الطبقة في مهب "كورونا".. "قسد" تهمل الملف الصحي في محافظة الرقة

الطبقة في مهب "كورونا".. "قسد" تهمل الملف الصحي في محافظة الرقة

المشهد- خاص
تؤكد المعلومات التي حصل عليها "المشهد أون لاين"، أن المشفى الوطني في مدينة الطبقة والخاضع لسيطرة ما يسمى بـ "قوات سورية الديمقراطية"، غير قادر على مواجهة مرض "كورونا"، في وضعه الحالي، مشيرة إلى أن "قسد"، ماتزال ترفض تسليم المشافي الحكومية للدولة السورية، وتكتفي بمطالبة المنظمات الدولية بتقديم المساعدات العاجلة والطارئة لتخديم المشافي التي تحتلها في محافظتي الرقة والحسكة.
جهزت ما تعرف بـ "هيئة الصحة"، التابعة لـ "قسد"، جناحاً لـ "الحجر الصحي"، في المشفى الوطني مؤلف من 15 سرير، إلا أن هذا الجناح ينقصه أجهزة التنفس الصناعي التي تلزم للعلاج في حال تسجيل أي إصابة بالمرض الذي يجتاح دول العالم، وبرغم إن "قسد"، تلقت مساعدات طبية من قبل عدد كبير من المنظمات الإنسانية، إلا أنها لم ترسل أياً من التجهيزات الحديثة إلى المشافي الواقعة في محافظة الرقة، ما دفع الكوادر الطبية العاملة في المشفى لوضع "أجهزة التنفس"، الخاصة بقسم العناية المشددة في جناح الحجر الصحي بعد تهديد "قسد"، بمعاقبة الكادر في حال تم تسجيل أي ملاحظة من قبل فرق المنظمات التي تزور المشفى بين الحين والآخر.
ويقول مصدر طبي فضل عدم الكشف عن هويته خلال حديثه لـ "المشهد أو لاين"، أن "هيئة الصحة"، التابعة لـ "الإدارة الذاتية"، تعمل على توزيع ما تحصل عليه من مساعدات طبية بشكل انتقائي، فالمشافي التي تقع ضمن مناطق ذات صبغة كردية، تحصل على الكميات اللازمة من المساعدات والمواد الطبية، في حين يتم إهمال مشافي محافظة الرقة والحسكة في المناطق التي لا تتواجد فيها "الحاضنة الشعبية لـ قسد"، ما يزيد من أعباء العمل الطبي.
ولفت المصدر إلى أن مشفى "الطبقة"، يعد المشفى الوحيد في المدينة التي يقطنها حالياً حوالي 250 ألف نسمة، كما يغطي المناطق المحيطة بالطبقة في دائرة نصف قطرها 50 كم على الأقل، وفي ظل النقص الشديد في المعقمات وأجهزة التنفس الاصطناعي من الصعب أن يواجه "مشفى الطبقة الوطني"، الأمراض الوبائية المنتشرة مثل "كورونا".
يؤكد المصدر أيضاً أن الأنباء التي تروج من قبل المواقع التابعة لما يسمى بـ "الائتلاف المعارض"، عن تسجيل حالات إصابة بـ "كورونا"، في مدينة الطبقة عارية عن الصحة، مشيراً في الوقت ذاته لعدم تسجيل أي حالة اشتباه في المشفى أو في "مخيم المحمودلي"، الواقع بريف محافظة الرقة الغربي، والذي كانت قد أحدثت فيه نقطة طبية جديدة قبل يومين من الآن.
عيادة أطفال واحدة
وفي حين أن المشفى يسير "عيادات متنقلة"، في مناطق الريف لمتابعة الحالات المرضية المختلفة، فقد فرض حظر التجوال وإجبار العيادات الخاصة على الإغلاق من قبل "قوات سورية الديمقراطية"، بثقله على الملف الصحي، إذ تسبب ذلك بزيادة الازدحام من قبل المرض في "مشفى الطبقة"، الأمر الذي من شأنه أن يكون عاملاً مساعداً لانتشار "مرض كورونا"، إذ تشكل التجمعات بيئة مناسبة لانتشار الأمراض الوبائية، ولمواجهة ذلك، قامت مجموعة من الأطباء المختصين بـ "امراض الأطفال"، على افتتاح عيادة على نفقتهم الخاصة ضمن المستوصف الكائن بالقرب من "سوق الهال"، في مدينة الطبقة، وذلك بهدف تقديم الخدمات الطبية بشكل مجاني للأطفال.
ويقول الدكتور "جمعة الذنون"، أحد القائمين على المبادرة، يقول خلال حديثه لـ "المشهد أون لاين"، أن الفكرة جاءت انطلاقا من محاولة الكوادر الطبية التي ما تزال متواجدة ضمن مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، للمساهمة في مواجهة "كورونا"، إذ تشكل التجمعات خطراً على سلامة المجتمعات في مثل هذه الأوقات، مشيراً إلى ضرورة أن لا يكون ثمة أكثر من مرافق واحد مع الطفل لدى مراجعة العيادة المحدثة بما يسهم بتخفيف الضغط والازدحام.
الذنون أوضح أيضاً، إن مجموعة ممن وصفهم بـ "أهل الخير"، قامت بالتبرع لتأمين "حليب الأطفال لتوزيعه عبر العيادة التي تم افتتاحها، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن القائمين على العيادة اتخذوا قراراً بتوزيع "حليب الأطفال"، في أكثر من نقطة إضافية لتأمين وصول الاحتياج إلى كل العوائل غير القادرة على تأمين المواد الأساسية للطفل في ظل هذه الأزمة التي تحتاج إلى وعي عال من كافة الطبقات الاجتماعية.

الحكومة على الخط
الحكومة السورية أطلقت أربع فرق "الترصد الوبائي"، لمكافحة مرض "كورونا"، في المناطق التي تنتشر فيها "قسد"، وتعمل هذه الفرق في "الرقة – الطبقة – الكرامة"، في خطوة تعمل من خلالها الدولة السورية على مواجهة المرض الذي يتزايد عدد المصابين فيه ضمن الأراضي السورية.
وكانت مديرية الصحة في محافظة الرقة، قد افتتحت قبل أزمة "كورونا"، ست مراكز طبية في مدينة "الرقة"، وتعمل هذه المراكز على تقديم خدمات طبية كاملة للمواطنين، كما تعمل على معالجة الأمراض السارية التي انتشرت خلال فترة الحرب، خاصة مرض "اللاشمانيا"، الذي يعرب شعبياً باسم "حبة حلب"، وهو مرض سجل معدلات عالية في المحافظات الشرقية من سورية (الرقة – الحسكة – دير الزور)، وتتم معالجة الحالة المرضية من خلال مجموعة من الجلسات المتتالية التي تفصل بين الواحدة والأخرى فترة زمنية لا تزيد عن أسبوع واحد.
توحي تحركات مديرية الصحة بأن احتمال عودة مؤسسات الدولة السورية إلى المناطق التي تنشتر فيها "قوات سورية الديمقراطية"، في محافظة الرقة قد يبدأ من بوابة "الملف الصحي"، الأمر الذي يعني استمرارية الحوار بما يخص المسائل الخدمية بين الحكومة السورية و"قوات سورية الديمقراطية"، على الرغم من العراقيل التي تشهدها بقية الملفات.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني