في حديث مع المشهد.. الفنانة صباح السالم ترشح سلاف فواخرجي وسلاف معمار لتأدية شخصيتها

حوار: باسل حاجولي - متابعة حسن فخور

استذكرت الممثلة السوورية صباح السالم علاقتها بالسينما التي بدأتها بفلم الحدود بـشخصية الصحفية، لينطلق اسمها من خلاله إلى تونس من خلال مشاركة الفيلم بمهرجان قرطاج السينمائي، وقالت  في حديث للمشهد إن انطلاقتها التلفزيونية كانت بإدارة المخرج الراحل علاء الدين كوكش (1942_2020)، ورغم اعتراف "السالم" بفضل التلفزيون عليها لجهة تقديمها للجمهور، إلا أنّها أكّدت عشقها للسينما على اعتبار أن السينما لها نكهةٌ خاصة، فهي تدون تاريخ الفنان أكثر من التلفزيون وفق رأيها.

وأشارت السالم إلى أنها تعاونها مع المؤسسة العامة للسينما للمرة الأولى كان من خلال فيلم "نجوم النهار" الممنوع من العرض إنتاج عام 1988، والثاني بعد خروجها من السجن من خلال فيلم "رمانية" الذي يطرح القضية الفلسطينية، وقدمت "السالم شخصيتها حسب قولها كدعمٍ للمخرجة الشابة، نتيجة إعجابها بالنص عموماً وشخصيتها خصوصاً، مؤكدةً استعدادها الدائم لتقديم الدعم للمشاريع الشابة، خاصةً وأنّها دائماً ما تطرح فكرةً وتقدم رسالة ما.

وعن تجربتها مع المخرج علي الإبراهيم في فيلم "أبيض وأسود"، أكّدت "السالم" أنّ علي مخرجٌ مثقف، ذكي، صاحب رؤية مدروسة، يعرف تماماً ماذا يريد من الممثل، ويهتم بتفاصيل الشخصيات الثانوية كما يهتم بالشخصيات المحورية، متمنيةً تكرار التجربة معه في فيلمٍ روائي طويل، وتحدثتْ "السالم" عن شخصية الأم التي تدفعها ظروف الحرب لتكون قاسيةً مع أبنائها حرصاً عليهم، مؤكدةً متعتها بالشخصية كونها تعتمد على ملامحها ونظراتها في تجسيد الشخصية أكثر من الحوار.

وانتقدت "السالم" ما قالت إنه تنميط لدور الأم في الأعمال الفنية، من خلال إظهارها بالامرأة الكبيرة والعاجزة عن اتخاذ أي موقفٍ أو فرض تأثيرٍ على محيطها، ودعت الكتّاب السوريين لمنح الأنثى السورية حياتها الواقعية بعيداً عن تنميطها، مؤكدةً أنَّ هناك شخصيات واقعية لو كتبت قصصها بطريقةٍ محترفة لتركت بصماتٍ مهمةٍ، مستشهدةً بالسينما العالمية التي قدمت كبار السن كأبطالٍ حقيقيين في فيلم "سوناتا الخريف" عام 1978.

وعن أكثر الأسماء السورية التي تنجح بتقديم دور الأم من وجهة نظر صباح السالم، رشحتْ كلاً من نادين خوري التي تؤدي شخصيةً مختلفةً في كل عملٍ تقدمه، واعتبرتها محظوظةً بأدوار الأمومة التي تُقدَم لها، إلى جانب صباح الجزائري التي لفتت نظر "السالم" بانتقالها من مرحلة الصبا إلى الأمومة بشكلٍ جميل، ووفاء موصللي مؤكّدة أهمية موهبتها رغم محاولة حصرها بالأدوار الشعبية، وفق تعبير "السالم".

وفي سياقٍ متصل، تحدثت "السالم" عن دورها السطحي في الجزء الثاني من مسلسل "كسر عضم" بشخصية الجدة، وأكّدت أنّها عملت على تغيير مساحة الشخصية وأهميتها تماماً مع المخرج كنان اسكندراني، وتحدثت عن أهم الأعمال التي لفتت نظرها خلال رمضان الماضي، معتبرةً أنَّ المخرجة رشا شربتجي احتلت الصدارة بمسلسل "مربى العز" الذي كان أول تعاونٍ بينهما، مؤكّدةً أنَّ "شربتجي" فاقت كل توقعاتها وما سمعته عنها من اعتنائها بأدق التفاصيل وأصغر المشاهد، آسفةً على اضطرار الممثل القبول بخوض بعض التجارب رغم عدم رضاه عنها، نتيجة حاجته للأموال، كون الدراما غالباً هي مصدر دخل الفنان الوحيد، وأكّدت على اعتذارها عن أحد الأعمال مؤخراً، بعد أن فشل النص بإقناعها بأداء الشخصية.

وعن دخولها عالم السوشيل ميديا الذي يعتمد عليه بعض الفنانين كمصدر دخلٍ ثانوي، رفضت القديرة صباح السالم الفكرة تماماً، مؤكدةً أنّها تملك حسابين على كلٍ من منصتي "فيس بوك" و "إنستغرام" تستخدمها في المناسبات فقط، معتبرةً أنَّ ما يُقدَم على بعض المنصات سخيف واستهلاكي ويصل إلى حد الابتزاز أحياناً، أما عن تواصلها الاجتماعي مع زملائها أكّدت على تطبيق "واتس آب" الذي تستخدمه للتواصل الدائم مع النجمة أمل عرفة، مؤكدةً أنّها صاحبة الفضل بترشيحها وعودتها للعمل الدرامي، إلى جانب النجمة سوزان نجم الدين.

وبالحديث عن سيرتها الذاتية في حال انتجت كعمل فني (درامي أو سينمائي)، رشحت صباح السالم كلاً من النجمتين سلاف فواخرجي وسلافة معمار لتؤديان شخصيتها، كونهما الأقرب إليها من ناحيتي الشكل والإحساس، وأكّدت أنَّها ستختار الفنانة رغدة فيما لو كانت أصغر منها بكثير، بسبب الشبه الكبير بينهما، وتمنت السالم أن تؤدي شخصية صدفة التي جسدتها "رغدة" في فيلم الحدود،  مؤكدةً فخرها بالعمل مع الفنان القدير دريد لحام، وأهمية أن يقدمها مسرحي مهم مثله إلى السينما بطريقةٍ جميلة.

يذكر أن الفنانة صباح السالم (مواليد حمص 1957) غابت عن الوسط الفني لسنوات طويلة بسبب دخولها السجن بقضية تعاطي مخدرات، قالت في أحد لقاءاتها بإنها ملفقة، وهي خريجة كلية الصيدلة عام 1978 من جامعة دمشق، وسطع نجمها بعد مشاركتها في فيلم " الحدود" عام 1984 بجانب الفنان دريد لحام ، وبعده شاركت بفيلم مع الشيطان عام 1993، والعديد من الأفلام والمسلسلات التي ساعدت على شهرتها بشكل كبير.