مع تجدد حالات التسمم بسمك "البالون" في الساحل ماذا تعرف عنها وعن أعراضه؟

المشهد – ريم غانم
تجددت حالات التسمم بسمك البالون أو “النفيخة” في الساحل مع عدم وجود حملات توعية أو مراقبة لأسواق بيع السمك أو الصيادين أو سيارات الباعة الجوالة.
وتحدث الطبيب المختص مازن أحمد للمشهد اونلاين أن المادة السمية الموجودة في هذا النوع من السمك تعتبر أقوى من الزرنيخ بـ10 آلاف مرة, فكل 0.75 ملغ من هذه المادة قادرة على قتل شخص بوزن 70 كلغ، أما إذا كانت قليلة السمية فتتم معالجة المريض بالمشفى حصراً عن طريق دعم هوائي باكر للقلب وإفراغ المعدة من السوائل، كما أنه لا يوجد أي دواء معاكس للمادة السمية الموجودة في  هذا النوع من الأسماك .
فكيف تحدث حالات التسمم بسمك البالون وأعراض التسمم؟
أوضح الدكتور أحمد أهم أعراض التسمم التي تصيب الناس والتي يراجعون المشفى بها وتمثل بـ: الإقياء والتنميل في الشفاه والأطراف إذا لم تطهى بشكل صحيح، ثم يتفاقم إلى شلل عضلي وتنفسي يكون خلالها الشخص المصاب بالتسمم مشلولاً تماماً ثم تحدث بعدها الوفاة
بينما يسفر أكل سمكة “تيترودوتوكسين” إلى شلل اللسان والشفتين، فضلًا عن الدوار والقيء والتنميل في الجسم، يليها تسرع ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم، وشلل العضلات. 
السم قادر على شل عضلة الحجاب الحاجز، ما يمنع المصاب من القدرة على التنفس، وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة، أو الدخول في غيبوبة تستمر لأيام في أفضل الأحوال.
وبحسب دراسة طبية سابقة فإن السم العصبي الأشد فتكًا لديها وجد في المقام الأول بالمبايض والكبد، في حين أن كمية السم تأتي أقل في الأمعاء والجلد، وأقل من ذلك في العضلات. 
معلومات عن سمكة البالون
هذا وتعيش معظم أنواع الأسماك المنتفخة (Tetraodon بالإنجليزية) في المياه البحرية أو قليلة الملوحة، لكن يمكن لبعض أنواع الأسماك أن تدخل المياه العذبة، إذ تقضي نحو 35 نوعًا من هذه الأسماك دورة حياتها بأكملها في المياه العذبة، كتلك التي الموجودة في المناطق الاستوائية المنفصلة في أمريكا الجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، ويوجد أكثر من 120 نوعًا من الأسماك المنتفخة، تتميز بأجسادها الطويلة المدببة برؤوس منتفخة، بحسب رصد لعنب بلدي من مراجع علمية.
يحتوي بعضها على رسومات وألوان زاهية تعكس درجة سميتها، في حين أن البعض الآخر يكون أقل وضوحًا بألوانه، ويستخدم تقنية التمويه مع الألوان المحيطة، سميّة هذه الأسماك لا تقتل دائمًا الكائنات الأكبر حجمًا (كسمكة القرش)، لكنها قادرة على قتل البشر.
ومع ذلك، ليست كل أنواع المنفاخ سامة بالضرورة، فعلى سبيل المثال، لحم المنفاخ الشمالي ليس سامًا، وكذلك نوع “ليزارد فيش” (Lizardfish)، سمك المنفاخ، “ليزاردفيش” (Lizardfish)
ويضيف الدكتور أن أسماك “البالون” قد تسبب تسممًا سريريًا مميزًا مع معدل وفيات مرتفع، ولكن في اليابان والصين (اللتين تشتهران بالمأكولات البحرية) تعتبر طعامًا شهيًا. بينما في الدول الغربية، لا يتم استهلاك الأسماك المنتفخة إلا بشكل متقطع، إذ كانت مسؤولة عن حالات التسمم.
يمكن أن تكون السمكة المنتفخة مميتة إذا لم تقدم بشكل صحيح، إذ ينتج التسمم من هذا النوع من الأسماك عند طهيها بشكل خاطئ، وذلك بإزالة الأجزاء التي تحمل السم بجسد السمكة.
وأكد أحمد أن هذه الأسماك لا تزال تلاقي إقبالا من المواطنين الذين يرون في أسعارها المخفضة عن باقي أنواع السمك توفيراً واستعاضة عن اللحوم التي باتت حلماً للكثيرين.
هذا وتوفيت طفلة في أحد المشافي الخاصة بمدينة اللاذقية مؤخراً نتيجة تسممها بعد تناول سمك البالون مع تعرض عائلتها المكونة من 7 أشخاص للتسمم وفق ما نشرته مديرية صحة اللاذقية على صفحتها الرسمية.