العداء لا يمنع تجارة النفط "قسد"  تبيع ل"أنقرة" و "جبهة النصرة"

العداء لا يمنع تجارة النفط "قسد" تبيع ل"أنقرة" و "جبهة النصرة"

خاص - المشهد

أصدرت ما تسمى بـ "الإدارة الذاتية"، خلال الأسبوع الماضية ما أسمته بـ "الموازنة"، حول وارداتها ونفقاتها خلال العام الماضي، ويزعم التقرير أن ما تحصلت عليه من عملية تهريب النفط السوري خلال العام الماضي وقف عند حدود 157 مليار ليرة سورية، إلا أن الواقع يعكس أرقاماً مرعبة تقوم "قسد"، بنهبها على مدار العام من خلال الاستجرار الجائر للنفط من الآبار التي تحتلها، كما يضاف إلى ذلك عملية سرقة الغاز الطبيعي اليومية من الحقول الاستراتيجية الواقعة في الشمال السوري، وتقوم "قسد"، بقسم النفط إلى عدد من الزبائن الأساسيين بالنسبة لها، إضافة إلى ضخ النفط إلى الحراقات البدائية التي تعمل على تزويد الأسواق المحلية في المنطقة الشرقية بالمشتقات المكررة بدائياً، والتي يلجئ السكان المحليون لاستخدامها لأسباب عدة، منها فوارق السعر الشاسعة بينها والمحروقات المكررة بشكل نظامي.

إسرائيل أولاً..
مطلع شهر تشرين الأول من العام الماضي،  تشير معلومات حول اتفاق "قوات سورية الديمقراطية"، مع شركة " Global Development Corporation"، التي يملكها الإسرائيلي "مردخاي خانا"، وبرغم محاولة "قسد"، آنذاك لنفي المعلومة إلا أن "خانا"، أكد في لقاء مع صحيفة "إسرائيل هيوم"، العبرية، نشر منتصف الشهر نفسه، أن الاتفاق واقع مؤكداً أنه بهدف حرمان الدولة السورية وإيران من النفط السوري"، وهذا الاتفاق لم يكن سوى واحدة من خطوات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، والتي سبقها دخول وسائل إعلام عبرية إلى الشمال الشرقي من سورية، وظهور القائد العام لـ "قسد"، المدعو "مظلوم كوباني"، من خلال الشاشات الإسرائيلية ليؤكد أن الفصائل الكردية ترى في "تل أبيب"، صديقاً وجاراً ضرورياً للمنطقة.
يؤكد مصدر صحفي مقرب من "قسد"، وفضل عدم الكشف عن هويته، أن الاتفاق بين "قسد"، والشركة الإسرائيلية دخل منذ ثلاث أشهر حيز التنفيذ الفعلي، إذ زادت "قسد"، من استجرار النفط من الحقول الأساسية التي تسيطر عليها "حقول رميلان – حقول الجبسة – العمر – التنك"، لتؤمن 400 ألف برميل تنقل يومياً إلى إقليم شمال العراق "كردستان"، الذي يقوم بدوره، بإعادة البيع عبر العقود التي تجمع كل من "أربيل"، والحكومة التركية، لتصدير نفط الشمال العراقي عبر ميناء "جيهان التركي"، ولا يتجاوز سعر البرميل الواحد من النفط الذي تهربه "قسد"، 30 دولاراً أمريكياً، في حين أن السعر العالمي يصل إلى 56 دولاراً، وهذا ما يجعل النفط السوري المهرب من أرخص البضائع التي قد تحقق ريعاً كبيراً للدول المساهمة بسرقته، وعلى رأسها أمريكا والكيان الإسرائيلي.
المصدر لفت في حديثه لـ "المشهد أون لاين"، إلى أن "قسد"، تقوم أيضاً بتهريب كميات ضخمة من الغاز المسال عبر نقله بالصهاريج إلى أراضي إقليم شمال العراق، وتقدر الكمية المستخرجة بشكل يومي من 25 حقلاً تحتلها "قسد"، وأهمها "كراتشوك – السويدية – كونيكو - الجبسة"، ويبلغ الانتاج بحسب المعطيات المتوافرة حتى عام 2010 ما يزيد مليوني متر مكعب يوميا، وفي حين أن السعر العالمي يصل إلى 1.6 دولار للمتر الواحد، فإن "قسد"، تقوم بتهريبه بما لا يتجاوز الدولار الواحد للمتر، إلا أنه يحقق فائضاً مادياً كبيراً لـ "قسد" التي تعتمد على معبر "اليعربية"، الحدودي مع العراق لتهريب بضاعتها بحماية أمريكية.

بعيداً عن العداء المفترض

برغم حالة العداء المعلنة بين "قسد"، وكل من النظام التركي والفصائل المتطرفة الموالية له وعلى رأسها تنظيم "جبهة النصرة"، إلا أن العلاقات التجارية بين هذه الأقطاب الثلاث لم تتوقف إلا في فترات قصيرة، ارتبطت بمعارك صورية بين "قسد"، والنظام التركي في عفرين والشمال السوري.
تؤكد المعلومات المتقاطعة التي حصل عليها "المشهد أون لاين"، إن "قوات سورية الديمقراطية"، تضمن مرور النفط والمشتقات المكررة بشكل بدائي عبر المعابر التي تربط مناطق انتشارها بالمناطق التي تحتلها قوات النظام التركي، ومنذ سيطرة القوات التركية على مدينة "جرابلس"، بريف حلب الشمالي الشرقي، كان معبر "أم جلود"، الواقع إلى الشمال الشرقي من مدينة "منبج"، ومجموعة من المعابر الواقعة إلى الجنوب من مدينة "عين العرب"، مداخلاً أساسية لتهريب النفط لصالح كل من النظام التركي و"جبهة النصرة".
يقدر عدد الصهاريج العابرة من الشرق السوري إلى المناطق التي تحتلها قوات النظام التركي بحوالي 300 صهريج يومياً، تحمل النفط الخام أو المشتقات المكررة بشكل بدائي، ولا يزيد سعر ليتر المازوت الواحد مما تكرره "قسد"، عن 50 ليرة سورية، في حين أن البنزين المكرر بدائيا لـ "خصومها"، المفترضين بسعر 85 ليرة سورية، وهذه الأسعار تقل بشكل كبير عن السعر المتداول لنفس المواد في الأسواق المحلية للمنطقة الشرقية، إذ يباع المازوت بـ 72 ليرة لليتر، والبنزين بـ 200 ليرة.
ينقل النفط من "جرابلس"، عبر مدينة "عفرين"، إلى أراضي محافظة "إدلب"، لصالح تنظيم "النصرة"، ومن يواليه من بقية الفصائل المسلحة، ولم يتوقف الإمداد النفطي من قبل "قسد"، لمسلحي الشمال الغربي من إدلب إلا في الفترة الممتدة بين شهري شباط وآذار من العام 2018، والتي شهدت فيها مناطق شمال غرب محافظة حلب عملية عدوانية تركية حملت اسم "غصن الزيتون"، والتي انتهت بانسحاب "الوحدات الكردية"، وبعد يومين فقط من إعلان النظام التركي لنهاية المعارك في "عفرين"، أعيد فتح الطريق بين "أعزاز"، ومنها عبر معابر "قلعة سمعان – أطمة"، إلى مستودعات "النصرة"، وحلفائها، وقد توقف العملية بشكل جزئي ولمدة أسبوعين فقط مع بداية العملية العدوانية التركية في الشمال تحت مسمى "نبع السلام".
لا يمكن للفصائل المسلحة من دون النفط المهرب من الشرق السوري أن تستمر في تحريك آلياتها لفترات طويلة، إذ إن المصدر الثاني للمشتقات النفطية سيكون السوق التركية، وهذا ما كان سيوقع المسلحين في ضائقة مالية كبرى نتيجة للفوارق السعرية، فالمازوت يباع في تركية بسعر يتراوح بين 600- 650 ليرة سورية لليتر الواحد، كما يباع البنزين أسعار تتراوح ما بين 650-750 ليرة سورية، وبحسب الأسعار العالمية، ما يعني إن "قسد"، كانت شريكة واضحة في استمرارية وجود مسلحي إدلب وقدرتهم على تحريك العربات الثقيلة والخفيفة.

من المستفيد..؟
تشير المعطيات إلى أن "قسد"، تقوم بتهريب ما يزيد عن 500 ألف برميل يومياً إلى كل من شمال العراق وتركيا وإدلب، كما إنها تهرب يومياً ما يقارب مليون ونصف المليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في أقل تقدير، ما يعني إن عائدات النفط والغاز السنوية تزيد عن 4 بليون ليرة سورية، إلا أن المستفيد الأساسي من العمليات التجارية هما كل من الإدارة الأمريكية بالدرجة الأولى والتي تحصل على ما يزيد عن 80% من عائدات العملية لقاء تقديمها الأسلحة والغارات الجوية التي مهدت لاحتلال "قسد"، لمساحات واسعة من الشرق السوري بعد اتفاقيات مع تنظيم "داعش"، كما تتحصل منظمة "حزب العمال الكردستاني"، التي تتخذ من "جبل قنديل"، في إقليم شمال العراق على جزء مما تبقى لـ "قسد"، وبأقل من 10% من عائدات التهريب تقوم "قسد"، بصرف رواتب مقاتليها، فالنفط والغاز وتهريب الحبوب السورية والمواشي ليست المصادر الوحيدة لتمويل "قسد"، فما يضاف من عمليات غير شرعية تتعلق بـ "الآثار"، و زراعة الحشيش المخدر والمنح المالية واللوجستية المقدمة من مجموعة كبيرة من المنظمات والدول، تساعد "قسد"ـ، على البقاء على خارطة السياسة والميدان السوري.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني