حادثة التسرب النفطي ليست الأولى في سورية ولكنها الأضخم .. كيف جرى التعامل سابقاً ؟

حادثة التسرب النفطي ليست الأولى في سورية ولكنها الأضخم .. كيف جرى التعامل سابقاً ؟

المشهد | كريم حسن

لم تكن حادثة التسرب النفطي من أحد خزانات الفيول المتصدعة في محطة توليد كهرباء بانياس هي الأولى من نوعها في سورية، لكنها الأضخم لجهة حجم الكميات المتسربة، ووصولها إلى البحر، وما نجم عن ذلك من تلوث!.  

حالات التسرب السابقة سجلت كلها في مناطق برية، وغالباً كانت في أنابيب نقل النفط أو بالقرب من الآبار، وبالتالي كان التعاطي معها مختلف تماماً .

يروي عامل سابق لدى شركة الفرات النفطية لـ"المشهد" بعض تفاصيل حادثة تسرب نفطي، حصلت أثناء خدمته في المنطقة الشرقية: "قبل بداية الحرب وأثناء خدمتي في شركة الفرات للنفط، حدث تسرب نفطي بسيط من أحد الآبار التابعة للشركة في قرية العشارة التابعة لمحافظة دير الزور" .

ويذكر العامل أن "البئر النفطي كان يتوسط أرض زراعية تعود لمُزارِع من القرية المذكورة، وكان تسرب النفط حينها من أحد الوصلات المركبة في أرض المزارع، حيث غطى النفط المتسرب عشرات الأمتار ملحقاً الضرر بالتربة والمزروعات" .

كما يشير العامل في روايته إلى مسارعة الشركة بعد أن أعلمها المزارع بالأمر لاصلاح مكان التسرب، ومن ثم إزالة الأتربة في البقعة الملوثة والمساحات المحيطة غير ملوثة للتأكد من سلامتها، ونقلها إلى محطات المعالجة التابعة للشركة لمعالجتها وازالة جميع آثار التلوث .

ويضيف العامل السابق : "ان الشركة أحضرت أتربة سليمة بنفس الكميات المُزالة من الأرض الزراعية واعادتها إلى مكانها، ودفعت تعويض للمزارع المتضرر من الحادثة"، حيث كانت شركة الفرات .

ويشير العامل إلى أن "الشركة كانت ترصد أموالاً ضخمة لاستثمار الموارد البشرية لتكون فريق عمل ناجح يعمل بأقصى درجات الأمان لمنع هكذا حوداث"، في إشارة منه للصور الصادمة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عمالاً يستخدمون أدوات بدائية (اسفنج وتنكة) لازالة التلوث من على مياء الشاطئ .

بينما تذهب جميع المؤشرات لتؤكد بأن ما حصل في بانياس يرتقي إلى "كارثة بيئية"، فمع تسرب أطنان من مادة الفيول إلى البحر وانتشارها على طول الساحل السوري من شاطئ بانياس وصولاً إلى جبلة واللاذقية، لا بد أن يكون له آثار خطيرة على البيئة البحرية وما تحتويه من ثروة سمكية .

إلا أن التعامل مع هذه الكارثة لم يكن بالمستوى المطلوب، ربما لهول الكارثة أو لضخامة كميات النفط المتسربة، إذ أظهرت الصور المتداولة عبر الاعلام الطريقة البدائية في تعاطي الجهات المعنية مع الحادثة، صور لـ"تراكسات" ومجموعة من العمال السوريين بلباسهم "البسيط" وأيديهم العارية، يحاولون إزالة البقع النفطية المتواجدة على الشواطئ ، ما طرح تساؤلات عند الشارع السوري عن مدى قدرة هؤلاء العمال، التعامل مع هذه الكارثة البيئية بأدوات بسيطة لا توفر لهم أدنى مقومات الأمان والسلامة، ثم ظهر قارب قيل انه يعمل على إزالة آثار التلوث في عمق البحر وهو متخصص في مثل هذه الحوادث .

على العموم، وبغض النظر عن كمية الفيول المتسربة والتي تقدر بحسب التصريحات الرسمية ما بين (2 - 4 طن)، فإننا أمام كارثة بيئية وطنية حقيقية، تستدعي تضافر كل الجهود لمنع تكرارها ومحاسبة المقصرين، بانتظار نتائج لجنة التحقيق في الحادثة والتي ستصدر بعد شهر .

الجدير بالذكر أن بقعة الفيول المتسرب لم تغطي الشواطئ السورية وحسب، وإنما امتدت لتصل إلى السواحل القبرصية، حيث أعلنت السلطات هناك عن تشكيل خلية أزمة لمراقبة الفيول المتسرب من سورية .

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر