخاصة ولم يكتفي بذلك بل طلب مني الاستجابة للرغباته والا يقوم بنشر الصور... )) 

ضحية (ع. ب) (ابتزاز مادي) 

(( تأخرت في الانجاب فأقنعتني إحدى صديقاتي المقربات بأني مسحورة وبأني إذا لجأت الى أحد الشيوخ (معالج روحي) على الانترنت سأجد الحل لمشكلتي فكانت النتيجة بأنني سقطت ضحية لهذا الشيخ لتبدأ رحلة طويلة من الابتزاز كادت تفقدني زوجي وكل ما أملك) 

ضحية رقم ٣ (ل. و) (ابتزاز منفعة) 

(( لم أكن أعرف بأنه سوف يتم عرض تلك المقاطع على موقع معارض كما أني لا أحمل أي تصريح بممارسة العمل الصحفي من أي جهة رسمية وهذا ماجعلني غير محمية ولاظهر لي)) 

( تواصلت منذ حوالي شهرين مع قناة باسم ( شبكة انطلق ) على برنامج التليغرام التي تقوم بنشر إعلانات عن فرص عمل وقمت بتزويدها بالسيرة الذاتية ورقم الهاتف من أجل تأمين فرصة عمل لي وبعد ثلاثة أسابيع تواصل معي شخص على برنامج الواتس اب وعرف عن نفسه بأنه يدعى ( أحمد خليفة ) وأعلمني بأنه يعمل مندوب لشركة إنتاج لها أفرع في عدة دول منها ( ألمانيا والإمارات ) وعرض عليّ بأن أقوم بإعداد مقاطع فيديو تصف الوضع المعيشي بمدينتي وآراء الناس فقبلت ذلك بعد أن اشترطت عليه أن يتم نشر هذه المقاطع على صفحات محايدة ومؤيدة للدولة السورية.. وبالفعل قمت بتصوير عدة مقاطع في مدينتي بأماكن مختلفة وإرسلتها للمدعو أحمد ، الذي أعلمني فيما بعد بأنه تم نشر مقطع فيديو على إحدى القنوات المعادية لسورية على موقع اليوتيوب وعند مشاهدتي للمقطع تبين أنه تم التصرف بالمقاطع التي أرسلتها له وحذف العبارات المؤيدة للدولة من كلام الأشخاص المتحدثين بهدف الإساءة للدولة وبدأ بابتزازي لاعداد مقاطع مشابهة....فقصدت الجهات الأمنية...

ليست النساء وحدهن الضحايا.. 

يروي باسم (٣٣ سنة) للمشهد ماجرى معه

(( القصة بدأت حين وافقت على طلب صداقة من فتاة جميلة قبل أن أكتشف بأنها رجل..

يتابع "ظننت أنني وجدت من أتسلى معها، إلا أنني استيقظت على رسالة من حساب الفتاة تؤكد فيها بأنها رجل قال بأنه سجل له فيديو وهو عار وبوضع غير لائق وحمل مقطع الفيديو على يوتيوب وهدد بإرساله لقائمة أصدقائي على فيسبوك في حال لم أحول له مبلغ مليون ليرة سورية

نفذت ما طلبه مني لأنني كنت خائفا من الفضيحة، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد"

الخوف من طلب المساعدة يفاقم المشكلة

يقول المقدم مهند أسعد رئيس فرع التحقيق في فرع مكافحة جرائم المعلوماتية في حديث خاص للمشهد بأن عدد حالات التهديد والابتزاز عبر الشبكة وصلت إلى ١٨٨ حالة حتى نهاية شهر تشرين الثاني وهو عدد أقل من الواقع بكثير لأن الخوف من طلب المساعدة وتقديم الشكوى من قبل ضحايا الابتزاز الإلكتروني ومحاولاتهم حل المشكلة دون اللجوء لأي طرف قانوني عادة ما يزيد الوضع سوءاً ويعطي المبّتز فرصة أكبر للتمكن من ضحيته.

عدم اللجوء للقانون خشية الفضيحة 

  استأنف المقدم في فرع مكافحة جرائم المعلوماتية بأن الابتزاز عبر الشبكة مايزال حتى الآن للأسف أحد الجرائم المخفية التي تتجنب الضحية فيها اللجوء للقضاء خشية الفضيحة والعار وخاصة في قضايا الابتزاز الجنسي..

إضافة إلى إن الجهل بطرق الحماية والخوف من رد فعل المجتمع يفاقم من مستوى تورط الضحية

 

ماذا تفعل في حال تعرضك للابتزاز؟

عند سؤالنا للأسعد عن الإجراءات الواجب اتخاذها في حال تعرضنا للابتزاز أكد على مايلي:

_ عدم التواصل مع المبتز وعدم الامتثال لطلباته تحت أي ضغط لأنها لن تتوقف حتى لو قمنا بالخصوع لها.

_التواصل مع الجهات الأمنية المعنية بالموضوع في أسرع وقت ممكن. 

كما وجه عدة نصائح تجنب المواطن الوقوع ضحية للابتزاز ابرزها :

_ تجنب قبول صداقات من جهات غير معروفة لديك.

_ عدم الرد على اي محادثة ترد من جهات غير معروفة سابقا بالنسبة لديك.

_ لا تشارك معلومات حساسة أو صور أو فيديوهات مع أحد على الانترنت, حتى و لو كانوا معروفين بالنسبة لديك تجنبا للوقوع في فخ الابتزاز في حال سرقة الحسابات الالكترونية

رأي قانوني 

قمنا بالحصول على استشارة قانونية من المحامي الاستاذ منيب هايل اليوسفي الذي بين للمشهد الوضع القانوني لجرائم الابتزاز   

((تنص المادة 636 من قانون العقوبات السوري على أن "كل من هدد شخصاً بفضح أمر أو إفشائه أو الإخبار عنه، وكان من شأنه أن ينال من قدر الشخص أو شرفه، أو من قدر أحد أقاربه أو شرفه، لكي يحمله على جلب منفعة له أو لغيره غير مشروعة، عوقب بالحبس حتى سنتين، وبالغرامة حتى خمسمائة ألف ليرة".

وهذه العقوبة مشددة وفقاً لقانون الجريمة الالكترونية، إذ تنص المادة 28 منه على مضاعفة العقوبات المقررة لأي من الجرائم المنصوص عليها في القوانين الجزائية النافذة إذا ارتكبت الجريمة باستخدام الشبكة أو وقعت على الشبكة، أو إذا وقعت على جهاز حاسوبي أو منظومة معلوماتية بقصد التأثير على عملها أو على المعلومات أو البيانات المخزنة عليها. وفي المادة 30 من نفس القانون تشدد العقوبة إذا وقعت الجريمة على قاصر)) .

 

أسباب ساعدت في انتشار ظاهرة الابتزاز

يؤكد الاستاذ منيب أن عدم وجود وعي كاف وثقافة معاصرة تواكب وتسلط الضوء على خطورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي اقتحمت حياتنا وخصوصياتنا بشكل فجأئي ودون سابق انذار كان سبباً رئيسياً في انتشار هذه الظاهرة حتى إننا لا نبالغ إذا قلنا بأنها هذه الوسائل أصبحت اليوم تحتل شيئا فشيئا محل وسائل الإعلام ( تلفزيون وراديو وصحف ..الخ..) 

فسهولة ارتكاب الجريمة هنا وبساطتها من استخدام أسماء وهمية او حسابات الكترونية مزورة تساعد في ازدياد عدد الجرائم دون ان يدرك فاعلها العواقب الوخيمة التي تترتب على ارتكابه للجرم ، وهذا يحتم على الجهات الرقابية والتربوية نشر الوعي وثقافة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ولا بأس من قيام وزارة التربية من تخصيص مادة تعنى بتوعية الأطفال وتوجهيهم للاستخدام الآمن لتلك المواقع اسوة بنشر الثقافة المرورية.

 

الآثار النفسية المترتبة على جريمة الابتزاز

نوه دكتور وليد شدود الأخصائي في الأمراض النفسية إلى إن حالة الابتزاز تعتبر من أعظم المشاكل التي يمكن أن يواجهها الفرد على الصعيد الشخصي والتي تشعر من خلالها الضحية بالخوف الشديد والارتباك لما يترتب على فعل الفضح من آثار قد لا يتمكن الشخص من تحملها أو لما يمكن أن تترك من أثار سلبية على حياته فيما بعد.

ويممكن لعمليه الابتزاز ان تكون ذات اثار نفسية مدمرة على الشخص قد توصله الى الانتحار احياناً واقلها الخوف والقلق المستمر وعدم الاحساس بالامان وضعف ثقة الضحية بالافراد والمجتمع واحساسه الدائم بالغربة في محيطه.

وبالمقابل يمكن ان تتحول الضحية الى جاني حقيقي من خلال القيام بافعال الابتزاز كردة فعل على ابتزازه وضعف ثقتة بالاخرين واحساسه بالغضب على محيطه.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر