نسور قاسيون ... جرعة من التفاؤل في زمن الحرب

نسور قاسيون ... جرعة من التفاؤل في زمن الحرب

خاص المشهد - كرم هيثم مخلوف
كنت و ما زلت أؤمن بأن كرة القدم تصنع المعجزات تخلق الفرح، توحد الشعوب، و تطلق لجنونك العنان ...

فريق واحد، أمة واحدة، سورية واحدة :
 يشارك منتخبنا الوطني في نهائيات كأس الأمم الآسيوية مطلع العام القادم، و التي ستقام منافساتها في الإمارات العربية المتحدة، ما بين الخامس من كانون الثاني وحتى الأول من شهر شباط 2019.
و سيخوض نسور سورية هذه البطولة تحت شعار ( فريق واحد، أمة واحدة، سورية موحدة ) و هو شعار يختصر في معانيه الكثير و الكثير، فسورية التي عانت ولا تزال من ويلات الحرب، التي أثرت على كافة مفاصل الحياة فيها ، و راهن الكثيرون على أنها سقطت نهائيا، وبأن شعبها قد تشتت و لن يعود كما سابق عهده أبداً. عادت من جديد لتؤكد بأن ملحمة طائر الفينيق قد سطرت على أراضيها، و بأن هذا البلد الذي قدم الحرف و اللون و الحضارة لكل بلاد العالم، لن تضيره هذه الحرب، بل سيعود أقوى من ذي قبل، و شعبه لن يفقد وطنيته مهما كره الكارهون و تآمر المتآمرون.

كرة القدم تصنع المعجزات :
لم يقتصر دور كرة القدم على تقديم المتعة و الإثارة لشعوب العالم فقط، بل حققت ما لم تحققه الخطابات الرنانة  ولا الكلام الحماسي المنمق، في توحيد الشعوب و رص الصفوف و شحذ الهمم و الوطنيات.
و لنا في حالة الالتفاف الجماهيري الغير مسبوق حول المنتخب في تصفيات كأس العالم الأخيرة خير مثال.
شعب فرقته السياسة على مدار سنوات الحرب، استطاعت كرة القدم في لحظات بأن تحرك فيه مشاعر الانتماء و تدغدغ إحساسه الوطني، فكان لدينا هذا الجمهور الرائع الذي وقف كتفاً بكتف إلى جانب المنتخب، في مشهد تغلب بعفويته و صدقه على كل المشاهد التمثيلية لكبار المخرجين في العالم.
و رغم خروجنا من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا، و تبخر الحلم العالمي الذي لم نستطع تحقيقه يوماً، إلا أننا كسبنا محبة و احترام الجميع ، و شهد لنا العدو قبل الصديق بهذا الإنجاز و إن كان منقوصاً.
 فالمنتخب المحروم من خوض مبارياته على أرضه، و الذي اضطر للسفر إلى ماليزيا لخوض مباريات كان من المفترض به أن يلعبها في ملعب العباسيين أو في استاد حلب الكبير، تمكن من تحقيق ما عجزت عنه كبار المنتخبات الاسيوية بإمكانياتها الضخمة!!
و ما أثار دهشة و إعجاب كبار النقاد و المتابعين الكرويين العالميين، تلك الجماهير السورية العريضة، التي كانت حقيقةً اللاعب رقم 12 في الفريق، حتى كدت تشعر في بعض اللحظات بأن المنتخب يلعب على أرضه و بين جماهيره التي التهبت حناجرها من كثرة الهتاف و التشجيع.
فتصدرت صور منتخبنا و جمهوره الوفي مختلف الصحف و مواقع التواصل الاجتماعي العالمية، و أسهب المحللون في وصف هذه الظاهرة الفريدة التي قل نظيرها، و دفعت بعضهم للتساؤل ( هل سورية فعلاً في حالة حرب) ؟!

نسور قاسيون و التحدي الآسيوي :
بعد الأداء المميز الذي قدمه منتخبنا في التصفيات المونديالية ، بات مطالباً بتحقيق ما هو أبعد من ذلك، و عدم الاكتفاء بالمشاركة المشرفة فقط، خاصةً بأن المنتخب يمتلك في صفوفه مجموعة مميزة من اللاعبين المحترفين ، دفعت النقاد و الخبراء لوصف الجيل الحالي للمنتخب، بالجيل الذهبي للكرة السورية.

و إلى جانب الشق الرياضي، سيكون المنتخب مطالباً أيضاً بإنجاز ما هو أكثر من مجرد خوض غمار بطولة عابرة، خاصةً في ظل ما يعيشه الشعب السوري من ظروف الحرب القاسية، فالمنتخب حالياً ليس مجرد فريق رياضي، بل تعدى ذلك ليصبح متنفساً  للسوريين، الذين ينظرون إلى منتخبهم كحالة استثنائية قادرة على بث روح التفاؤل فيهم مجدداً، وبارقة الأمل في عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحرب.

و أمام هذه المعطيات سيخوض المنتخب الوطني هذه البطولة، التي شارك فيها في خمس مناسبات سابقة آخرها كان عام 2011 و لم يفلح في تلك المرات الخمس من تجاوز عتبة الدور الأول، وعينه على إنجاز رياضي غير مسبوق، سيكون كفيلاً في رسم البسمة على وجوه ملايين السوريين الذين يتوقون شوقاُ لتكرار هستيريا الفرح التي اجتاحتهم في الأشهر القليلة الماضية.


 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر