صحيفة حكومية تبحث في تحسين معيشة المواطن بدون زيادة الرواتب!!

صحيفة حكومية تبحث في تحسين معيشة المواطن بدون زيادة الرواتب!!

ذكرت صحيفة "تشرين" المحلية ان العاملين في الدولة لن يسعدوا  عندما يسمعون وجهة نظر اقتصادية تشير إلى أن زيادة الرواتب تعد كارثة وانتحاراً للاقتصاد السوري!

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن خبراء فإن حلّ المشاكل النقدية أهم بكثير من زيادة الرواتب، لأن حل المشاكل النقدية ورفع القوة الشرائية لليرة هو في حدّ ذاته رفع للراتب فعندما يتم النهوض بقدرة الدخل على الاستهلاك يعني زيادة حقيقية للراتب.

الصحيفة نقلت عن خبراء اقتصاديين افكار وصفتها بانها خارج الصندوق وذلك لتحسين الدخل من دون زيادة الرواتب زيادة سلبية أو طباعة عملة جديدة، أو رفع أسعار المحروقات.

الخبير الاقتصادي جَورج خزام طرح في حديثه مع الصحيفة  فكرة تخفيض أسعار الأعلاف للدواجن والأبقار، الذي سيؤدي لانخفاض سعر الفروج والبيض واللحمة الحمراء ومشتقات الألبان والأجبان لأكثر من النصف، وعليه فإن انخفاض أسعار هذه المواد سيشكل بعض الزيادة من هذا الوفر لشراء بقية المستلزمات الاستهلاكية.

وأضاف خزام إنّ انخفاض سعر العلف يسمح للمستهلكين بمضاعفة الكميات التي يستطيعون شراءها بالمبلغ المخصص لها نفسه، وإذا كان الشخص يشتري شهرياً 2 كغ لحمة و2 كغ فروج، فبعد انخفاض السعر سيتمكن بالمبلغ السابق نفسه من شراء 3 كيلو من كل نوع.

كما أن انخفاض أسعار تلك المنتجات المرتبطة بالعلف سيؤدي لزيادة الطلب، و معه زيادة عدد المداجن وزيادة عدد مربي الأبقار وزيادة الإنتاج، وتصدير الفائض و الاستغناء عن استيراد الحليب البودرة، ومعه انخفاض البطالة و انخفاض سعر صرف الدولار.

واقترح خزام أن يتم تقديم طلب رسمي لإحدى الشركات الروسية لإنتاج الأعلاف وأن تفتح فرعاً لها في سورية، أو أن تقوم وزارة الزراعة، أو وزارة التجارة الداخلية باستيراد العلف من روسيا القادرة على إيصاله لأرض المرفأ لأسباب تتعلق بالأمن الغذائي للبلد و إغراق السوق بالعلف بسعر التكلفة

أما الاقتراح الثاني الذي قدمه خزام للصحيفة فهو زيادة القوة الشرائية للرواتب الضعيفة عن طريق الكهرباء.

والفكرة التي يقترحها خزام أن تأمين الكهرباء سيسهم في زيادة الإنتاج بالمصانع، وزيادة العرض بالأسواق، وبالتالي تخفيض الأسعار وتصدير الفائض و إدخال الدولار وهذا يؤدي لانخفاض سعره.

الخبير الاقتصادي والمصرفي عامر شهدا اعتبر في حديثه مع الصحيفة أن أي زيادة للرواتب في ظل التضخم الجامح هي زيادة خلبية، لأن التضخم وارتفاع الأسعار سيمتص الزيادة ونعود لنقطة البداية.

واكد أنه يجب العمل على رفع القوة الشرائية لليرة السورية ولجم التضخم، ورفع قدرة الدخل على الاستهلاك، ورفع الطلب في الأسواق، لزيادة الإنتاج والتصدير ومن دون ذلك زيادة الرواتب لا معنى لها.

وبيّن للصحيفة أننا أمام خيارات تحدد أيهما الأهم: وضع سياسة نقدية ترفع القوة الشرائية لليرة، وتلجم التضخم وترفع قدرة الدخل على الاستهلاك.

واشار شهدا في حديثه مع الصحيفة إلى حيثيات ذات صلة بالسياسة النقدية يجب علاجها قبل رفع الرواتب منها تشخيص مشكلة وجود كتل نقدية من الليرة السورية غير معروفة الحجم في المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة، وبالتالي خارج رقابة المصرف المركزي.

وهناك كتلة نقدية من الليرات السورية في أسواق الدول المجاورة أيضاً، ودليله على ذلك أن مساعدات الأردن لسورية عند حدوث الزلزال كانت على شكل حملة تبرعات بشراء الليرة السورية من الأسواق الأردنية.

وأشار شهدا أنه لا يكفي قول المالية إنّ زيادة الرواتب متوقفة على زيادة الموارد، فزيادة الموارد تحتاج إلى حركة في الإنتاج، والواقع أن هناك تراجعاً في الإنتاج، ودليل ذلك تراجع قيم الاستيراد والتصدير، والنتيجة تراجع موارد خزينة الدولة وهذا يؤثر في سياسة رفع الرواتب إن وجدت.

ونصح شهدا في حديثه مع الصحيفة عدم تكرار تجربة رفع الدعم في ظل غياب سياسة رفع الدعم، لأن الوفورات التي تحدثوا عنها من سياسة رفع الدعم خلبية، وأن عجز الموازنة سببه الهدر الذي قدر نسبته بما لا يقل عن 50% من عجز الموازنة.

وبيّن شهدا أن الموضوع يحتاج إلى إبداع في الحلول، وليس لزيادة رواتب تسعد الناس ليومين، وفي اليوم التالي تبدأ المطالبة بزيادة مجدداً! فالواقع يتطلب العمل على إصلاح الوضع النقدي قبل التفكير بزيادة الرواتب.

صحيفة تشرين 








 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني