بقيمة 286 مليار دولار: تسلا الآن شركة السيارات الأكبر قيمة في العالم

بقيمة 286 مليار دولار: تسلا الآن شركة السيارات الأكبر قيمة في العالم

المشهد - شركات

استطاعت شركة تيسلا لصناعة السيارات الكهربائية أن تتفوق على شركة تويوتا عالميًا لتصبح الشركة رقم واحد في عالم السيارات من حيث القيمة السوقية منذ 1 يوليو/ تموز 2020.

ورغم أن مبيعات شركة تويوتا تتجاوز 10.7 مليون سيارة وتيسلا مبيعاتها لم تتجاوز 367.6 ألف سيارة في عام 2019، إلا أن القيمة السوقية لتيسلا تزيد 40% عن قيمة تويوتا البالغة حوالي 204 مليار دولار حتى 10 يوليو/تموز، فلماذا قيمة تيسلا أعلى وماذا يرى المستثمرون في الشركة حتى تبلغ قيمتها حاليًا 286 مليار دولار؟
بداية تيسلا وخطتها للوصول إلى اليوم؟

شركة تيسلا تأسست في عام 2003 بهدف واضح وهو إنتاج سيارات كهربائية في عالم لا يوجد فيه أى سيارة كهربائية.

وأدرك الشريك المؤسس للشركة إيلون ماسك وفريق عمل تيسلا بأن تكلفة إنتاج السيارات الكهربائية سوف تكون عالية وبذلك من الممكن أن يفشل المشروع.

عندها كان الحل السحري من الشركة بالبدء في إنتاج سيارات كهربائية تستهدف أصحاب الدخل العالي والقادرة على تحمل تكلفة الانتاج العالية إلى جانب هامش ربح الشركة والانتظار سنوات حتى تستطيع الشركة تدريجيًا انتاج عدد أكبر من السيارات الغير فارهة والتي تستهدف الجميع وبالتالي تستطيع منافسة شركات السيارات الأخرى.

وبدأت الخطة عبر إنتاج الطراز الفاخر الموديل S في عام 2012 حيث كان يركز هذا الموديل على إبراز هوية تيسلا والتكنولوجيا الموجودة بها أكثر من تركيزها على فخامة الجلد او المميزات الاخرى الموجودة في السيارات الأخرى، رغم أن سعر السيارة كان يعتبر عالي نسبيًا

لكن الشركة كان تركيزها على تقديم سيارة كهربائية ممتازة وتكنولوجيا عالية لجذب الجمهور المستهدف وهم أصحاب الدخل العالي وغالبا ممن لديهم مستوى تعليم عالي وإدراك بأهمية المحافظة على البيئة وهي من أبرز مميزات السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة.

وبالفعل نجحت الخطة واليوم أصبحت تيسلا تنتج الموديل 3 والذي يستهدف شريحة أكبر من العملاء ويبدأ سعره من 35 الف دولار، مما يمنح الشركة الفرصة لزيادة مبيعاتها بشكل كبير لأن الجمهور المستهدف أكبر من الموديل S الذي يبدأ سعره من 75 ألف دولار، مما يعطي الشركة فرصة للاستحواذ على حصة سوقية أكبر.
حصة شركة تيسلا في عالم السيارات؟

وفقا لشركة الأبحاث Statista، تم بيع اكثر من 75 مليون سيارة عالميًا خلال عام 2019، بينما يقدر حصة السيارات الكهربائية منها بحوالي 2.8% أو2.1مليون سيارة، وفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة (IEA).

تيسلا باعت 367.6 الف سيارة في 2019 مما يعني بأن حصتها العالمية في سوق السيارات لا تتجاوز 0.5% ولكن حصتها من سوق السيارات الكهربائية سريع النمو عالميًا تصل الى 17.5%.

تتصدر تيسلا حاليًا فئة أكثر السيارات الكهربائية مبيعًا في أميركا وكذلك تمتلك حصة قيادية في قطاع السيارات الكهربائية عالميًا

وصولهم إلى بيع مليون سيارة سوف يعني زيادة حصتهم وبشكل كبير في السيارات الكهربائية وبداية دخولهم للتنافس مع اسماء عملاقة في عالم السيارت مثل مرسيدس والتي تبيع حوالي 2.34 مليون سيارة و BMW التي تبيع 2.17 مليون سيارة وAudi التي تبلغ مبيعاتها 1.85 مليون سيارة سنويًا مع العلم بأن هذه شركات معروفة عالمية وقائدة في قطاع السيارات الفاخرة ،بينما التنافس مع شركات مثل تويوتا والتي تبيع 10.7 مليون سيارة سوف يتطلب وقت اطول.


ماذا يرى المستثمرون في تيسلا؟

تيسلا في عام 2019 نجحت في بيع أكثر من 367.6 ألف سيارة وهو رقم قياسي للشركة ويشكل نمو كبير عن أرقام 2016 والتي كانت تقل عن 77 الف سيارة الشركة، وكانت الشركة تستهدف بيع 500 ألف سيارة في عام 2020 ولكن بسبب جائحة كوفيد-19قد يصعب تحقيق هذا الرقم، رغم أن الشركة بنهاية مارس الماضي تمكنت من تحقيق أفضل أداء لها على الإطلاق خلال الربع الأول حيث أنتجت أكثر من 103 ألف سيارة وباعت 88,400 سيارة.

النمو العالي في أخر 4 اعوام بالإضافة إلى زيادة الشركة لمصانعها عبر إضافة مصنع جديد مثل مصنع شانغهاي Gigafactory 2 في 2018 والذي يصنع 3000 سيارة أسبوعيًا موديل 3 حاليًا ومصنع برلين Gigafactory Berlin المفترض الإنتهاء منه قريبًا سوف يعطي الشركة القدرة على زيادة الطاقة الاستيعابية والوصول إلى مليون سيارة سنويًا وأكثر.

المستثمرون يرون بأن فرصة تيسلا في النمو من 367 الف سيارة سنويًا الى مليون سيارة ممكنة. نتحدث عن نمو في حدود 3 اضعاف في المستقبل القريب. خصوصًا وأن خطط بناء المصانع سريعة ومصنع شانغهاي يصنع 150 الف سيارة سنويًا والخطط لزيادة الطاقة الاستيعابية مستقبلا إلى 250 ألف سيارة سنوية، وكذلك مصنع برلين يستهدف 500 الف سيارة سنويًا. هذه المصانع بالاضافة الى مصنع نيڤادا الاصلي Gigafactory 1 سوف يعطي الشركة الفرصة لتجاوز مليون سيارة سنويًا

ونجحت تيسلا من خلال بيع 367.6 الف سيارة في 2019 في حصد إيرادات تتجاوز قيمتها 24.6 مليار دولار لكن المستثمرين حاليًا يحسبون الإيرادات المستقبلية لبيع مليون سيارة والتي من المتوقع أن تكون 3 اضعاف نظرا لتحسن إجمالي هوامش الربح السنوية للشركة والتي بلغت حاليا 25.5%، مقارنة بـ22.7% لشركة تويوتا

تسعير اليوم من قبل المستثمرين هو قرار لن تتضح رؤيته إلا في المستقبل

تجاوزت قيمة شركة تيسلا ربع تريليون دولار (286 مليار دولار) ومازال سهم الشركة يحطم أرقامًا قياسية،رغم أن إيلون ماسك نفسه سبق وأن حذر من ارتفاع سهم تيسلا في 1 مايو/أيار بتغريدة قال فيها بأن "السعر عالي جدا في نظره الشخصي" السهم وقتها كان يتداول على سعر 781 دولار، ولكن يبدوا بأن المستثمرين رأيهم مختلف عن رأي إيلون والسهم منذ التغريدة ارتفع حوالي 99% ليبلغ 1544 دولار بنهاية 10 يوليو/تموز.

تيسلا كشركة إحتمالية نموها عالية جدا وتفوق جميع شركات السيارات الأخرى في نظر الكثيرين لعدة اسباب أبرزها:

    نمو الشركة وزيادة انتاجها الى 500 الف سيارة وبعدها الى مليون سيارة سوف يزيد من ايرادات وحجم الشركة
    تحسن هوامش الربح والتي تعتبر افضل من باقي المنتجين سوف يزيد من ربحية الشركة
    قيادة الشركة لقطاع السيارات الكهربائية سريع النمو سوف تجعلها قادرة على منافسة ارقام واحجام كبار شركات السيارت
    شخصية إيلون ماسك في قيادة الشركة والتي نجحت في إختراق صناعة جديدة وكذلك صنع اسم لامع وزخم سمح للشركة في أن تتجاوز قيمة تويوتا السوقية لتصبح الشركة رقم 1 عالمياً من حيث القيمة السوقية وفي فترة قصيرة في عالم السيارات، عدد السيارات المباعة يعد مؤشر مهم جدا يحدد حجم الشركة بالإضافة الى الإيرادات والهوامش الاجمالية
    امال كبيرة على قدرة الشركة في إدخال تقنيات جديدة لعالم السيارات مثل القيادة الذاتية Full Self Driving والتي بدأت تظهر ولكن بشكل بسيط جدا و من الممكن أن تحدث ثورة في عالم المواصلات.

هل التسعير الحالي لسهم تيسلا منطقي؟

التسعير الحالي يعتبر مستقبلي أكثر من أنه واقعي والارتفاعات الأخيرة والتي كانت تفوق 40% خلال أسبوع بدون أي خبر حقيقي تؤكد بأن ما يحصل هو مجرد حماس من المحبين للشركة وابرزهم كاترين وود مديرة صندوق ARK والتي سبق وان توقعت في فبراير/شباط 2020 وبكل ثقة وصول سهم تيسلا لسعر 7 آلاف دولار خلال الخمس سنوات المقبلة، وتعد كاثرين من أبرز المدافعين عن تيسلا وشركتها تملك حصة في عملاق السيارات الكهربائية، رغم أن الصندوق خفض حصته في الشركة بنسبة تزيد عن 17% وهو ما بررته مديرة الصندوق أنه بغرض جنى الأرباح وليس لتغير نظرتهم بالشركة.

المستقبل وحده كفيل بتحديد دقة قرارات المستثمرين على المدى الطويل ولكن تيسلا شركة واعدة ونجحت في فترة زمنية قصيرة في خطف الانظار من كبار شركات السيارات. والشركة تنمو سنويًا وبشكل مستمر وكذلك تحسن هوامش الشركة وتفوقها على المنافسين يعد مؤشر إيجابي ولكن رغم كل هذا سعر تيسلا الحالي لا يمكن ان يعكس قيمة الشركة اليوم والتي تجاوزت ربع تريليون دولار.
(المصدر: فوربس الشرق الأوسط)

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني