لماذا قامت روسيا ببيع ألاسكا الغنية إلى أميركا بثمن زهيد؟

لماذا قامت روسيا ببيع ألاسكا الغنية إلى أميركا بثمن زهيد؟

هل تعلم أن روسيا كانت تملك منطقة الأسكا ؟ وهل تعلم أن روسيا قامت بـ بيع الأسكا للولايات المتحدة ؟ في أعقاب حرب القرم خلال فترة الستينيات من القرن التاسع عشر؛ مرت روسيا بمشاكل مالية أدت إلى إعادة تفكيرها في منطقة ألاسكا. وهل تستطيع الإمبراطورية الروسية حمايتها من أن يستولي عليها الجيش البريطاني أو الجيش الأمريكي، حيث كانت الإمبراطورية البريطانية تتواجد بشكل مكثف في منطقة كندا.

    تبلغ مساحة منطقة الأسكا نحو مليون ونصف المليون كيلو متر مربع وتم بيع الأسكا لأميركا بمبلغ 7.2 مليون دولار عام 1867.
    عندما كانت منطقة الأسكا تتبع للامبراطورية الروسية كانت الأسكا تتواجد في أقصى شرق هذه الإمبراطورية.
    عارضت الصحافة الأمريكية شراء منطقة الأسكا واعتبرت ذلك إهانة للأمريكيين واستغرقت الولايات المتحدة سنة كاملة لتسديد ثمن الصفقة.
    بدأ الروس في استيطان ألاسكا في عام 1784، وأسسوا مراكز تجارية وكنائس أرثوذكسية شرقية، معظمها على طول الساحل.
    وبحلول ستينيات القرن التاسع عشر، وبعد أن خسرت الامبراطورية الروسية حرب القرم لصالح بريطانيا، وخوفاً من أن تستولي بريطانيا على ألاسكا في أي صراع مستقبلي، قرر القيصر التوصل إلى اتفاق لبيع هذه المنطقة الغنية.

وقد زادت مخاوف روسيا بشأن منطقة ألاسكا؛ كونها تقع في منطقة بعيدة على الجانب الشرقي من روسيا. وأن الجيش الروسي لن يستطيع حمايتها والدفاع عنها.

 كان ذلك في عهد ألكسندر الثاني؛ الذي قام بالعديد من الإجراءات لمحاولة حل هذه الأزمة.
ألكسندر الثاني يرسل السفير الروسي للتفاوض بشأن بيع الأسكا

جاءت فكرة بيع الأسكا نتيجة مناقشات دارت بين ألكسندر الثاني قيصر روسيا مع إدوارد ستوكل الذي كان يعمل سفيرًا لروسيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأسفرت هذه المناقشات على أن السفير الروسي قد أخبر القيصر بأن منطقة ألاسكا باردة الطقس ومن المستحيل أن تقام عليها مستعمرات. كما أن الأمر يعد غير آمنًا على الإطلاق بسبب وجود القوات البريطانية في منطقة كندا بشكل مكثف.

فقام القيصر باتخاذ قراره بشأن بيع ألاسكا بالكامل إلى أمريكا. وكلف إدوراد ستوكل سفير روسيا بإنهاء إجراءات البيع.

مفاوضات لبيع ألاسكا بين سفير روسيا ووزير خارجية أمريكا

دارت بعض المناقشات والمفاوضات بين جيرمي سوليفان بلاك الذي كان يعمل وزيرًا للخارجية الأمريكية مع إدوارد ستوكل السفير الروسي بواشنطن بشأن قضية ألاسكا.
لكن المفاوضات لم تكتمل، لأن في هذا الوقت دارت العديد من الحروب الأهلية داخل أمريكا.

لكن المفاوضات قد استأنفت في عام ١٨٦٧ مرة أخرى.
وهذه المرة كانت مع وزير خارجية آخر، وهو الوزير ويليام سيوارد.
وقد أعرب السفير الروسي عن تفاؤله حيال هذه الأزمة لما يعرفه عن ويليام سيوارد من قدرته على التفاوض الجيد.

وتمت عملية البيع واتفق الطرفان بشكل رسمي على بيع ألاسكا إلى أمريكا في شهر آذار لعام ١٨٦٧.

الجدير بالذكر أنه تم بيع أراضي ألاسكا إلى الولايات المتحدة بمبلغ ٧.٢مليون دولار.
ولكن قيمة الدولار وقتها كانت تختلف عن قيمة الدولار في الوقت الحالي فقد كانت هذه القيمة تساوي حاليًا ١١٥ مليون دولار.

ومن المعروف أن مساحة ألاسكا تتخطى المليون ونصف المليون كيلو متر مربع.
وهذا يعني أن ثمن الكيلو متر المربع الواحد هو 7.4 دولار فقط.
موقف الصحافة الأمريكية من عملية بيع الأسكا

يعد السعر الذي بيعت به ألاسكا إلى الولايات المتحدة سعرًا زهيدًا للغاية.
هذا ما أثار الكثير من الانتقادات والمعارضات حيال هذه الصفقة.
وقد عارضت الصحافة الأمريكية صفقة بيع ألاسكا
ووجهت الصحافة الأمريكية هجوماً شرساً على ويليام سيوارد وزير الخارجية الأمريكية.
وأثارت غضب الشعب الأمريكي من منطلق أن صفقة شراء ألاسكا للولايات المتحدة تعد إهانة للكيان الأمريكي.

ولحل هذه الأزمة:
ألقى ويليام سيوارد خطابًا يشرح فيه للشعب مدى أهمية هذه الأرض،
ويشرح فيه أيضًا مدى أهمية مواردها التي ذكر من بينها موارد الفراء وما يمكن اصطياده من البحر أو استخراجه من مناجم ألاسكا.
وخلال هذا الخطاب أيضًا استشهد ويليام سيوارد بآراء مجموعة من الخبراء الذين أشادوا بأهمية ألاسكا وأهمية مواردها.

وفي هذا السياق، يذكر أن أمريكا قد استغرقت ما يقرب من عام لتسديد ثمن ألاسكا بالكامل. وذلك بسبب الاختلافات التي دارت بين نواب المجلس الأمريكي حول تداعيات صفقة شراء ألاسكا.

atlas-know.com 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني