شكل جديد للانتشار الأمريكي في الحسكة.. قاعدة في "تل براك" وعودة إلى "قنديل سورية"

شكل جديد للانتشار الأمريكي في الحسكة.. قاعدة في "تل براك" وعودة إلى "قنديل سورية"

خاص – المشهد أون لاين 
تناقلت وسائل الإعلام خبراً عن قيام القوات الأمريكية بشراء أراض زراعية بقيمة 100 ألف دولار في منطقة "تل براك"، بريف الحسكة الشمالي الشرقي بهدف إقامة قاعدة عسكرية جديدة، الأمر الذي يأتي ضمن سلسلة من الخطوات العملية التي بدأت قوات الاحتلال الأمريكي ضمن خطة جديدة لإعادة انتشارها في الأراضي السورية، وذلك بعد تصريحات للمبعوث الامريكي الخاص إلى سورية "جيمس جيفري"، تحدث فيها عن وجود حوار أمريكي مع الروس لوضع خطوط عمل جديدة للطرفين في سورية، لا يتم تجاوزها تجنباً للصدامات غير المستحبة.
في موازين العسكرة
تقع بلدة "تل براك"، في منتصف الطريق القديمة الرابطة بين مدينتي "الحسكة"، و"القامشلي"، وتبعد عن مركز المحافظة نحو 42 كم، وهي تربط مجموعة من الطرق القديمة التي تصل من الحسكة إلى مناطق "تل كوجر – تل حميس – اليعربية"، وهي مناطق تقع إلى الجنوب من منطقتي "رميلان – السويدية"، النفطيتين الواقعتين في شمال محافظة الحسكة، ويعد الانتشار الأمريكي في هذه البلدة خطوة تستبق من خلالها "واشنطن"، أي تحرك سوري أو روسي نحو المنطقة ما قد يعزل القوات الأمريكية المنتشرة بالقرب من المناطق النفطية القريبة من الحدود مع تركيا، عن نظيرتها المنتشرة في المناطق النفطية الواقعة بريف "الحكسة", الجنوبي وريف دير الزور الجنوبي الشرقي، كما إن الانتشار الأمريكي في هذه النقطة تحديداً، يمنع أي احتمال لاستخدام الطريق القديم بين "الحسكة"، و "القامشلي"، من قبل القوات السورية أو الروسية، إذا ما تمت عملية المصالحة بين الدولة السورية والعشائر العربية التي تقطن الجزيرة السورية.
موقع "تل براك"، إلى الجنوب من مدينة "القامشلي"، بنحو 45 كم يجعل منها نقطة استناد أساسية بالنسبة للقوات الأمريكية لدعم قواتها المنتشرة في قاعدة "هيمو"، الواقعة بدورها إلى الغرب من مدينة القامشلي بنحو 4 كم، ولم تكن ثمة حاجة للانتشار الأمريكي في هذه المنطقة قبل بدء دخول القوات السورية والروسية إلى المنطقة، إلا أن المفاهيم الأمريكية التي تشير إلى احتمال الصدام العسكري مع "روسيا"، وإن كان ضعيفاً، تفرض جعل القواعد الأمريكية متقاربة ومن السهل إمدادها، وبالتالي فإن منطقة "تل براك"، تمكن من التحرك باتجاه "قاعدة هيمو"، بشكل أسرع من أي منطقة أخرى تشهد انتشار أمريكي.
وقد شهدت "تل براك"، قبل في الشهر الأخير من العام الماضي اجتماعاً عشائرياً دعا منظومه إلى ضرورة التنسيق مع الدولة السورية ودعم عمليات الجيش العربي السوري الذي بدأ في الانتشار في شمال سورية منذ آواخر تشرين الأول من العام الماضي، وتمتلك "قوات سورية الديمقراطية"، مخاوف كبرى من الموقف العشائري الذي إذا ما انقلب بشكل معلن وكامل لصالح الدولة السورية، فإن "قسد"، ستكون مهددة بالانهيار العسكري لكونها مشكلة بنسبة تصل إلى 75% من قوامها من أبناء العشائر العربية، الذي انموا لصفوفها بشكل طوعي أو قسري من خلال حملات التجنيد الإجباري التي تشنها بين الحين والآخر.
أين سينتشر الأمريكيون..؟
خلال الأيام الماضية عملت القوات الأمريكية على نقل معدات عسكرية ولوجستية إلى منطقة "تل بيدر"، الواقعة إلى الغرب من مدينة "الحسكة"، وهي القاعدة التي لم تخلها "واشنطن"، بشكل نهائي، ويبدو أنها بصدد تعزيز وجودها في هذه النقطة مع توجهها لإحياء قاعدة "منتج لايف ستون"، الواقع على ضفة بحيرة سد الباسل الغربي، وتعتمد القوات الأمريكية على هذه القاعدة لتسيير دورياتها التي تقطع من خلالها جزءاً حيوياً من الطريق الدولية M4، بين مدينة "القامشلي"، وبلدة "تل تمر"، ما أجبر القوات الروسية على سلوك طريق أطول للوصل إلى أجزاء الطريق الواقعة إلى الغرب من بلدة "تل تمر"، لتنفيذ دوريات المراقبة المتفق عليها مع الجانب الروسي، لضمان وقف إطلاق النار في الشمال بين القوات التركية و"قوات سورية الديمقراطية".
وتتحدث بعض المعلومات عن احتمال عودة القوات الأمريكية إلى منطقة "جبل عبد العزيز"، الواقع إلى الجنوب من بلدة "تل تمر"، وهو سلسلة صخرية كانت تشهد تواجداً لنقاط اتصال ومراقبة ورادار تابعة للقوات الأمريكية حتى شهر تشرين الثاني من العام الماضي، حيث قام الطيران الأمريكي بقصف المواقع التي أخلتها "واشنطن"، بهدف منع القوات السورية والروسية من الاستفادة منها، إلا أن الجبل المؤلف من سلسلة صخرية تحتوي على عدد كبير من الكهوف والمغاور، تحول إلى مقار دائمة لقادة "حزب العمال الكردستاني"، من غير السوريين الذين يعملون على إدارة عمليات "قسد"، في سورية، وذلك بعد إقامة مقرات تحت الأرض وتحصينها هندسياً خوفا من الاستهدافات التركية المحتملة، الأمر الذي دفع لتسمية الجبل بـ "قنديل سورية"، نسبة إلى "جبل قنديل"، المعقل الأساس لـ "الكردستاني"، في إقليم شمال العراق.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني