المافيا الصفراء تغزو شوارع اللاذقية والرقيب لا حياة لمن تنادي

المافيا الصفراء تغزو شوارع اللاذقية والرقيب لا حياة لمن تنادي

اللاذقية- نور علي

يعتبر السائق العمومي في جميع دول العالم، مرآة لعاداتها وحضارتها، وهو أيضا يسهم في تشكيل الصورة التي تعكس طبيعة البلد التي ينحدر منها، لكنه للأسف في مجتمعنا هذا بات السائق جاهداً في استقصاء الأموال بطريقة أو بأخرى، ناهيك عن ذوقه الرفيع في فن قيادة سيارة الأجرة "التكسي" واجتيازه السيارات وشتم أحدهم إن لم يفتح له الطريق، وابتسامته التي يشقى لرسمها ليستقبل الراكب بها، مع نبرة صوت طبيعية إلى حد ما يستوضح فيها عن الوجهة والسبيل، وأخيرا التقيد بالتعرفة المنصوص عليها من دائرة المواصلات أصولا دون زيادة أو نقصان مع إضافة رسوم الرفاهية التي تقدم للراكب.

تكاسي اللاذقية..سائق من زمن الارستقراط

مواطنو اللاذقية كانت لهم تجاربهم الخاصة مع هذا النموذج الفخري من السائقين، حيث أفاد أحدهم  لـلمشهد، "استغرب بشدة السلوك الفظ الذي يمارسه بعض سائقي سيارات الأجرة عندما أحاول أن استوضح منهم لما هذه التسعيرة المرتفعة التي تتجاوز ال"500"، في حين أن الوجهة المقصودة لا تتجاوز مسافتها 400 م". 

وتقول أخرى: "بعض السائقين يستنكرون ماتقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة من إرهاب عندما يسمعون نشرة الأخبار على بعض الإذاعات في راديو سياراتهم، بالوقت الذي يمارسونه هم ولكن بطريقة أخرى، مستغلين في ذلك بعض النقاط الحساسة التي تأتي في مقدمتها الظروف الراهنة للبلاد، والازدحام غير المسبوق في هذه المدينة في ظل وجود العائلات السورية المهجرة". 

ومواطن آخر يقول: "هناك حالات اضطرارية ومنها الاسعافية التي تدفع بنا لأن نستقل أول سيارة "تكسي" نصدفها في طريقنا دون أن نعي بأننا وقعنا في شباك المصيدة الصفراء ممن مصائب المواطنين عندها فوائد".

سائقو اللاذقية يستعيضون عن التعرفة القانونية بأخرى ذهنية

بعد أن تدخل الفريسة "الزبون" في القفص "التكسي"، يبدأ السيناريو بعداد وجوده شكلي لا أكثر، لماذ؟، "أي لأنو مو معدل" ولا يزال على التعرفة القديمة، فتكون الأجرة هنا "فال وحظ"، أي حسب الزبون وحسب مزاج السائق الذي غالبا مايكون مبرمج على "اس 2" أي المبلغ المطلوب  زائد الضعف، والتعرفة القانونية هي عداد الكيلومترات من وجهة نظر السائق، أي على كل زبون أن يحضر معه آلة حاسبة ليضرب المسافة بكمية استهلاك البنزين والناتج حدث ولاحرج، وإن جادله الزبون مستهجنا تحجج له بغلاء المعيشة وكأنها طالته وحده دونا عن الناس، مكرراً نفس الجمل التي ملت آذان المواطنين سماعها وأبرزها "أي غلي البنزين، قطع الغيار صارت أسعارها بالنار، شو بحط الزيادة من جيبتي يعني؟" و.....إلخ.

عدادات طي النسيان..ولاحياء لمن تنادي

على الرغم من الاستياءات المتكررة للمواطنين التي صدحت ولا زالت تصدح عاليا، إلا أنها حتى اللحظة لم تصل لمن هم في موضع المسؤولية وتوقظ غفلتهم عن هذا الهرج والمرج والفلتان الرقابي، ليمارسون دورهم التنفيذي الذي وجدوا لأجله من خلال التفضل والنزول إلى الأرض ولو قليلاً، ورصد شكاوى المواطن ومتابعتها وبذل ما أمكن من الجهود لحلها وكف الأيدي العابثة بقوت عيشه والمتاجرة بحاجته.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني