إعلام عالمي يغرق في بحر أكاذيبه

إعلام عالمي يغرق في بحر أكاذيبه

 المشهد - موسكو

بقلم  انستازيا بابوفا. وهي صحفية روسية مشهورة عايشت الحرب على سورية في أصعب أوقاتها. وفضحت حقيقة ماجري من كذب ودجل قادته قنوات ومحطات فضائية  عالمية شوهت حقيقة ماجري في سورية  من إرهاب  وجرائم.
حازت انستازيا على وسام الشجاعة الذي  تسلمته من الرئيس بوتين تقديراً لشجاعتها. وتحديها للمخاطر في سبيل تقديم الحقيقة وفضح زيف وادعاءات الدول التي وقفت وراء الحرب الظالمة على سورية.


عندما كانت داعش تقترب من أبواب العاصمة دمشق، والأمور على الجبهات لم تكن بأفضل حال، كنت اتمشى مساء مع زميلي فادي في شوارع العاصمة السورية التي كانت على الرغم من دوي الانفجارات والقذائف المسموعة بوضوح ليل نهار تبدو كمدينة تنبض بالحياة.

 الشوارع كانت تعج بالحركة، تمشينا في الحديقة، ورأينا شابان يجلسان هناك على المقعد، وبين يدي أحدهم غيتار يعزف ويغنيك باللغة الإنجليزية، يبدو أن الثقافة بالنسبة لهؤلاء الشباب فوق  اعتبار على الرغم من أن الغرب حاول إغراق وتدمير وطنهم سوريا.
 ادهشني صوته، أدهشني صوت العزف، وبغض النظر عن كل شي ورغم الحرب أدهشتني رغبة  الناس بالعيش على أكمل وجه رافضين التخلي عن التفاصيل التي تجعلهميعيشون الحياة كما يريدون.
 
ظننت بل أدركت أن الشعب السوري لا يقهر، فرغم كل ما يحدث ورغم كل المحاولات لتنفيذ السيناريو المخطط له، لم يستسلم هؤلاء الناس.
الحقيقة أن الغرب استخدم كل الأساليب الممكنة ضد سورية.
 وغير وكم من الدول التي تمكن منها أغرقها الغرب وغير مسار تاريخها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حرب إعلامية شارك فيها العالم كله، ألقوا بمعلومات كاذبة، وأطلقوا مجموعات مختلفة من الناس كل له وظيفة مدروسة، بحيث تتعزز التفرقة ويعود الناس إلى الغرائز. لعبوا على التناقضات والمشاكل الإجتماعية، وسعوا إلى ترغيب الناس في الانتقام من بعضهم البعض، وملأوا البلاد بالسلاح.
وفي الوقت نفسه تم أنشاء مراكز وقنوات إعلامية متخصصة لغسيل الأدمغة.
ومالذي لم يقال عن سوريا على القنوات الأجنبية. بصراحة لقد شهدت بنفسي كيف كذب زملائي. الذين كانوا على الأرض هنا، وإن كنت لا أستطيع تفسير ذلك، لاسير سوى أن هناك من يخط لنقل صورة يراد لها أن تعمم حول العالم.

فقد كنا في حمص عندما عمل مراقبو الأمم المتحدة هناك، وكان معنا موظفان من CNN طلبوا    ك  القناة طلبوا مقابلة محافظ المدينة وتم تنظيم اللقاء على الفور، كما طلبوا الوصول إلى المدينة القديمة ، فسمح لهم، لكن تم تحذيرهم من أن السلطات لن تكون قادرة على ضمان سلامتهم هناك فالمنطقة تحت سيطرة المسلحين.
كما وقد تم دعوتهم إلى باب عمرو، وتحدثوا مع السكان المحليين الذين بدؤا في ذلك الوقت بالعودة لمنازلهم، حيث قاموا بترميمها واستعادة الكهرباء .
لكن في التقرير تم كتابة تقارير تنقل كل شيء بالعكس تماماً، مدعين رفض المحافظ الاجتماع معهم ، وحظرهم ذهابهم إلى البلدة القديمة، وقالو أن سكان باب عمرو يخشون من الجيش السوري.
لم يكن هناك حد لدهشتي والسخط الذي شعرت به، فهل يمكن أن تكذب بهذا الشكل الممنهج!؟
وحقا كيف يمكنك أن تكذب بهذا الشكل الغير مسؤول؟
نعم تبين أنهم يستطيعون ذلك.
ولكن على الرغم من كل هذا الضغط من الخارج، فلم يخن الشعب السوري بلده ولم يغير نمط حياته.
ولا يمكن سوى إلقاء التحية لشجاعة الجنود ،
وبسالتهم بالتضحية من أجل بعضهم البعض، أيضا بغض النظر عن اختلاف الديانات والطوائف والمعتقدات.
فحبهم لوطنهم - حبهم لسوريا وحدّهم جميعا
  كما وإني أعتبر أن دور وعمل الصحافة السورية لا يقل اهمية عن هذه البطولة.
فقد اشتعلت الحرب وفاجأت الصحافيين على حين غرة، وأنا متأكدة من أن أحداً لم يتوقع أن تتحول الاحتجاجات في نهاية المطاف إلى حرب واسعة النطاق بمشاركة أجهزة الاستخبارات الرائدة في العالم.

 

 

 

 

 

 

 

 

وجب على المراسلين التاقلم بسرعة وتحمل العمل في ظروف الاقتتال. فهم لم يختبئوا بعيدا عن الجبهة، على عكس بعض الزملاء الغربيين، فغالباً ما فضّل هؤلاء الإبلاغ عن حدث معين سواء في لبنان أو تركيا أو حتى في دمشق، ولكنهم لم يغادروا فنادقهم.
ومن السهل على المتسكعين بجانب برك السباحة ان يؤلفوا القصص والروايات حول "النظام الدموي".
أما الزملاء السوريون فكانوا دائماً في المقدمة. وحتى الآن ماتزال الدموع تذرف عندما أتذكر يارا عباس، فقد كانت فتاة مبتهجة مبتسمة وشجاعة. لقد التقينا معها عدة مرات، وقد أعجبت حقاً بمصوري، ورغم أنه لم يكن يتحدث اللغة العربية، فهم كانو يتفاهمون  بطريقة ما، وكلنا توقعنا أنهم سيتزوجون بعد الحرب بالتأكيد، لكن وللاسف تمكنت طلقة قناص من القضاء على حياتها المتوهجة


.

 

 

 

 

 

 

 

 

أتذكر كيف لم أمنع نفسي من البكاء عندما قبضوا على صديقتي العزيزة يارا صالح. كلنا بكينا من السعادة عندما رأينا تغطية عودتها على التلفزيونات، كان والدها بانتظارها أمام مبنى التلفزيون في دمشق.
في كل الأحوال فإنهم فعلا لم يتمكنوا من كسرها، ولم تتوقف عن العمل، بل واصلت عملها بشجاعة لصالح بلدها.
أين يمكنك مقابلة المراسلين الذين يستمرون بالنقل المباشر الحي، حتى عندما يتعرضون لإطلاق النار، ومن لا يخجل من عواطفه ودموعه عندما يتم تحرير منطقة جديدة من الإرهابيين!؟
العمل الشاق بلا كلل ولا ملل، مصحوباً بروح النكتة والمرح، والعطاء التام، فلم يكن من الصعب رؤية المراسلين يظهرون دائماً في المكان المناسب وغالباً المكان الأكثر خطورة.  بل الانغماس الكامل في ما يحدث، ونقل الصورة الصادقة للمشاهد.
لقد حقق الصحفيون السوريون في فترة قصيرة قفزة نوعية إلى الأمام من ناحية الاحتراف.
الخوف والشجاعة جنباً إلى جنب مع شعور كبير من الأمل واليقين بأن كل شيء سيكون على ما يرام.
قضت الحرب السورية على العديد من الأرواح البريئة والشجاعة، وليس فقط من السوريين، ولكن صحفيين أجانب لاقوا حتفهم أيضا، إضافة إلى الكثير من المصابين والجرحى.
وفي النهاية أريد حقا أن أصدق أنه ستحل العملية السياسية مكان العمليات العسكرية ، وسيعود السلام أخيرا إلى هذه البلاد .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني