برغم التهديدات التركية.. الجيش يستأنف التقدم البرّي في إدلب

برغم التهديدات التركية.. الجيش يستأنف التقدم البرّي في إدلب

خاص – المشهد أونلاين

 

سيطرت قوات الجيش السوري على قريتي "الشيخ دامس - حنتوتين"، الواقعتين في منطقة جبل الزاوية بريف محافظة ادلب، ضمن عملية تهدف من خلالها السيطرة على كامل الطريق الدولية المعروفة باسم "M4"، والتي تربط بين محافظتي حلب – اللاذقية، الأمر الذي يشير إلى أن الدولة السورية اتخذت قرار بحسم المعركة في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب على الرغم من التهديدات التركية المتواصلة، ويشكل هذا الطريق أولوية في حسابات الميدان شمال غرب سورية لأهميته على المستوى السياسي والاقتصادي، بما يتكامل مع عملية تحرير الطريق "M5"، والذي يربط الرئة الاقتصادية لسورية بالعاصمة دمشق.

وتقول المصادر الميدانية أن تركيز الجيش السوري على السيطرة على الطريق M4، قد يؤخر قليلا عملية السيطرة على الطريق الواصلة بين مدينة حلب ومعبر "باب الهوى"، الحدودي مع تركيا، إلا أن الأمر لن يتسبب بتأخير كبير، وبات من الضروري عزل إدلب عن أي تواصل مفتوح مع الحدود التركية، كما إن قطع الطرقات الواصلة بين "عفرين"، وإدلب، سيكون من شأنه قطع الإمدادات النفطية القادمة من الشرق السوري إلى محافظة إدلب، فتجارة النفط بين "قسد"، والميليشيات المسلحة كانت لفترة طويلة المورد الأساس للمحروقات اللازمة لتحريك الآليات الخاصة بالنصرة وحلفائها.

وتواصل الحكومة التركية إرسال التعزيزات العسكرية إلى محافظة إدلب، وتشير المعلومات إلى دخول رتل مؤلف من 65 عربة من "معبر كفرلوسين"، الحدودي مع "لواء اسكندرونة"، ليتمركز في مناطق إحسم والبارة ومحيط كفرنبل في جبل الزاوية جنوب إدلب، وبحسب المصادر فإن من بين العربات التي دخلت خلال 24 ساعة الماضية إلى سورية، ما يقارب 25 عربة مجنزرة من نظام الدفاع الجوي "ستينغر"، المتوسط المدى، قامت بتوزيعها على النقاط التركية الواقعة في ريف إدلب الأوسط، الأمر الذي يرفع من سخونة الميدان في المناطق الشمالية الغربية من سورية، وسط استمرار حالة الاستنفار الكامل من الميليشيات المسلحة مع غياب القيادات الأساسية عن الساحة، وعلى رأسها الأردني "أبو ماريا القحطاني"، و السعودي "عبد الله المحيسني"، وتشير المعلومات إلى الأن الأخير قد يكون انتقل إلى ليبيا.

وتشير المعلومات إلى أن فشل المفاوضات "التركية – الروسية"، بشأن شمال غرب سورية، من شأنه أن يرفع من حدة الصدام العسكري بين الطرفين داخل سورية، إذ عمدت المقاتلات الروسية إلى استهداف محيط الرتل التركي الأخير خلال تحركه نحو بلدة "البارة", دون الجنوح إلى ضربه بشكل مباشر، إلا أن الرتل واصل طريقه ليتمركز داخل البلدة الواقعة إلى الجنوب من الطريق الدولية M4، والتي من المرجح أن تكون واحدة من بوابات الجيش السوري في عبوره نحو السيطرة على هذه الطريق التي تربط بين حلب واللاذقية.

بحسب المصادر الميدانية، فإن التعنت التركي بملف إدلب، قد يفضي إلى مواجهات غير واسعة ما بين الجيش السوري والقوات التركية كما حدث في "معركة النيرب"، قبل أيام، ويشير إدخال المضادات الأرضية إلى أن القوات التركية ستعمل على تكثيف ضرباتها باتجاه سلاح الجو السوري على غرار إسقاط المروحيتين السوريتين في ريف حلب الجنوبي، إلا أن القوات التركية لن تجنح نحو الاشتباك الواسع مع الجيش السوري من جهة، خوفا من التعرض لخسائر بشرية كبيرة كما حدث خلال "معركة النيرب"، لما للأمر من تأثير على شعبية رئيس النظام التركي "رجب طيب أردوغان"، في بلاده، كما إن أنقرة ستعمل على تجنب الصدام العسكري مع القوات الروسية، تجنا لتجديد الأزمة التي وقعت بين أنقرة وموسكو عقب إسقاط الطائرة الروسية في العام 2016.

التعزيزات العسكرية التركية الجديدة تزامن دخولها مع ضربات جوية سورية لمواقع الميليشيات المسلحة في كل من "كفرنبل - حاس - حزارين - النقير - بسقلا - كفرسجنة - البارة - سرمين - قميناس - كنصفرة - أحسم - جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بهدف السيطرة على جنوب الطريق الدولي (M4)، كما بدأت القوات السورية بنقل تعزيزات عسكرية ضخمة من محاور القتال في حلب وسراقب إلى محور "معرة النعمان - كفرسجنة"، الأمر الذي يشير إلى اقتراب استئناف العمليات البرّية في المنطقة.

وتنتشر القوات التركية حالياً في 43 نقطة داخل محافظتي حلب وإدلب، كما بلغ عدد الآليات العسكرية التي نقلتها إلى الداخل السوري منذ مطلع الشهر الجاري /2765/ شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، في حين بلغ عدد قواتها ما يقارب 7000 عنصر تركي، إضافة إلى عناصر الميليشيات الموالية لها.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني