رياض المغير .. ديناميكي المهمات الصعبة (صور)
ديرالزور - مالك الجاسم
ابن التاسعة والأربعين ربيعاً ، قضى سنوات طويلة منها في إخماد الحرائق والإنقاذ ، فبات له حضوره في محافظة ديرالزور ، يعرفه الصغير والكبير ، لا يفكر طويلاً حينما يناديه الواجب ، فيسارع لخدمة أبناء بلده ، في جعبته الكثير من الحكايا التي تستحق أن تكون في دفاتر التوثيق .
إنه رياض المغير رجل الإطفاء والمنقذ الذي شارك في إخماد الحرائق إلى جانب زملائه ، وأنقذ العشرات من الغرقى ، وأوكلت له عدد من المهمات الصعبة ، فنجح بها .
تركنا له مساحة الحديث ليعود بذاكرته سنوات للوراء فيقول:
ما زلت أتذكر عندما كنت موجوداً في محافظة اللاذقية لاتباع دورة في الغطس والإنقاذ ، وتمّ إبلاغنا بوجود حالة غرق في بئر على عمق أكثر من 40 متراً، وتصديت لهذه المهمة برغم خطورتها ، وبالفعل نزلت إلى البئر وقمت بإخراج جثة الرجل ، وتمّ تكريمي من قبل وزير الإدارة المحلية آنذاك ، ومن قبل محافظ اللاذقية ومحافظ دير الزور وقائد فوج الإطفاء في اللاذقية .
أما الحادثة الثانية التي أتذكرها فهي عندما تمّ إبلاغنا بوجود حادث لشاب في بئر على عمق 167 متراً في منجم ملح دير الزور ، ووجود الجثة على هذا العمق وكانت الساعة الحادية عشرة ليلاً، وعلى الرغم من خطورة الوضع والعمق الكبير إلا أنّني تصديت لهذه المهمة ، وقمت بواجبي وأخرجت جثة الشاب ، وكذلك قمت بإخراج طفل من بئر ارتوازي وهذا الطفل تمّ إخراجه حياً ، حيث استغرقت عملية إخراجه من البئر سبع ساعات.
ويتابع المغير حديثه ويقول : على الرغم من الظروف الصعبة التي عانت منها محافظة دير الزور أثناء فترة الحصار من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة ، فضلت البقاء لمتابعة واجبي في عملي المسند إلي ، وأثناء وجودي كنت أقوم بتنظيف أحواض المياه ، وتعاملت وبقية زملائي مع العديد من الحرائق ، وكذلك قمت بإخراج عدد من الغرقى ، لكن الحادثة الأخطر في الحرائق كانت عندما شبّ حريق في أحد المطاعم ، وكان فيه أثنتا عشرة أسطوانة غاز ، وتعاملنا مع هذا الحريق الكبير وسيطرنا عليه ، وبعد الانتهاء من إخماده تمّ إسعافي نتيجة الإرهاق والتعب .
وخلال سنوات عملي تعاملت مع أكثر من 450 حالة غرق ، وقمت وزملائي بإخماد أكثر من 1500 حريق ، إضافة إلى تدريبي لعدد من المتطوعين بدير الزور.
وختم المغير حديثه بتوجيه الشكر لكل من وقف معه ، والشكر لموقع " المشهد " الذي سلط الضوء على مسيرته في العمل.