تعميم من وزير الصناعة السابق يحرم العامل من حق الاستقالة..محامي يؤكد: الحبس من ثلاثة أشهر  لسنتين عقوبة الموظف الذي يعوق أو يؤخر تطبيق القوانين

تعميم من وزير الصناعة السابق يحرم العامل من حق الاستقالة..محامي يؤكد: الحبس من ثلاثة أشهر لسنتين عقوبة الموظف الذي يعوق أو يؤخر تطبيق القوانين

قالت صحيفة "تشرين" المحلية أنه في إجراء غير قانوني، ألغت وزارة الصناعة عبر "تعميم" نصاً قانونياً، وحرمت العاملين لديها حتى من تقديم طلب استقالة، إلّا ضمن حالات ضيقة.
التعميم الذي أصدره وزير الصناعة السابق زياد صباغ، في شهر آب 2022، وبقي سارياً في عهد الوزير الحالي، عبد القادر جوخدار، يطلب من مديري المؤسسات التابعة "عدم رفع طلبات الاستقالة"إلى الوزارة، وهو ما يخالف نصاً في قانون العاملين الأساسي، و"يعد تجاوزاً على مبدأ سيادة القانون"، حسبما يصفه المحامي عارف الشعال.

وبحسب الصحيفة لا يستثني التعميم حتى من أمضى سنوات في الخدمة الاحتياطية، وتم منحهم عامين في الوظيفة مقابل كل عام أمضوه في الاحتياط نظراً للظروف القاسية التي مرّوا بها، وفترة الخدمة التي طالت كثيراً، لكن ومع طريقة عمل وزيري الصناعة، أصبحت تلك السنوات في مهب الريح.

وذكرت الصحيفة أن مئات الطلبات كما يظهر من عدد الأضابير المتكدسة أمام مكاتب العاملين في مديريات التنمية الإدارية لعمال يريدون التقاعد من عملهم، تم التقدم بها منذ أشهر وربما منذ صدور التعميم الذي يحصر قبول أي طلب استقالة بمن يحقق شرطي العمر وسنوات الخدمة (30 عاماً في الخدمة، وبعد أن يتجاوز العامل 55 عاماً).
ويمكن لأي متابع للموضوع أن يصادف يومياً عشرات المراجعين الذين يتوسلون لمن يساعدهم في تسيير طلبهم ولكل أسبابه، وليس أقلها البحث عن عمل آخر يؤمن لهم بعضاً من تكاليف الحياة بعدما صارت الأجور تكاد لا تغطي تكاليف الطعام لبضعة أيام.

وقالت الصحيفة أن بعض الطلبات تعود من مكتب الوزير كما ذهبت، وعند الاستفسار يجيبون أنها ما زالت "للتريث" وتعني عدم البت في الموضوع سلباً ولا إيجاباً، أو كما يسميها موظفون في الموارد البشرية "تنييماً".، ليبقى هؤلاء الموظفون في وجه مراجعين يعتريهم القلق أحياناً، والغضب وقلة الحيلة أحياناً أخرى.

مصادر في الوزراة أكدت للصحيفة أن الصناعة مضطرة لهذا التصرف، لأن أعداد المتقدمين للاستقالات كبير جداً، وأن الموافقة على كل الطلبات تعني تفريغ الشركات من كوادرها.وعن أسباب عدم قبول طلبات الراغبين بالاستقالة وتوظيف موظفين جدد، بيّن المصدر أن المسابقات التي أعلنوا عنها لم يتقدم إليها إلّا أعداد قليلة جداً لن تعوض التسرب الذي سيحصل في حال تم فتح باب الاستقالات.

وعن مدى توافق ذلك الإجراء مع القانون، قال المحامي عارف الشعال لللصحيفة إن كتاب وزير الصناعة رقم 2432 تاريخ 24/ 8/ 2022 الذي طلب من المديرين العامين للمؤسسات العامة الصناعية عدم رفع طلبات الاستقالة للوزير إلّا في حالات ضيقة جداً مذكورة بالكتاب نفسه، مخالف للفقرة /ب/ من المادة 133 من نظام العاملين الأساسي في الدولة الصادر بالقانون رقم 50 لعام 2004، التي توجب على الوزير البت في طلب الاستقالة إما بالقبول أو الرفض خلال ستين يوماً من تاريخ تقديمها.

وأضاف الشعال إن هذا الكتاب الذي يحرم العامل من حقه الذي كفله القانون بتقديم الاستقالة وقتما يريد، يعد انتهاكاً لمبدأ سيادة القانون الذي يعدّ أساس الحكم في الدولة حسب المادة 50 من الدستور، لكونه يتضمن تعطيلاً صريحاً لنص قانوني!

ومن جهة أخرى من المرجح أن يترتب على الوزير والمديرين العامين، في حال تنفيذ مضمون الكتاب المذكور، المسؤولية الجزائية المنصوص عليها في المادة 361 من قانون العقوبات التي تعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين كل موظف يستعمل سلطته أو نفوذه مباشرة أو بشكل غير مباشر ليعوق أو يؤخر تطبيق القوانين، وهي جريمة (إساءة استعمال السلطة والإخلال بواجبات الوظيفة).

تشرين- يسرى ديب

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني