أسعار الأدوية ترتفع وسط نفي الصيادلة ونقابتهم

أسعار الأدوية ترتفع وسط نفي الصيادلة ونقابتهم

المشهد - خاص

قبل الحرب على سورية، كان القطاع الدوائي مزدهراً وكان يغطي % 95 من حاجة السوق المحلية، إضافة إلى تصديرها إلى الخارج، ومع ذلك فقد كانت أسعاره مقبولة بالنسبة للمواطن السوري. ولا شك أن تداعيات الأزمة من تدمير وسرقة للمعامل ساهمت في فقدان بعض الأدوية، وارتفاع أسعارها، لكن ذلك لايمكن أن يكون مبرراً لترتفع أسعار الأدوية أضعافاً مضاعفة، بحيث لا يبقى للمواطن قدرة على مجاراتها.

مضطرون على شرائها
وعلى الرغم من تأكيد المواطنين على ارتفاع أسعار الأدوية، إلا أّننا نجدهم مضطرين لشرائها، فلا يمكن المكابرة على المرض، خاصة فيما يتعلّق بالأطفال أو بأحد الوالدين.

ربا أحمد معلمة أكدت على ارتفاع أسعار الأدوية وخاصة أدوية الأطفال، مشيرة أنّ أدوية الأمراض المزمنة باتت تشكّل عبئاً على المريض وعائلته، فليس قادراً على التخلي عنها وليس قادرا على شرائها كلّها، وخاصة في حال كانت الأدوية لأحد الوالدين ( الأب، الأم).
 بينما أكد عامل في شركة الكهرباء أنه يستطيع التخلي عن دوائه ذو السعر المرتفع، لكن هذا الأمر لا ينطبق على أطفاله، وأضاف: حتى لو وصل سعر علبة الدواء ل 100 ألف ليرة سورية فلا أستطيع حرمان طفلي من العلاج.
 
الصيدلي مظلوم
لكن لممارسي المهنة وأهل الكار رأي آخر، فهم لا يرون هذا الارتفاع الذي يراه المواطن، »فهل هم لا يمرضون «؟؟ الأمر الذي يتكلّم عنه الصيادلة ونقيبهم بثقة من عدم ارتفاع الأدوية، وكأن المواطن يشتري دواءه من بلد آخر غير سورية.
الصيدلي حسين داوود يؤكد ل »المشهد « أن قطاع الدواء كمعامل وصناعة محلية (ألتراميديكا، ألفا، يونيفارما، بحري) كلها محلية، ولم يطرأ أي ارتفاع على أسعار الأدوية وما يزال سعرها كما هو بحسب تسعيرة وزارة الصحة.
ويشير أن الأسعار تخضع لوزارة الصحة ووزارة التجارة الداخلية، ولا يمكن للصيدلي أن يرفع سعر دواء لمجرد ارتفاع سعر الصرف أبداً، ولذلك فأكثر المهن مظلومة من ناحية السعر هي الصيدلة، فالأدوية لا ترتفع أسعارها أبداً، والدواء السوري هو الدواء الرائد، وهو الدواء الأرخص والأجود في الوطن العربي، والدول الأخرى من لبنان والأردن وغيرها لديها ثقة كبيرة بالدواء السوري، هذا ما جعل أسواقه خارجياً نشطة.
 ويضيف داوود: إذا كنا صادقين فهناك شركات فاعليتها أخف من غيرها، ولديها ضعف في الدعاية العلمية، لكن لايمكن اعتبار أدويتها غير فعّالة.
 الكلام نفسه نجده لدى أغلب الصيادلة فهم وإن رفعوا السعر حقاً لن يعترفوا به، ولن يستطيع أحد التبيّن عن حقيقته سوى من اشترى دواءاً، ودفع ثمنه »الغالي .«
 
الصحّة تسعّر.. والنقابة تنفّذ
وفاء كيشي نقيب صيادلة سورية أكدت في تصريح خاص للمشهد عدم ارتفاع أسعار الأدوية.
ونفت كيشي أن يكون لنقابة الصيادلة أي علاقة بموضع تسعير الأدوية، مشيرة أن الجهة المسؤولة عن التسعير هي وزارة الصحة، وهي تقوم بذلك وفق كلف ومعايير محددة تقدرها هي بينما النقابة تطبق التسعيرة الصادرة عن الصحة.
وأكدت كيشي أن النقابة تقوم بالمراقبة المستمرة على الصيدليات من خلال لجنة 29 \ت وهناك تشدد في موضوع المخالفات، فعند ورود أي شكوى بخصوص الأسعار تقوم النقابة بالتحقق منها واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق الصيدلي المخالف.
وبالتوازي مع عملية مراقبة الأسعار فإن الرقابة على الأدوية المهربة مستمرة وشديدة بحسب ما أكدته كيشي، التي أشارت أن نقابة الصيادلة تعد لإطلاق حملة وطنية لمقاطعة الدواء المهرب، لما له من آثار اقتصادية وصحية في نفس الوقت.

ممتاز وبشهادة عالمية
أما فيما يتعلق بجودة وفاعلية الدواء السوري، فأكدت كيشي أن الدواء الوطني يمتاز بجودة عالية وفق المواصفات الدوائية الوطنية والعالمية وبشهادة المنظمات العالمية المعنية، كما أنه يتمتع بسمعة جيدة في الأسواق الخارجية، ولو أنه _والكلام لكيشي_ لا يتمتع بالجودة والفاعلية لما استطاع إثبات وجوده في أسواق التصدير.
وختمت كيشي أن نقابة الصيادلة تزمع في المستقبل القريب على افتتاح مستودع مركزي لتوزيع الأدوية إلى جانب المستودعات والصيدليات المركزية الخاصة بالفروع، وسيكون لهذا المركز دور مهم في توفير الأدوية أكثر من السابق. 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر