فتيات سوريات يقعن ضحايا الجريمة الالكترونية

فتيات سوريات يقعن ضحايا الجريمة الالكترونية

المشهد - خاص
لم تكن تسميتها بالشبكة العنكبوتية عبثاً أو من فراغ، فالعديد من الفتيات والمراهقات منهن خاصة يقعن بشكل يومي فرائساً في مصيدتها الإلكترونية التي تنصبها لهن بأشكال وأساليب عدة. هي عالم مظلم مليء بالغموض، الجريمة ضمنها لا حدود لها أو حواجز، ومجرموها سخَّروا تقنياتها لصالح جرائمهم، لتغدو ضحاياهم رهينة "كبسة زر".
التحرش الإلكتروني.. والجنس هو الهدف
 رغم التطور إلا أن استخدام الإنترنت يبقى سلاحاً ذو حدين، ولعل الحد السلبي هو الطاغي في ظل قلة الوعي باستخدام المواقع الإلكترونية لدى العديد من الفتيات، وحداثة عهدهن فيها تجعلهن عرضة للتحرش الإلكتروني الذي غالباً ما يبدأ بالتعارف وينتهي بمأساة كارثية تكون الفتاة هي الضحية، والجنس معها هو الهدف. 
  "ديالا" إحدى ضحايا ابتزاز التحرش الإلكتروني تروي "للمشهد" قائلة: "كانت سعادتي لا توصف عندما قام والدي بتركيب بوابة إنترنت في المنزل بعد أن أنهينا امتحانات الثانوية العامة في السنة الماضية، وعلى الفور أنشأت حساباً على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ودخلت إلى هذا العالم الافتراضي ولم أكن أعلم حينها أني أسن السيف على رقبتي دون أن أشعر".

تتابع "ديالا":"بعد أشهر بسيطة من دخولي إلى هذا العالم تعرفت على أحد الأشخاص وأظهر لي كل جميل وتطورت الأمور إلى أن قمنا بتبادل أرقام الهواتف والأحاديث الحميمية والصور الشخصية، إلى هنا كل شيء قد يبدو على مايرام حتى جاء اليوم الذي قرر به أن يسافر إلي ويراني هو وأهله حسب ما زعم، وعندما وصل اتصل بي وقال لي أن انتظره في نقطة معينة ليصحبني معه حيث ينتظرني أهله، ركبنا في سيارة أجرة وانطلقنا نحو منطقة الشاطئ الأزرق وأثناء الطريق لم يعمد على لمس يدي أو حتى النظر إلي بطريقة مثيرة للشك، الأمر الذي جعلني في أمان مطلق وعندما وصلنا وجدت أمتعة وحقائب تدل على وجود عائلة فعلًا ولكن لم أجد أحد وعندما استفسرت قال لي ربما يسبحون أو يمضون بعض الوقت سأعد الطعام بينما عادوا وأنت اجلسي خارجاً وسلي نفسك بما يحلو لك، وهنا وصلت لمرحلة الطمأنينة القصوى، وبعد مضي بعض الوقت سمعت صراخه وكأنه قد تعرض لخطر ما ودخلت مسرعة أبحث عنه وإذ افاجأ به يضع يده على فمي ويحملني إلى إحدى الغرف وهناك وقعت ضحية الجنس ووجدت نفسي فيما بعد أمام مشاعر مزيفة وأمانة وهمية، وطوال فترة إقامته كنت أذهب إليه تحت التهديد بصور لي وأنا في وضعيات إباحية." 
وتضيف ديالا: "بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر اكتشفت أن اسمه غير حقيقي وأن كل معلوماته غير صحيحة وأنني كنت ضحية الابتزاز الجنسي من شخص افتراضي فعلًا في هذا العالم المخيف، سنة مرت أشعر وكأنها سنوات أشتهي الموت حقاً وأصارع وحدي دون علم  أحد من عائلتي."
أغراها بالزواج ليبتزها بالمال 
إن ارتفاع نسبة العنوسة في مجتمعنا جعل الفتاة تبحث عن فرصة للزواج بالسراج والفتيلة، ولعل المواقع الإلكترونية الخاصة بالتعارف أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي كانت وجهةً للبحث، وهو ماوضع العديد من الفتيات في مواجهة حتمية مع الجريمة الإلكترونية. "غنوة" إحدى ضحايا الجرائم الإلكترونية والابتزاز تروي للمشهد قائلة: "كما الكثيرات من فتيات جيلي، اعتقدت أن فتى الأحلام ربما أجده عبر الإنترنت وما شجع عندي هذا الاعتقاد أني كنت حاضرة في عدة مناسبات زواج لصديقاتي ممن التقين أزواجهن عبر الإنترنت، وذات يوم تعرفت على أحدهم والتمست الصدق في كلامه ونواياه وخاصة أنه طوال ٥ أشهر كان يتحدث معي عن الدين والخوف من الله بطريقة الخشوع، وكان يستأذنني للذهاب إلى الصلاة عند حلول موعد كل أذان، ودائماً يدعو أمامي أن يجمعني الله معه بالحلال". 
تتابع "غنوة":"جاء اليوم الذي لم أكن اتوقعه، حين تكلم معي بطريقة غير لائقة وعندما استوضحت منه عن السبب اكتفى فقط بأن يشتمني وينعتني بالرخيصة ويهددني بمقاطع فيديو خاصة بي كنت قد ارسلتها له وأنا القي عليه التحية أو مقاطع كنت أغني له فيها من باب الحب، بأنه سينشرها على اليوتيوب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كافة أو اشتريها منه مقابل مبلغ 500 ألف ليرة سورية، ولم يكن أمامي سوى أن أدفع هذا المبلغ وتجنبت الفضيحة". 
طلبت منه تأمين حسابي فاستغلني 
قد يكون للجريمة الإلكترونية وجه آخر غير قصص التعارف أو الارتباط، ربما من يقوم بحماية حسابات الضحية من الجريمة هو نفسه المجرم. تقول "كريستين" للمشهد:"لدي هوس حقيقي في كل مايخص الهكر والحسابات، وهذا دفعني للانضمام إلى العديد من المجموعات التي تعنى بهذه المواضيع، صاحب إحدى المجموعات كان يراقب نشاطي على مجموعته دوماً ويثني علي من حين لآخر، وذات يوم راسلته لأستوضح منه عن كيفية تأمين الحساب من الاختراق والسرقة، فقال لي أن هذا الأمر يحتاج لشرح طويل وهو ليس لديه الوقت الكافي للشرح، فبعض الفتيات طلبن منه تأمين حساباتهن، وعلي الإنتظار للغد حتى يفرغ من عمله، هنا أثار فضولي وسألته كيف يمكنك تأمين حساب أنت لست صاحبه، فأجابني أنه يستطيع من خلال كلمة السر وأن أي شخص يريد أن يأمن حسابه فعليه أن يزوده بكلمة السر وعندما ينتهي بإمكانه تغييرها". تتابع "كريستين":"أعطيته كلمة السر دون أن أعلم أني سرت بنفسي إلى مصير أسود، وبعد نصف ساعة أخبرني أن الحساب تم تأمينه وبإمكاني وضع كلمة سر جديدة، لم أكن أعلم أنه وضع رقم هاتفه ضمن إعدادات الخصوصية وبالتالي حسابي مكشوف له في كل وقت وبطريقة مخفية، جميع الصور والمحادثات الشخصية التي كانت تدور على بريدي الخاص كان هو علم تام فيها، وبعد شهرين تصلني رسالة من حساب لا أعرفه تحوي صوري وصور عائلتي ومحادثات خاصة بيني وبين أحدهم، مرفقة برسالة تهديد مضمونها إذا كنتي لاتريدين الفضيحة اتصلي فيديو، وفعلًا اتصلت ووجدت أحدهم يرتدي قناع تنكري يطلب مني أن اخلع ملابسي واتحسس جسدي أمامه، لم أكن اجرؤ على فعل أمر كهذا ولكن تحت التهديد فعلت وهو كان يفعل أيضاً ولكن دون أن يكشف لي عن وجهه ومقابل كل مكالمة فيديو يحذف أمامي على الكاميرا بعضاً من ملفاتي، وبقينا على هذا الحال مدة شهر تقريباً وعندما حذف كل شيء يخصني حظرني وذهب ليبحث عن ضحية أخرى".
مقتطفات من قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية في سورية 
في تاريخ 25 / 3/ 2018 صدر القانون رقم 9 المتعلق بإحداث محاكم جزائية مختصة بالنظر في الجرائم الإلكترونية، وفي الباب الثالث من هذا القانون يعاقب المشرع على جريمة انتهاك حرمة الحياة الخاصة بالحبس من شهر إلى ستة أشهر والغرامة من 100 ألف إلى 500 ألف ليرة سورية عن كل ما نشره عن طريق الشبكة لمعلومات تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه حتى ولو كانت تلك المعلومات صحيحة، وكلمة معلومات تشمل نشر أخبار عن الشخص أو صورة دون رضاه أو صورة لمحادثته مع أحد ،«screenshot» ناهيك عن جرم الذم والقدح في حال تضمنت تلك المنشورات ذلك. 
وفيما يتعلق بموضوع الاختراق، ففي المادة 15 يعاقب المشرع على جريمة الدخول غير المشروع إلى منظومة معلوماتية التهكير  بالغرامة من 20 ألف إلى 100 ألف ليرة سورية، والحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين، وفي حال قام المجرم بنسخ البيانات أو المعلومات أو التصاميم التي وصل إليها أو ألغاها أو غيرها أو قام بتشويهها أو استخدامها أو إفشائها، فيغرم بمبلغ 100 ألف إلى 500 ألف ليرة سورية.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني