ما لم يفعله الإرهاب في سنوات ... فعله كورونا في أيام

ما لم يفعله الإرهاب في سنوات ... فعله كورونا في أيام


خاص – نور ملحم

يضع عثمان يده على صدره، معتذراً عن المصافحة والتقبيل كلّما قابل أحداً من أصدقائه، حتى أنه يتجنب أن يلامس أفراد عائلته فالأمر برأيه الخاص لم يعد مجرد مزحة تطلق عبر وسائل التواصل أو تصريحات متناقضة ما بين تفشي المرض أو عدم تفشيه بشكل كبير في سوريا لذلك قرر هو العائلة التوقف عن المعانقة او السلام باليد والاكتفاء بالابتسام للضيوف".
لم تكتفي العديد من العائلات الملتزمة بالحجر الصحي الجزئي المفروض من قبل الدولة بهذه الإجراءات البسيطة، بهدف الحماية من وباء القرن المستجد، لذلك قرر البعض القيام بتوزيع مقاعد الجلوس في المنزل الواحد من أجل الأبتعاد قدر المستطاع ووضعوا على الباب معقماً من دون أن يخجلوا من أن يطلبوا من أقاربهم تعقيم أيديهم وأحذيتهم قبل الدخول.
سوريون آخرون قرروا إلغاء بعض المشروبات التي اعتادوا عليها، في محاولة للوقاية من فيروس كورونا الجديد، كحال العم أبو عصام " 60عاماً " والذي قرر إلغاء ضيافة القهوة العربية، وهي ضيافته الرئيسية منذ أكثر من 30 عاماً.
رغم الحرج الكبير الذي يتعرض له بحكم أنه مختار الحي والضيوف والمراجعين كثر وقد اعتادوا على قهوته العربية المميزة بالهيل المدعوم.
 ولكن الوضع تغير حالياً بحسب كلام العم للمشهد أون لاين ،  يجب على الجميع الحذر والعمل على اختصار النشاطات الاجتماعية، والالتزام في المنزل، ومحاولة الاعتذار قدر الإمكان عن استقبال الضيوف دون أي نوع من الإحراج لحماية الطرفين من الفيروس الذي لم يجد له لقاح أو دواء إلى يومنا هذا .
لا يخفى على أحد قلق السوريون من فكرة انتشار فيروس كورونا في سورية وخاصة بعد اعتراف وزارة الصحة بعدم وجود قدرة على استيعاب عدد كبير من المصابين نتيجة القطاع المنهك من الحرب، لذلك نلاحظ أن كثيرين أصبحوا مهووسين بمتابعة أخبار الفيروس وسبل الوقاية منه، وما يتخذ من إجراءات في الدول التي سجل وجود إصابات فيها.
ووسط التخبط الذي أصب الجميع نلاحظ الهجوم الكبير لشراء أكثر كمية من المنظفات والمعقمات، فباتت الروائح العبقة تفوح من المباني والمنازل والمحالات التجارية والمطاعم وهذا الامر يعد نقطة إيجابية يشهد لها الجميع حيث فعل الفيروس القاتل بعدة أيام الذي لم تتمكن وزارة البيئة سابقاً من فعله والتي كان مهمتها نشر الوعي البيئي ضمن ميزانيات صرفت،  قادرة على إعمار مدن ومناطق سورية
يمتاز السوريون خاصة في القرى والأرياف باحترامهم للعادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين، سواءً المتعلقة بالأفراح أو الأحزان، فضلا عن المناسبات الدينية والعامة، تلك العادات والتقاليد لم تتغير خلال السنوات الحرب الصعبة، ولكن مصلحة المجتمع تعلوا على كل شيء، ولأن إمكانيات سورية الصحية غير قادرة على احتواء الفيروس في حال تفشيه فالبنى التحتية للمؤسسات الصحية في سورية غير قادرة على مواجهة هكذا فيروس خطير سريع الانتقال كما أن الوعي المجتمعي بخطورة الفيروس متدنٍ، بسبب عدم قيام الفرق الصحية بجولات في القرى والأرياف ومراكز المدن النامية  للتوعية .
لذلك  قرر السوريوت عدم التقيد في العادات والالتزام والعمل على مراعاة الأطفال وكبار السن من خلال منعهم من الخروج من المنزل بشكل نهائي لأنهم الحلقة الأضعف ضمن هذه الحرب الباردة.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر