أب يعتدي على ابنته والمحكمة تحكم له بالبراءة..

أب يعتدي على ابنته والمحكمة تحكم له بالبراءة..

 

حوادث

المشهد - رولا نويساتي 


عيش كتير بتشوف كتير تلك حقيقة واقعة، وخاصة ما سوف نورده في السطور التالية كوننا سوف نعرض قضية تعد واحدة من أغرب القضايا التي شهدتها المحاكم السورية من حيث نوعها وخصوصيتها والتي تعذب القضاء كثيراً حتى استطاع الوصول إلى الحقيقة..
بداية إدعاء
منذ أن كان عمري 14 عاماً ووالدي يحاول التحرش بي, وكان يستغل نومي وأخواتي ليقوم بهذا الفعل تحت الضغط والترهيب وأحياناً الإغراء بالمال..
بهذه الإدعاءات قامت (هناء) بتقديم شكوى للأمن الجنائي في ريف دمشق لتدعم شكوى أخرى سبقتها من قبل شقيقتها (حنان) التي أشارت إلى نفس القصة, حيث بدأ والدها (ماجد) والكلام لها بالتحرش بها منذ شهرين، وقد عرض عليها لقاء ذلك موبايل ومبلغ 350 ألف ليرة سورية إضافة إلى تسجيل سيارة باسمها فيما لو وافقت..
كان الادعاء غريباً ومروعاً بالنسبة للشرطة التي سارعت لإلقاء القبض على الأب (ماجد) وبعد تدوين اعترافاته واتخاذ ما يلزم من إجراءات تمت إحالته إلى القضاء..
أمام محكمة الجنايات بريف دمشق أنكر الأب ما كان قد قاله في محاضر التحقيق الأولية بدعوى انتزاع الاعترافات منه بالإكراه.. وقال إن السبب الذي دفع ابنته (حنان) الرأس المدبر لتلك المؤامرة عليه إنما تعود لرفضه تزويجها من طليقها مرة أخرى بعدما تزوجت شقيقتها..
شهادات متضاربة
في جلسة الاستماع إلى شهادة (هناء) أكدت أن والدها كان يزورها في بيت زوجها ويجبرها على ممارسة الجنس معه, وقد أخبرت زوجها التي طلقها فيما بعد سماعه لذلك واندرج الأمر كذلك على زوجها الثاني.. إلا أن حماة (هناء) دحضت تلك الأمور عندما قالت إن (هناء) كانت تقيم عندهم في البيت وأن والدها لم يزرها إلا يوم الزفاف.. كما أقرت أن سلوك كنتها كان مريباً نوعاً ما..
في الجلسة الثانية تراجعت كلاً من (هناء) و(سعاد) عن شهاداتهما السابقة وأنكرتا تحرش والدهما بهما وبشقيقتهم الأخرى, وقالت (سعاد) إن الذي دفعها لتلك الشهادة هو ضغط (حنان) عليها وتهديداتها لها, لتعود (حنان) في الجلسة التالية إلى التراجع عن انكارها والعودة لاتهام والدها, لا بل والزج بأحد عمومتها بمحاولة اغتصابها والتحرش بها أيضاً..
الشقيقة الرابعة
كانت شهادة شقيقتهم الصغرى (إحسان) بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير عندما اعترفت بأن (هناء) عرضت عليهم الإدعاء على والدهم بممارسة الجنس معهم لزجه في السجن حتى يخلوا لهم الجو من بعده بعدما حاول الأب زجر (هناء) عن الخروج مع شباب, كما أقسمت أن والدها بريء مما نُسب إليه من تلك التهم.. في هذه الأثناء ظهر شاهد آخر في القضية أكد أن (هناء) صاحبة سلوك سيء، وكانت تتعرى أمامه، وقد طلبت منه استئجار بيت نتيجة خلافها مع والدها, كما أنها أرسلت تهدده فيما لو شهد في المحكمة بكونها سوف تلبسه تهمة ما.
حكم العدالة
 من خلال وقائع الدعوى وسماع الشهود تبين لهيئة المحكمة وجود تناقض بين المدعيات وتراجع عن أقوالهن.. إضافة لعدم قناعة المحكمة بشهادة (هناء) والتي تبين أنها مطلوبة للقضاء بتهمة ممارسة الدعارة, إضافة لكون (حنان) هي الأخرى مطلوبة بجرم تسهيل الدعارة السرية, ناهيك عن تقرير الطبابة الشرعية الذي دحض كل تلك الافتراءات... وعليه ووفقاً لمطالبة النيابة العامة من جهة ومخالفتها من جهة أخرى قررت المحكمة بالإجماع براءة المتهم (ماجد) من جنايتي الاغتصاب وإجراء الفعل المنافي للحشمة لعدم توافر الدليل الكافي وإطلاق سراحه فوراً ما لم يكن موقوفاً لجرمٍ أخر...

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني