زوايا بلديةٌ من "خِرجِ" الوطن
هممتُ الصعودَ إلى حافلةِ النقلِ الداخليِّ ككلِ أبناءِ الطبقةِ الكادحةِ التي تأبى المرورَ أمامَ "التاكسي" وتتحاشى اختلاسَ النظرِ إليها، بل نركضُ ونتدافعُ لحجزِ زاويةٍ ما نسترُ فيها جيوبَنا الممزقةِ في ظلِ غيابِ "السرافيس" المتبقيةِ في دمشقَ عن خطوطِها في أوقاتِ الذروةِ؛ لانشغالها بعقودٍ غيرِ رسميةِ مع طلابِ المدارسِ. حصلتُ على زاويتي الخاصةِ؛ حملتُ جواليَّ وتصفحتُ ال"فيس بوك" بينما الحافلةُ تحتشدُ بالأشقياءِ، يرتبُنا المعاونُ كما ترتبُ أميَّ "المكدوس" داخلَ "القطرميز" بل كما ترتبُ الخضارَ المخللةَ داخلَ القواريرِ البلاستيكيةِ.