مواطنون تحت خط الفقر  والدجاج والبيض خارج الحسابات

مواطنون تحت خط الفقر والدجاج والبيض خارج الحسابات

تحقيقات

دمشق - رولا نويساتي
لازال المواطن السوري يكابد الأمرين لنيل لقمة عيشه التي أصبحت مغمسة بالذل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، خاصة بعد ارتفاع الخط البياني للأسعار التي طالت جميع المواد الغذائية دون استثناء، و هنا أخص بالذكر مادتي البيض والدجاج، التي أصبحت أسعارها تحلق عالياً في السماء السابعة، فلم يعد المواطن قادراً على شراء هاتين السلعتين، وأعتقد أنه لم يعد باستطاعته أن يحلم بهما حتى في منامه..
 مواطنون تحت خط الفقر
محمد (مدرس) يقول للمشهد: منذ أكثر من ثلاثة أشهر لم أشتري قطعة دجاج واحدة، ولا حتى بيضة واحدة، فأسعار هذه السلع ارتفعت في الآونة الأخيرة إلى أكثر من مئة في المئة بالتزامن مع انخفاض القوة الشرائية لليرة السورية، وارتفاع أسعار كل السلع الأساسية والضرورية لحياة المواطن، لا سيما الخضراوات التي كنا نعتبرها الملاذ الآمن لنا، ارتفعت أسعارها هي الأخرى عندما زادت الحكومة من سعر المازوت الصناعي، متجاهلة اعتماد المزارعين ومربي الدواجن على هذه السلعة بشكل أساسي بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وهذا بالطبع سيرفع ويزيد من كلفة الانتاج، وحتماً سينعكس سلباً على حياة المواطن المعيشية..
فيما قالت أم أحمد وهي أم لثلاثة أطفال: أعتقد أن البيض والدجاج هي من المواد الغذائية الأساسية لنمو الأطفال، ونقص هاتين السلعتين على مائدة السوريين سيؤثر على نمو أطفالنا الفكري والجسدي، وبالتالي في ما بعد  سينعكس سلباً على الوطن بأكمله، فهل الحكومة عاجزة إلى هذا الحد عن ضبط الأسعار في السوق وبالأخص أسعار المواد الغذائية؟!!.. تتساءل أم أحمد..
أما سعيد فقد أكد بأن تقاذف التهم بين المسؤولين لتبرءة أنفسهم أمام أعين المواطنين غير مجد، لا بل على العكس يزيد الطين بلة، وسط  عجزهم الدائم عن ضبط أسعار السوق، خاصة أسعار المواد الغذائية التي تلوح بارتفاع دائم، فيما تشهد مادتي الفروج والبيض ارتفاعاً مرة في الأسبوع على الأقل، فكيف لنا أن نحيا ونعيش وسط تلك المعمعة والضياع من حكومتنا الموقرة؟!!..
في حين أن ابراهيم الذي كان متجهم الوجه حين التقيناه قال: أنا بصدق لم يعد لدي أي كلمة أتفوه بها وسط اندهاشي الدائم لما يجري من حولي من ارتفاعات فاحشة للأسعار دون حسيب ولا رقيب، لكن لدي سؤال واحد: لماذا في كل مرة يزيد بها سعر سلعة معينة يهرع المواطنون لشراء تلك السلعة؟!!.. أما آن لنا أن نتعلم من أخطائنا ؟!!..، أما آن لنا أن ندرك بأنها لعبة من أيد خفية تريد أن تذلنا وتتحكم بلقمة عيشنا؟؟!!.. أما آن لنا أن ندرك بأنه يتوجب علينا مقاطعة تلك السلعة حتى تصل إلى مرحلة الكساد في الأسواق، وبالتالي فإن السلعة ستخرب وترمى في حاويات القمامة، وعندها سنكون قد تمكنا من بتر يد كل من يريد اللهو بلقمة عيشنا؟!!!..  
ضايعة الطاسة
في تصريح لمدير منشأة الدواجن في اللاذقية باسم حسن أكد إلى إنتاج 14.081 مليون بيضة خلال الربع الثالث من العام الجاري بنسبة تنفيذ 81.7 بالمئة.
ولفت حسن إلى أنه وخلال المدة نفسها تم إنتاج 192 طناً من الفروج، تم تسويقها لمصلحة القطاع العام وصالات المنشأة، بنسبة تنفيذ بلغت 120 بالمئة ضمن الخطة الإنتاجية، مشيراً إلى زيادة الخطة بإنتاج 50 ألف فروج إضافي قيد الإنتاج حالياً وفقاً لتوجيهات وزير الزراعة..

وأشار مدير المنشأة إلى الصعوبات التي يعاني منها قطاع الدواجن وأهمها الارتفاع الكبير لأسعار المواد العلفية وصعوبة تأمينها، لافتاً إلى توجيه وزير الزراعة باتفاقية مع المؤسسة العامة للأعلاف بإعطاء الدواجن 250 طناً من مادة الذرة الصفراء و100 طن من كسبة الصويا و125 طناً من الشعير بالسعر التأشيري. إضافة إلى ارتفاع أجور الصيانة والقطع التبديلية وفقدانها من الأسواق، إضافة لارتفاع أجور النقل بين المحافظات وصعوبة توفير الوسائط لنقل المواد العلفية للمنشأة.

كما أشار إلى خروج 60 بالمئة من مداجن القطاع الخاص عن العمل نتيجة هذه الصعوبات التي كبدتها خسائر كبيرة «التكاليف عالية والتسويق رخيص» خلال الأشهر الماضية، ما أدى لانخفاض عرض الفروج في الأسواق وبالتالي ارتفاع سعره قياساً بالطلب، منوهاً بعودة عدد منها للعمل بعد ارتفاع سعر المبيع بالسوق إضافة للتدخل الحكومي بتوزيع مقننات علفية للمداجن المرخصة ما يؤدي لخفض التكاليف بنسبة خفيفة ومساعدة المربين بالعودة للعمل من جديد..

فيما أشار عضو لجنة مربي الدواجن حكمت حداد  إلى أن إنتاج البيض حالياً قليل ولا يغطي حاجة السوق، بعد أن أرجع ذلك إلى تهريب مادة البيض إلى الدول المجاورة وخاصة العراق، وبالتالي فإن تهريب نسبة من الإنتاج إلى دول الجوار أدى إلى ارتفاع السعر في السوق المحلية، حيث أن نسبة التهريب تعادل ١٠% من الإنتاج الحالي..
و أكد حداد أن سعر صندوق البيض الذي يحوي ١٢ كرتونة وصل  في سورية إلى نحو ٥٥ ألف ليرة سورية، أما سعر صندوق البيض في العراق فيسعر بحدود ١٥٠ ألف ليرة وبالتالي فإن فارق السعر الكبير قد أسهم بتهريب البيض.
آخر السطر
ما الفائدة التي يجنيها المواطن من تقاذف التهم بين المسؤولين، ومحاولة كل منهم تبرأة نفسه وتلميع صورته أمام المواطن الذي فقد الثقة منذ زمن مع مسؤوليه الأكارم.. وما الذي سيجنيه المواطن من تلك التصريحات الخلبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، سؤال برسم المعنيين؟!!

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر