الانفجار الاجتماعي في لبنان على الأبواب: أزمات في الغذاء والدواء والمحروقات

الانفجار الاجتماعي في لبنان على الأبواب: أزمات في الغذاء والدواء والمحروقات

منذ نهاية 2019، انقلب الوضع في لبنان رأسا على عقب، رافقه هبوط يومي لليرة اللبنانية أمام الدولار، وظهور السوق الموازية بسعر صرف وصل اليوم إلى قرابة 17 ألف ليرة لكل دولار، مقارنة مع 1510 في السوق الرسمية.

سلة غذائية في “خبر كان”
في مايو/ أيار 2020، أعلن وزير الاقتصاد والتجارة في لبنان راوول نعمة، عن السلة الغذائية التي سيدعمها مصرف لبنان المركزي والتي ستُساعد، حسبما كان متوقعا، في خفض أسعار السلع الأساسية، والحفاظ على الأمن الغذائي بالبلاد.

لكن اليوم، وبعد مرور أكثر من سنة على ذلك الإعلان، باتت السلة في “خبر كان”، في ظل رفع الدعم عن سلعها بشكل غير مباشر، بينما يتجه التضخم للارتفاع بنسبة 100 بالمئة هذا العام بحسب تقديرات البنك الدولي.

وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، وصل سعر ربطة الخبز زنة 910 غرامات إلى 3250 ليرة لبنانية (2.15 دولار وفق السعر الرسمي)، بسبب وقف دعم السكر من قبل المصرف المركزي.

في هذا السياق، قالت نائبة رئيس جمعية المستهلك في لبنان ندى نعمة، في تصريح للأناضول، إن السلة الغذائية “لم تعد بمتناول اللبنانيين، ولم يبق منها شيء”.

واعتبرت نعمة أن خطة الدعم “فاشلة” وتهدف إلى “تهريب أموال السياسيين من البلاد، من دون أن يستفيد المستهلك المستهدف منها.. 50 بالمئة من المواطنين اللبنانيين انخفضت قدرتهم الشرائية، بينما قل استهلاك القسم الآخر”.

وعن طريقة “صمود” اللبنانيين أمام هذه الأزمة، قالت نعمة: “تلعب المساعدات الغذائية المقدّمة من الأحزاب والجمعيات، إضافة إلى أموال المغتربين، دورا في صمود المواطنين حتى الساعة، لكن هذه السياسة لا تبني اقتصادا”.

“الدواء مقطوع”

شرح صيدلي في منطقة بعبدا (جبل لبنان)، فضل عدم الكشف عن اسمه، أسباب انقطاع الدواء في لبنان، فقال: “مصرف لبنان المركزي يمتنع عن إعطاء الأموال لوكلاء شركات الأدوية لاستيرادها، ما يؤدي إلى نقصها في السوق”.

وبحسب نقيب الصيادلة في لبنان غسان الأمين في تصريحات صحفية، فإن حوالي 700 صيدلية أقفلت منذ 2019 حتى منتصف مايو/ أيار 2021، والباقي مهدد بالإقفال مما يهدد القطاع بأكمله.

أزمة المحروقات
بات من روتين حياة اللبناني اليومية، الانتظار في الطوابير أمام محطات المحروقات، من أجل الحصول على الوقود لسيارته.

والسبب الأساسي للنقص الحاد في البنزين والديزل، هو تأخير فتح الاعتمادات بالعملة الأجنبية لشراء المحروقات على أساس سعر الصرف الرسمي للدولار الأمريكي وهو 1510 ليرات لبنانية.

وفي محاولة لوضع حد لمشكلة المحروقات، وافق رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، استثنائيًا على خفض الدعم عن المحروقات لمدة ثلاثة أشهر.

والثلاثاء، أعلنت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، أسعار الوقود الجديدة المباعة في السوق المحلية، بزيادة وصلت حتى 35 بالمئة للبنزين، و38.1 بالمئة للسولار، مقارنة بأسعار الأسبوع الماضي.

وبلغ معدل التضخم في لبنان نحو 84.3 بالمئة عام 2020، ويتوقع أن يصل إلى 100 بالمئة في العام الحالي؛ ووصل معدل البطالة إلى 36.9 بالمئة، ويتوقع وصوله إلى 41.4 بالمئة هذا العام.

كما ارتفع معدل الفقر عام 2020 إلى 55 بالمئة، بينما تزايد معدل الذين يعيشون في الفقر المدقع ثلاثة أضعاف، من 8 بالمئة إلى 23 بالمئة، وفق تقرير لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا “إسكوا”.

(الأناضول)

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر