تنميط صورة الموظف الحكومي.. هل أخطأ وزير التربية؟!

تنميط صورة الموظف الحكومي.. هل أخطأ وزير التربية؟!

الصورة النمطية للموظف الحكومي التي تظهره كأفقر شرائح المجتمع، والذي: (تجوز عليه الحسنة والإكرامية)، لم تعد مجرد أقاويل تتناقلها ألسنة العامة، ويبدو أنها باتت تحظى برعاية رسمية، في ظل تخلف الحكومة عن زيادة رواتب موظفيها، وتحسين مستوى معيشتهم.

منذ عدة أيام ظهر وزير التربية د. دارم الطباع برفقة رجل أعمال يقال إنه سوري مغترب في إحدى دول الخليج يوزع "مبالغ مالية" على العاملين في تدقيق وتنتيج الأوراق الامتحانية لطلاب الـشهادات العامة في مبنى الوزارة، ضمن صالة يفترض أنه لا يدخلها إلا العاملين المختصين بهذا النوع من العمل.

صفحة وزارة التربية الرسمية على فيسبوك نشرت الخبر وأرفقته بمجموعة صور تظهر الوزير ورجل الأعمال يتناوبان على مناولة العاملين "ظرف أبيض اللون" وجلهم من المدرسين، بطريقة بدت استعراضية، التكريم وفق الخبر الرسمي شمل 300 عامل.

بينما نشرت صفحة "مؤسسة المثقال" التابعة لرجل الأعمال الشيخ محمد المثقال الذي كان برفقة الوزير فيديو لعملية توزيع المكافآت، الخجل بدا واضحاً على وجوه بعض العاملين والعاملات، بينما كان الوزير ينبه العاملات بعدم مناولة بعضهن"الظرف" كي لا يحدث خطأ!.

وفي فيديو مماثل نشرته "مؤسسة المثقال" أيضاً يظهر رجل الأعمال المذكور هذه المرة برفقة مدير تربية دمشق، الأخير قدمه لأساتذة الرياضيات الذين تميزوا هذا العام وفق قوله فكان لا بد من تكريمهم، المدير كان بدأ تقديم صاحب التكريم بعبارة: "المعلم دائماً هو الجندي المجهول"!.

منشور وزارة التربية وفيديو مؤسسة المثقال أثارا ردود فعل متباينة حول هذا التصرف، فالبعض اعتبره إمعاناً في إذلال الموظف الحكومي، وأخرون انتقدوا دخول شخص من خارج المؤسسة التربوية إلى قاعة يتم فيها تصحيح وتدقيق نتائج طلاب الشهادات.

الدكتورة انصاف حمد رئيسة هيئة شؤون الأسرة السابقة شاركت منشور وزارة التربية على حسابها في فيسبوك وعلقت: "يستحق معلمونا التكريم المادي والمعنوي، لكن ليس بهذه الطريقة الاستعراضية والتصوير، وأضافت: "هذا ليس تكريماً، هذا إذلال وإهانة، فضلاً عن أنه استنسابي.

وتساءلت: "منذ متى نسمح لأشخاص أو كيانات باختراق مؤسساتنا؟، ألم يكن من الممكن أن يتم ذلك بطريقة أخرى تحفظ ماء الوجه على الأقل، وتابعت: "لا تهرقوا برعونتكم ما تبقا من كرامتنا وعزة نفسنا، مطالبةً الوزير بحف الخبر والصور: "معالي الوزير أضعف الإيمان بعد هذا الخطأ الجسيم أن تحذف المنشور من صفحة الوزارة وتعتذر للأساتذة الذين تم تصويرهم بهذه الطريقة المهينة.

الكاتب السياسي سركيس قاصرجيان (المتخصص في الشؤون التركية) شارك إحدى الصور عبر حسابه في فيسبوك وأرفقها بتعليق: لهلا ما لقيت تفسير منطقي لهالصورة، معظم التعليقات على منشوره انتقدت هذا التصرف من وزير التربية!.

بينما رأى الدكتور الباحث أمجد بدران أن الوزير بهذا التصرف ساهم بإيصال فكرة مفادها: "ان أستاذ المدرسة يتلقى البخشيش"،  وتساءل مخاطباً الوزير: "قل لي يا سيادة الوزير كيف تطلب من الاستاذ أن لا يأخذ المال من أي كان؟ كيف تطلب منه النزاهة في أي شيء؟! كيف تطلب منه الكبرياء؟!.

يذكر أن التعويضات التي يتقاضها العاملون في العمليات الامتحانية زهيدة، رغم أنهم يبذلون جهوداً مضاعفة ويداومون في أوقات العطل الرسمية.

برأيكم هل أخطأ وزير التربية بهذا التصرف؟.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني