ناقد فني : مسلسل "الزند" تراجع صادم لبداية رائعة

اعتبر الصحفي والناقد السينمائي خليل حنون أن مسلسل "الزند-ذئب_العاصي" (تأليف عمر أبو سعده، إخراج سامر_برقاوي) قد أصابته لعنة مسلسلات رمضان، وهي لعنة الانطلاق الرائع ثم التخبط والضعف من بعد حلقاته الأولى والخامسة تحديداً، وبدأ  بالتفكك والتراجع في تماسك سرده، والاعتباطية والعشوائية بدأتا بالظهور.

 حنون اوضح في منشور له على صفحته فيس بوك ان المسلسل أصبح يعرض مشاهد لا توظيف مفهوم لها، يتم التقديم لها والتمهيد بزخم واستعراضية، ثم لا شيئ! لا حضور لها في مسار الحدث الدرامي لاحقاً ولا أثر  في العلاقة بين الشخصيات ولا إضافة مفهومة لأي تطور أو صراع للشخصية المعنية، ومنها مشهد لقاء الزند والباشا، ومشهد الحفلة الذي ظهر فجأة وملأَ الوقت لتطرد في نهايته "نجاة". 

وأضاف : "في المقابل هناك ابن الشخصية التي يؤديها "#فايز_قزق"، يقرر قتل الزند(تيم حسن) وهو لا يعرف شكله ومكانه. وفجأة في مشهد آخر نراه أمام الزند يطعنه. كيف اهتدى لمقرّ الزند السري في الجبال؟ وكيف عرف أن هذا الشخص هو الزند وبهذه السهولة والسرعة؟ هذه الأمور كان بالإمكان بناء حلقة كاملة عنها في البحث والتقصي والرصد ورفع حالة من التشويق". 

وتابع في منشوره :" كيف تظهر "شمس" (رهام القصار) بكامل أناقتها هكذا بسرعة، وكأن المسافة بين قصر الباشا ومقر الزند السري هو مسافة بين عمارتين في حي واحد. فالمسلسل عرض لنا كيف الزند قطع مع اخته مسافات طويلة حتى وصل لقرية أبو صالح وكيف اجتاز النهر، ومن هناك راح واختبأ في الجبال. فكيف وصل خبر طعن الزند وبسرعة إلى شمس؟ هل لديها جاسوس أو شخص ينقل لها الأخبار؟ هل لديها سيارة فيراري للتنقل؟ وهل ليس لديها أهل وباشا ليلاحظوا ويسألوا عن هذه الغيابات الطويلة؟!! ثم لماذا يعاملها الزند بهذا الجفاء وهي أهم عنصر في صراعه ضد الباشا؟!!!". 

 واضاف حنون :" أين صالح(#مجد_فضة)، حلقة كاملة والحوار والصراع حول صالح المسجون، ثم الحلقة التي بعدها لا كلمة ولا حرف له علاقة بصالح وكأنه كان برغشة في حياة أهله وأهل ضيعته وصديقه الزند وكاتب السيناريو؟!!! ".

واستعرض حنون في منشوره بعض الاخطاء التاريخية التي بدأت تتوالى، فالأحداث يفترض أنها تدور في سبعينات القرن التاسع عشر يعني في ١٨٧٦ (بحسب كلام المخرج ) ويومها لم يكن هناك أي معرفة بالفيلسوف الألماني #نيتشه فكيف يتشدق بذكره الزند؟ ويومها لم تكن الهجرة السورية لأميركا قد بدأت وانتشرت حتى يقرر ابن (فايز قزق) قتل الزند للحصول المكافأة للسفر ولقاء حبيبته "ريما" في أميركا. ثم اسم "ريما" لم يكن معروفاً وموجوداً في ذلك الزمن، وخاصة بين أهل القرى، اسم ريما ظهر وانتشر في خمسينات وستينات القرن الماضي. 

حنون اكد ان الأخطاء  في العمل كثيرة وتتوالى، والسمة العامة له هي العشوائية في الانتقال من مكان لمكان ومن حدث لحدث دون تمهيد واضح أو مقنع،وكأن حلقة المسلسل بدأت تتحول لمجموعة من السكتشيهات وليس لسردية واحدة متماسكة كما بدايات المسلسل. وبتنا نلاحظ أيضاً ظهور بعض الأخطاء الفنية في المونتاج والتحول من مشهد لآخر.