القرض ورحلة البحث عن الكفيل

القرض ورحلة البحث عن الكفيل

اللاذقية-ميساء رزق 
لا يخلو  راتب أي موظف في سورية من اقتطاع من مقدار منه لحصوله على قرض بجميع أشكاله المطروحة لذوي الدخل المحدود ولجميع المصارف الحكومية ناهيك عن القروض الممنوحة لجهات أخرى تطرح منتوجاتها للبيع بالتقسيط لهم،لكن مع تعدد الخيارات للقروض والحاجة الملحة لها تبرز مشكلة لدى المقترض بالحصول على الكفيل المضمون ،هذا الذي يكون الأهم وبطاقة العبور للموظف لخزينة المصرف والعنصر الأساسي لذلك فجميع القروض تحتاج لأكثر من كفيل لتغطية المبلغ الممنوح لضمان حقوق المصرف بالتحصيل. وهنا تبدأ رحلة الموظف للحصول على من يكفله من أقارب وزملاء ومعارف موظفين يقبلون الكفالة.
المشهد رصدت هذا الواقع في اللاذقية واستعرضت بعض الآراء حيث تحدثت نسرين محلا عن معاناتها لحصولها على قرض تسليف وما واجهته من صعوبات للحصول على كفيلين يضمنان مطلبها فأغلب من طلبت منهم ذلك رفضوا إما لعدم أحقيتهم بالكفالة لسحبهم القرض وكفالتهم لأكثر من موظفين وهو العدد المسموح به لذلك أو لأنهم يخافون من الكفالة لعدم اقتطاع قيمة القرض من رواتبهم لعدم التسديد وغيرها من الحجج المشروعة لموظفين لا يوجد لديهم سوى هذا الراتب الهزيل.
بدوره ذكر محمد عبدالله أنه اتفق مع اثنين من زملائه بالعمل على سحب القرض معاً وكفالة بعضهم البعض بشكل دوري لتفادي مصاعب البحث عن الكفيل وضمان تسديدهم للمبلغ بشكل مستمر.
وأشارت جمانة متوج إلى أنها لاقت صعوبة كبيرة لحصولها على كفلاء لقرضها وخسرت بعض أصدقائها الذين رفضوا كفالتها بحجج كثيرة أحدها أنهم أقسموا على عدم الكفالة لوقوعهم بمشاكل سابقة مع أشخاص كفلوهم وامتنعوا عن التسديد لتضطر أن تدفع مبلغاً من المال لأحدهم وتكتب سند أمانة للأخرى كضمانة لها.
ونوه سمير العبد إلى الشروط التعجيزية لضمانات الحصول على القرض خصوصاً مع تدني الرواتب وقيمة الفائدة الظالمة التي تصل حدود١٠٠ألف ليرة لقرض ٥٠٠ألف مع صعوبة الحصول على الكفلاء علماً أن راتب المقترض يكون موطن في المصرف وهو بالتالي ضمن حدود التحصيل للمصرف.
وذكرت عبير برهوم إلى أن رواتب الموظفين أصبحت تذهب كقروض للمصارف والسورية للتجارة ومعامل السجاد وسمان الحي ليعود الموظف خالي اليدين لبيته بعد قبضه راتبه ومن حق الكفيل أن يخاف لأن الراتب قد لا يكفي لتسديد أحد هذه القروض فيضطر هو للتسديد لأن المصرف لا يفرط بحقه وسيحصله منه بالنهاية.
ختاما وضعت القروض لتسهيل أمور معيشة الموظف هذا الذي يعمل كل الشهر للحصول على راتبه الذي لا يتعدى بحدوده العليا ٤٠ألف ليرة وليقتطع منه ثلث المبلغ للقرض الواحد على مدى٥سنوات ولتصبح حياته ومعيشة أسرته بالدين والتقسيط وهو بالمحصلة راضٍ بما قسم له مع تدني مدخوله ولكن مطلبه هنا تعديل سياسة القروض وتيسير طريقة حصوله عليه بطريقة تعفيه من مذلة الحصول على كفلاء وليبقى راتبه هو الضمان لذلك وأغلب الموظفين يقولون:" فوق الموتة عصة القبر".
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني