"صندوق الحكايا".. يعيد إحياء الختم السوري

"صندوق الحكايا".. يعيد إحياء الختم السوري

دمشق: المشهد: ريم غانم

صندوق الحكايا
حيث أنجزت هذه المجموعة التي تعمل ضمن مشروع "صندوق الحكايا" أعمالها وهي في غمرة اهتماماتها الغرافيكية تصاميم لأقمشة ذات استخدام عملي مثل المفارش والوسائد والحقائب القماشية والأوشحة لتنقل الفن من اللوحات المعلقة على الحائط إلى الأشياء المستخدمة بشكل يومي.

إحياء التراث

يمن أبو الحسن مؤسسة مشروع "صندوق الحكايا" تحدثت عن الإنجاز الفني خلال لقائنا معها وقالت: أن هذا المشروع هو مؤسسة تضامنية تفاعلية تعمل في مجال المسرح التفاعلي مع الأطفال والعديد من الأعمال الفنية، وفي هذا المعرض الذي يعتمد مبدأه على الأختام التي حاولنا من خلالها العمل على الصناعات التراثية السورية القديمة التي كانت معروفة محلياً لكنها بدأت تتلاشى نتيجة ظهور مهن أخرى أكثر تطوراً، خاصة أننا أصبحنا في زمن أصبحت الكثير من المهن تندثر مع موت صاحبها.

من هنا أكدت أبو الحسن أنهم كفريق مكون من شابين وفتاتين من خريجي الفنون الجميلة حاولوا أن يأخذوا الآلية المعمول بها على الاختام قديماً عبر أخذ نفس صيغ الرموز لكن بطريقة حديثة، فأخذنا الزخارف من الابجديات ومن الحلي ومن الكثير من الأشياء حولنا، فكما نعرف حتى الحلويات كان أجدادنا يضعون عليها رموز مثل الختم.

وحول سؤال صندوق الحكايا عن طبيعة العمل التي اتبعها، قالت ابو الحسن: "أن العمل استغرق عامين لكي يخرج بالصورة النهائية التي رضينا عنها جميعاً نتيجة الجهد الكبير الذي بذلناه، حيث بقينا عام نعمل دراسات ونضع كروكيات كي نصل الى التصاميم المطلوبة، ونحضر للمشروع حيث جهزنا من كل نموذج عشر قطع جاهزة للعرض. خاصة أن الطباعة القديمة كانت محصورة ضمن ثلاثة ألوان هي أبيض وأسود وأزرق، والتي لم نضف عليها الكثير في طباعتنا الحديثة، فكانت محاولة منا لتوظيف الفن في الاستخدامات اليومية مع احتفاظه بيقيمته الفنية.

الختم سوري الهوية

المشهد كان لها أيضاً وقفة مع الفنانين الذين شاركوا وكان لهم الدور الكبير في النتيجة النهائية للعمل ومن هؤلاء الفنانين

فادي العساف، وهو مدرس في كلية فنون جميلة "دبلوم قسم الحفر" ومدرس في قسم الحفر، تحدث العساف عن مشاركته في المعرض والتي اعتبرها مكملة لمشاركة أصدقائه الفنانين الذين كان لديهم توجه ليعيدوا العمل على فن الأختام الذي يبلغ عمره 7 آلاف سنة، فكان لديهم اهتمام لإحياء هذا الفن السوري الهام، والذي لم يعد منتشراً كما في السابق، ومن المعروف تاريخياً أن الختم يطبع على أكياس المونة كتعويذات لكنه تطور ليصبح ختما خاصاً بالملوك يطبع على الرسائل أو الشمع الأحمر، وعليه تطور هذا الفن عبر التاريخ إلى أن الطباعة الحديثة، وأوضح أنه قبل تنفيذ الفكرة النهائية بقيت أفكارهم 6 أشهر على الورق وتحت التجريب باشراف الأستاذ طلال عبدالله الذي يعد من أهم الأساتذة إن لم يكن الوحيد الذين حافظ على هذا الفن.

وتابع فادي بأن عملهم كان جماعياً بامتياز فكل شخص كان لديه فكرة لكن هدفنا واضح ولدينا رؤية معينة لمشروعنا، وهو إدخال الختم إلى حياتنا اليومية؟ وكيف نقدم هذا الفن للأشخاص الذين لايعرفونه. وعليه كانت التصاميم المستخدمة من منابع سورية بحتة بداءً من الأبجديات السورية القديمة التي كانت في مناطق بلاد الشام من التدمرية إلى الصفائية إلى السريانية أو الآرامية، فأخذنا منهم الفكرة وشكل الحرف الذي هو عبارة عن تكوين مجرد، وكل واحد منا تلقاها وعبر عنها بشكل مختلف.

الفن للجميع

بدوره وصف أنس شحادات وهو من فريق العمل، الهدف من المعرض بانه رسالة موجهة تقول أن الفن ليس فقط لوحة. بل يمكن أن يكون أي شيء متداول في حياتنا اليومية، وبهذا نعيد الصورة الجمالية التي كانت تشتهر بها الأختام عبر التاريخ.

فمشروعنا موجه للجميع وليس حكراً على الفنانين .

سلاف ملاك وهي خريجة فنون جميلة تحدثت عن بداية الفكرة والتي كانت برأيها إعادة إحياء للتراث اللامادي في سورية، فكانت محاولتهم التي اعتمدت على التراث المحلي، بهدف تحويل أي شيء من حولهم إلى ختم ومن ثم إلى طباعة على القماش.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر