خفايا رفض أسبانيا تسليم رجل الأعمال السوري بشار كيوان للكويت

خفايا رفض أسبانيا تسليم رجل الأعمال السوري بشار كيوان للكويت

المشهد - اقتصاد

انتشرت قضية رجل الأعمال السوري الفرنسي بشار كيوان إلى واجهة الأحداث في الفترة الأخيرة على خلفية تعثر أعماله في الكويت بعد صدور أحكام قضائية مجحفة بحقه مما اضطره إلى الهرب إلى أسبانيا،وتصدّر الأخبار بعد رفض القضاء الأسباني تسليمه للكويت. حيث تحولت القضية إلى قضية رأي عام. 
على الرغم من صدور قرار بحق كيوان إلا أن القضاء الأسباني رفض تسليمه، رغم صدور قرار بحقّه بالسجن في قضية تزوير محررات رسمية” ووفقاً لما تم نشره فإن القضاء الإسباني قرر عدم مشروعية طلب تسليم كيوان، الذي قدمته الكويت، من خلال المذكرة الشفوية عبر سفارتها في مدريد، لكنها أشارت إلى أن هذا القرار “ليس نهائيًا”، إذ من الممكن تقديم طلب إعادة نظر أمام الجلسة العامة للغرفة الجنائية للمحكمة الوطنية في غضون ثلاثة أيام من تاريخ الإخطار.

استند القضاء الإسباني في رفضه قرار تسليم كيوان إلى التقارير الصادرة عن المنظمات والجمعيات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان، والتقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية، وتقرير لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب الصادر في 5من أيلول 2016.
وخلص القضاء الإسباني إلى أن ذلك كله يعمل على “تأطير الخطر الملموس المثبت، ويؤدي إلى استنتاج خطر معيّن، يتمثّل في تعرض المدعى عليه لانتهاكات خطيرة تمسّ حقوقه الأساسية إذا سُلم إلى الدولة المقدمة للطلب.

ليعود كيوان ويقدم بلاغ للنيابة العامة الكويتية ضد كل من الشيخ "جابر الحمد المبارك الصباح " رئيس الوزراء الكويتي السابق  والشيخ "صباح جابر المبارك الصباح " و الشيخ "فهد جابر المبارك الصباح" و كل من يرد اسمه في التحقيقات يفضح و يوضح و بالتفصيل تلقيهم عمولات بملايين الدنانير بشكل غير قانوني من مشروع " جسر الشيخ جابر" الذي أقامته دولة الكويت و  الذي كان كشف كيوان له قد عرضه للاضطهاد و الملاحقة من قبل الأمن الكويتي واعتقاله و تعذيبه قبل أن يتمكن من الهروب إلى فرنسا و رفع شكاوى و دعاوى دولية ضدهم.

ولكن من هو بشار كيوان؟ 
رجل أعمال سوري الأصل، حاصل على الجنسية الفرنسية، من مواليد الكويت عام 1967. أسس وترأس شركة “AWI” في الإمارات عام 1992وشغل منصب عضو مجلس إدارة “المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق”.

ربطته علاقات وثيقة بالأسرة الحاكمة في الكويت “آل الصباح”، وارتبط بشراكات هامة في مجال الأعمال والاستثمارات مع ابن رئيس الوزراء الكويتي السابق، فيما يعرف بقضية “الصندوق الماليزي”، وأدين كيوان من القضاء الكويتي، إلا أنه تمكن من الخروج من البلاد بشكل سري عبر العراق، ليستقر في إسبانيا، وكانت أعمال السمسرة بين شركة “رافال” الفرنسية للطائرات والدول العربية الراغبة بشراء هذه الطائرات، ونجح بعقد العديد من الصفقات، وتحقيق أرباح طائلة من تلك العمليات. 
خرج كيوان عن صمته وكشف في 30أيار الماضي، عن تعرّضه للتعذيب، بعد خلاف مع عائلة رئيس الوزراء الكويتي السابق، الشيخ “جابر المبارك الحمد الصباح”. وقال “كيوان” إنه سُجن في زنزانة استُجوب فيها من قبل شرطة سرّية، وعذّب لمدة 48يومًا، ثم حُكم عليه بالسجن لمّدة تصل إلى 32عامًا، كما تعرضت عائلته وموظفيه لـ”ترهيب” من قبل الشرطة، وتم الاستيلاء على أعماله، بمساعدة صديق له يعمل في مجال النقل، واختبأ  في شاحنة تعبر إلى العراق، ومن هناك سافر إلى لبنان ومن ثم إلى أوروبا.
 ووفقاً لكيوان فإن  مشكلته مع شركائه في الكويت يعود لرفضه التعاون في غسيل الأموال  في واحد من فرع شركة 1MDBالمدار في الكويت، حسب ما قاله كيوان في حديثه الأخير لصحيفة ساراواك ريبوتر حول خلافه مع عائلة رئيس الوزراء الكويتي السابق الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، الذي سرعان ما تم استبداله هو الآخر أواخر العام الماضي.
و يعود أصل الخلاف حول علاقة العمل التجارية مع "جهو لو"، الذي وافقه الصباح على غسل مليارات الدولارات من الرشاوى قدمتها شركة CCCCالتابعة للحكومة الصينية باعتبارها "عمولة"عائدة إلى جيب رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق. وأوضح الأمر الذي دفعت فيه الأموال، عبر اختلاق مشاريع ضخمة أمثال خط سكك حديد الساحل الشرقي ومشروع خطوط الانانبيب، التي قيل أنه تم تمويل شركة CCCCلها بشكل كبير من قبل أموال دافعي الضرائب الماليزيين. لكن بعدما تم إسقاط رئيس الوزراء الكويتي والد الشيخ صباح وإعفائه من منصبه في نوفمبر- تشرين الثاني 

حكمت إسبانيا في مارس- اذار من هذا العام بنجاح لصالح كيوان ضد طلب التسليم حتى المدّعون الإسبان كانوا قد اتفقوا مع دفاع كيوان على أنه كان ضحية اضطهاد سياسي من الكويت ولن يكون لديهم أي حماية ضد انتهاك حقوقه أو سلامته من التعذيب إذا أُجبر على العودة
اعتبر شهر أبريل / نيسان شهر الخلاص بالنسبة لكيوان، إذ عاد أخيراً إلى باريس وقرر في النهاية الاتصال بوسائل الإعلام  حول علاقات عائلة الصباح مع "جهو لو"ونجيب ورشاوي الشركة الصينية 1MDB. 

انطلاقة كيوان الرئيسية كانت في 1992، من خلال "الوسيط"، أول نشرة أسبوعية مبوبة في الكويت، والتي تمكنت خلال فترة قصيرة جدا من أن تصبح الأكثر رواجاً في السوق الكويتية. بعدها هدف كيوان إلى تحقيق انتشار جغرافي واسع في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك سورية ولبنان والإمارات العربية المتحدة، مصر والسعودية وقطر، فحققت "الوسيط"نجاحاً لا مثيل له وأصبح نموذجها مدرسة في مجال العمل الإعلاني الترويجي في الشرق الأوسط، إلى ذلك أطلق  منشورات جديدة تنوعت بين المجلات الاجتماعية والصحف اليومية المطبوعة والالكترونية. في العام 2006انضم إليه مجد سليمان، وتمكنا من تأسيس الوسيط الدولية "AWI"، والتي شكلت سابقاً إمبراطورية إعلامية انطلقت من سورية إلى دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا الشرقية وروسيا.
هذا وعمل كيوان سابقاً بمهام استشارية لدى رئاسة اتحاد جزر القمر، كمان كان ضمن الاتحاد العربي للتوزيع واتحاد الناشرين العرب، وكان رئيس مجلس الأعمال السوري في الكويت، وهو حائز على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة مونبلييه في فرنسا، ويتحدث العربية والانكليزية والفرنسية.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني