قانون شرط تسجيل العمال يثير الخلاف بين وزارة التجارة واتحاد الغرف

قانون شرط تسجيل العمال يثير الخلاف بين وزارة التجارة واتحاد الغرف

المشهد- اقتصاد
يبدو أن مشروع قانون غرف التجارة يفتح الباب لفرض هيمنة واضحة لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على الاتحاد والغرف، حتى إنه جعلها تابعة للوزارة، هكذا كان لسان حال رئيس اتحاد غرف التجارة غسان القلاع، الذي رفض أن يكون الاتحاد مديرية أو حتى شعبة تابعة لوزارة التموين، مؤكداً أن الاتحاد لم يطّلع على نسخة المشروع، وبالتالي فهو يتحفظ عليه جملة وتفصيلاً.
وساد الجو المشحون أجواء اجتماع لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة في مجلس الشعب برئاسة النائب فارس الشهابي، بحضور وزير التموين عاطف النداف، وقد بدت معالم الغضب على وجهه طوال فترة الجلسة، وفي بعض الأحيان كان صوته يرتفع قليلاً، إضافة لرئيس اتحاد غرف التجارة غسان القلاع، ورئيس غرفة تجارة حلب محمد مجد الدين الدباغ، وغرفة تجارة الرقة رندة العجيلي.
ووصلت الأجواء في حدتها إلى تقاذف الاتهامات بين «التجار» و«التموين» خصوصاً يتعلق بموضوع أن اتحاد غرف التجارة لم يطلع على مشروع القانون، وأنه فوجئ به عن طريق عضو مجلس الشعب فراس السلوم، وذلك بحسب القلاع، على حين رد الوزير النداف على ذلك بأنه قدم محاضر لجلسات تثبت حضور اللجنة المفوضة من الاتحاد الاجتماعات الخاصة في تعديل القانون.
وبلغت الجلسة في حدتها لدرجة أن الوزير النداف قال: «أشعر وكأنني في محاكمة»، فرد عليه رئيس اللجنة فارس الشهابي بالقول «نحن لسنا في محكمة».
وقدم القلاع في بداية الجلسة أسباب اعتراضه على مشروع القانون بقوله: «أمضيت 47 سنة في غرف التجارة، وحينما قرأت مشروع القانون الخاص بها وجدت نفسي غريباً عنها، مؤكداً أن نسخة المشروع لم تعرض على الاتحاد رسمياً».
وأوضح أن مشروع القانون حوّل اتحاد غرف التجارة إلى أي جمعية أهلية، مشيراً إلى أن إلزام تسجيل العمال في التأمينات لم يكن وارداً في القانون الحالي، في حين تم إلزامه في مشروع القانون، معتبراً أن هذا الموضوع فيه إجحاف بحق التجار ولو كانوا من الدرجة الممتازة.
وبين القلاع أنه ليس من المعقول إلزام التاجر بتقديم وثائق عن عدد العمال المسجلين في التأمينات كشرط للانتساب إلى الغرفة لأن هناك العديد من التجار لديهم محال صغيرة ولا يوجد فيها عمال، متسائلاً «كيف يمكن إلزامهم بذلك؟»، ومشدداً على إلغاء هذا الشرط.
ودعا القلاع إلى وجود نص صريح يعفي الغرف من الرسوم والضرائب باستثناء الضريبة على العقارات، معتبراً أنه من الممكن أن يأتي أحد الوزراء للمالية ويطالب الغرفة بضرائب على رسوم الاشتراكات التي يدفعها الأعضاء للاتحاد.
النداف تدخل مخاطباً القلاع: «أنت ذكرت على الهاتف أن أهم شيء حذف التأمينات ومسألة النفع العام، ومن ثم فإن القانون ماشي ولا يوجد فيه مشكلة»، فرد عليه القلاع: «على الهاتف لا يمكن شرح المزيد عن الموضوع»، مضيفاً «نريد مشروع قانون مرن»، وسأل «لماذا يتم تقزيم دور الغرف على الرغم أننا بحاجة إليها؟».
بدوره، أكد رئيس غرفة تجارة حلب محمد مجد الدين الدباغ أن ما تكلم به القلاع حقيقة فمشروع القانون يجعل من غرف التجارة تابعة للوزارة.
وسأل الشهابي القلاع عن أسباب رفض الاتحاد لشرط تقديم وثائق للعمال المسجلين في التأمينات، فأجاب: «نحن لسنا ضد تسجيل العمال في التأمينات، لكن لماذا يتم ربطه كشرط للانتساب إلى الغرفة؟».
وأوضح القلاع أن هناك تجاراً مسجلين في الغرفة بدرجة أولى لديهم محال تجارية صغيرة بمساحة مترين ليسوا بحاجة إلى عمال، «فلماذا يتم إلزامهم بأربعة عمال؟»، وكذلك حال المسجلين في الدرجة الممتازة، «فلماذا يتم إلزامهم بستة عمال»، أثار كلامه استغراب بعض النواب حول صغر مساحة المحل، علماً بأن التجار مسجلون من الدرجة الأولى والممتازة، إلا أن الشهابي تدخل بقوله: هذا هو الواقع.
الوزير يرد
رد الوزير النداف على كلام القلاع بالقول «رئيس الاتحاد نظم كتاباً تضمن تحفظه على مشروع القانون من دون أن يقرأه، فكيف يعترض على مشروع لم يطلع عليه؟»، فاعترض القلاع بقوله: «تم تنظيم الكتاب بناء على الملاحظات التي قدمها عضو مجلس الشعب فراس السلوم في اجتماع مجلس إدارة الاتحاد».
وعاد النداف إلى الرد مقدماً محاضر فيها توقيع لرئيس الاتحاد تؤكد حضور لجنة مفوضة من الاتحاد في العام الماضي، مشيراً إلى أن القلاع اتصل به وأخبره عن اعتراضاته التي تركزت في التأمينات والنفع العام.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني