نوادي وتجمعات أسسها أطباء حلب للترويح عن أنفسهم في ظل كورونا

نوادي وتجمعات أسسها أطباء حلب للترويح عن أنفسهم في ظل كورونا

ابتكر أطباء حلب في ظل الضغط النفسي والإجهاد الفكري والبدني الكبير الذي يعانونه جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، أساليب وطرقاً للترويح عن أنفسهم تخفف من انعكاسات الوضع القائم على أدائهم المهني بعد أن حصد الوباء أرواح عدد لا بأس به منهم.

ووجد بعضهم في اقتناص فرصة اللقاء بزملائه على مائدة طعام أو طاولة ورق اللعب (الشدة) وسيلة للترويح على النفس خارج إطار العمل، بينما رأى آخرون أن تشكيل فريق دراجات هوائية “موتسيكل” لممارسة الرياضة البدنية مناسبة حميمية لخلق جو فرح وترفيه مناسب لخفض توتراتهم وضغوطات عمل الجائحة.

وأرخى “كورونا” بظلاله القاتمة على تجمعات الأطباء الترفيهية فأزاح بعضها كتجمع أطباء “خريجي دورة ١٩٩٤” وتجمع آخر كان يجتمع في المقهى الملحق بأحد المشافي الخاصة، فيما أصرت تجمعات أخرى على الاحتفاظ بطابعها التقليدي في ظل “كوفيد-19”، ومنها ما أطلق عليه “مجموعة المميزون”.

يقول مؤسس “المميزون” رئيس قسم العينية بمشفى “حلب الجامعي” وأستاذ المقرر بكلية الطب بجامعة حلب سابقاً الدكتور أكرم خوجة : “نشأت المجموعة بشكلها الحضاري مع بداية الأزمة الحالية في سورية، على الرغم من أن لقاءات فطور الجمعة كانت موجوده قبل ذلك بسنوات طويلة، لكن لم تأخذ طابعها المتميز الراهن، والذي جمع كل متمسك بتراب الوطن في جميع الظروف وكل حريص على تقديم مافي وسعه لخدمته كل في مجاله، وأغلبهم أطباء ماهرون تلقوا عروضاً خارجية للعمل وجنسيات لدول أخرى لم تغرهم في هجر وطنهم في مثل هذه الظروف الحالكة”.

يضيف خوجة: “المجموعة بدأت بعدد قليل من الأطباء وسرعان ما ازداد العدد بسرعة كبيرة بانضمام شرائح متعددة من المتميزين في مجال عملهم ليصل عدد أفرادها إلى ٤٣ فرداً ، منهم ٢٨ طبيباً في الاختصاصات المختلفة و٧ مهندسين و٨ صناعيين ومسؤولين بمناصب إدارية عليا. وهؤلاء داوموا، برغم ضراوة ومخاوف سنوات الحرب على حضور اجتماع فطور الجمعة أسبوعياً في مقاهي المدينة المتنوعة للقاء بعضهم وتبادل الآراء حول أهم المستجدات العلمية وأحوال المدينة والبلد وبث روح التفاؤل بغد مشرق قريب لدعم بعضهم بعضاً “.

ولفت إلى أن هواجس الفيروس المستجد فرضت تقليص عدد المجتمعين وتحقيق التباعد المكاني والالتزام بالإجراءات الوقائية لحماية أفراد المجموعة “الذين بذلوا جهوداً كبيرة، كل في اختصاصه، لمواجهة الوباء وتخفيف المعاناة عن المرضى وذويهم”.

في ضفة أخرى، أسست مجموعة من ٣ أطباء قبل سنتين ما أطلقوا عليه “نادي المسليك الحلبي” أو “نادي حلب للدراجات ” بهدف ممارسة الرياضة والترويح عن أنفسهم، ولم ينل “كورونا” من همة “تجمع الهواة من الأطباء الذين اقتنوا دراجات لهذه الغاية، ومارسوا ركوبها أسبوعياً بتواتر كل ٣ أيام ولمسافة حوالي ١٠ كيلو مترات، مرتين مساء في حي الشهباء الجديدة”، بحسب قول أحد أعضاء الفريق الدكتور عبد الحميد سيد عيسى اختصاصي أمراض العظام والمفاصل والعمود الفقري وجراحتها .

ويردف السيد عيسى: “مع مرور الوقت انضم إلينا أطباء وأصدقاء جدد رفعوا عدد الفريق إلى ٢٠ دراجاً أضافوا إلى أجندتهم تنظيم رحلة استثنائية صباحية من السادسة تجوب محيط قلعة حلب التاريخية مروراً بأحد أبواب المدينة القديمة وأزقتها الجميلة على أن تسلك كل رحلة في طريق مختلف عن سابقه بغية التقاط الصور التذكارية عند معالم وأوابد تاريخية تحكي قصة مدينتنا ثم العودة إلى نقطة الانطلاق وبمسافة ١٦ كيلو متر”، وأشار إلى أن الغاية من هذه الرحلات “تكمن في ممارسة رياضة هادئة تنمي النشاط الفيزيائي والتقارب الاجتماعي بين أفراد النادي الذين يصرون على تسميته بنادي ( المسليك )، والذي يعني الدراجة الهوائية باللهجة الحلبية الشعبية، أما النظرة المستقبلية لهؤلاء الهواة فتتجلى في تعزيز الخروج عن رتابة الحياة ومصاعب العمل الطبي، خصوصاً في زمن الفيروس المستجد، ودمج الرياضة في حياة مجتمعنا وتشجيعه على ذلك علاوة على توسيع العلاقات الاجتماعية المفيدة”.

 “الوطن”

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني