خبير افتصادي يدعو المصرف المركزي لتوظيف الدولارات الواردة خلال شهر رمضان بتمويل المستوردات والاستغناء عن منصة التمويل
-
المشهد - 2023/03/16
- 586
قال الخبير الاقتصادي شفيق عربش لصحيفة "البعث" المحلية أن الخطوة التي اتخذها البنك المركزي في رفع سعر الحوالات كانت متأخرة، وكان المفروض أن تحصل منذ عامين أو أكثر، ففي العام الماضي انخفضت قيمة الحوالات القادمة من الخارج وقدّرت بحدود 7 ملايين دولار يومياً، والفرق بين السعر الرسمي والسوق السوداء كان كبيرا وصلت نسبته إلى أكثر من 60 بالمئة، كانت بمعظمها تذهب من خلال قنوات غير نظامية، وهذا ما انعكس سلبياً على العائلات والأسر المستفيدة من الحوالات بانخفاض قيمتها، وصارت بالتالي غير قادرة على تأمين متطلباتها المعيشية، كون نسبة العائلات المستفيدة من الحوالات ليست بالقليلة وقد تصل إلى أكثر من 65% من المجتمع السوري، ما يعني أن تسعيرة الحوالات النظامية كانت بعيدة كثيراً عن أرض الواقع، لكن عامل الأمان اليوم صار للمواطن أفضل من السابق، حيث قلّت المخاطرة، والحوالات باتت قريبة من السوق الموازية عبر انخفاض الفرق بين السعرين.
وبيّن عربش للصحيفة أن كمية الحوالات، حسب المعتاد، تزداد في شهر رمضان بأكثر من 25 بالمئة، ومن الطبيعي أن هذه النسبة ستؤثر إيجاباً على حركة الأسواق والطلب على السلع، وتساعد بالتالي على تحسين الدخل المعيشي، لكن للاستفادة من هذه الخطوة – حسب قول عربش – لا بدّ من مواكبتها بإجراءات ضرورية وحتمية من البنك المركزي يستطيع من خلالها توظيف كميات الدولار الواردة بتمويل المستوردات للاستغناء عن منصة التمويل بشكل نهائي، ولاسيما أن البنك المركزي يجب أن يكون مستعداً لقطع الطريق على المضاربين في حدوث قفزات سعرية أكبر، فهذه الخطوة تحتاج لقرارات جريئة تساعد الأسواق على التحرك والدوران.
وحول الخطوات التي يجب أن يقوم بها المركزي، أشار عربش إلى إجراءات مركزية متتالية ومترابطة بتحريك قيمة الحوالات، ففي كلّ فترة يجب أن يقوم المركزي بدراسة الأسواق ومعرفة الطلب والعرض، ليتمّ من خلالهما تحديد هذه القيمة بشكل واقعي، ويعدلها البنك المركزي عندما تقتضي الحاجة للتغيير، فالسعر الموحّد للأسواق يضبطها من ناحية، ويحسّن القدرة الشرائية ويساهم في تحريك الاقتصاد من ناحية أخرى.
