دول عربية تبصم على "صفقة القرن" والشارع العربي يرفضها

دول عربية تبصم على "صفقة القرن" والشارع العربي يرفضها

المشهد - دولي 

أعلن الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" يوم أمس (الثلاثاء) ضن مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته في واشنطن، عما اسماه بـ"صفقة القرن" والتي تهدف إلى إحلال السلام بين اليهود والفلسطينيين بمفاوضات دولية تشرف عليها إدارة "ترامب". 

الصفقة المزعومة تأرجحت ما بين قبول ورفض بعض الدول العربية والاقليميةن إلاّ أن الرأي العربي جاء الأكثر انقساماً. 

فما هي البنود التي تضمنتها الصفقة المزعومة: 

-“حلّ واقعي بدولتين”-

سيكون للفلسطينيين الحقّ بإقامة دولة، إنما بشروط صارمة، إذ سيتوجب عليهم الاعتراف بإسرائيل كـ”دولة يهودية” و”الرفض الصريح للإرهاب بكل اشكاله” وتعزيز مؤسساتهم.

وإذا وافق الفلسطينيون على التفاوض ووصلوا في نهاية المطاف إلى تلك الدولة التي وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على مبدئها، فإنّها ستكون “منزوعة السلاح”.

وستكون إسرائيل مسؤولة عن الأمن وعن مراقبة المجال الجوي في المنطقة الواقعة غرب غور الأردن، في حين ستكون حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة “منزوعة السلاح”.

– ضم المستوطنات –

الولايات المتحدة جاهزة للاعتراف من دون أي تأخير بضمّ إسرائيل لمستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة، وبالتالي فإن مساحات تقارب نسبتها 30 بالمئة من أراضي الضفة الغربية ستصبح رسمياً ضمن الدولة العبرية.

وتعلن واشنطن استعدادها للاعتراف بسيادة إسرائيل على غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية الواقعة عند الحدود مع المملكة الهاشمية.

وبالتالي فإن الدولة التي يتطّلع الفلسطينيون لقيامها لن تلبّي طموحاتهم، علماً بأنّهم يطالبون بإقامة دولتهم على كامل الأراضي المحتلّة منذ 1967.

لكنّ ترامب أكّد، بناء على خارطة للحدود المقترحة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، أنّ مساحة الأراضي الفلسطينية ستتضاعف مقارنة بما هي عليه حالياً من خلال عملية تبادل للأراضي بينهم وبين الدولة العبرية.

في المقابل تتعهد إسرائيل تجميد بناء المستوطنات لمدّة أربعة أعوام، وهي فترة يمكن أن تدفع الفلسطينيين إلى إعادة النظر بقرارهم الرافض لهذه الخطة.

– القدس عاصمة واحدة أم عاصمتان –

والثلاثاء أكّد ترامب الذي ناقض في اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل سياسة خارجية أميركية استمرّت عقوداً، أنّ القدس “ستبقى عاصمة غير مقسّمة لإسرائيل”.

وفي ما بدا للوهلة الأولى وكأنه تناقض مع تعهّده السابق أكّد ترامب أنّ عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية يمكن أن تكون في “القدس الشرقية”.

ويمكن أن يفهم من ذلك أن الإدارة الأميركية تنوي إعطاء الفلسطينيين من القدس الشرقية، أي الشطر المحتل الذي ضمّته إسرائيل في العام 1967 والذي يطالب به الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المنشودة، بلدات تقع شرق البلدة القديمة على غرار أبوديس التي تقع تقنياً في القدس لكن في الجهة الشرقية للجدار الأمني الذي يفصل إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية.

وفي ما يتعلق بالأماكن المقدّسة، دعا الرئيس الأميركي إلى الحفاظ على الوضع القائم وإبقاء الحرم القدسي (جبل الهيكل لدى اليهود) حيث يقع المسجد الأقصى تحت إشراف الأردن.

– دولة متّصلة الأراضي –

وتقترح الولايات المتحدة إقامة دولة فلسطينية متّصلة الأراضي، وهو ما يمكن أن يشكّل معضلة نظراً إلى كثرة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلّة.

وأراضي الضفة والقطاع غير متّصلة، وتفصل بينهما إسرائيل.

وتقترح الخطة الأميركية ربط الضفة بالقطاع بواسطة نفق وإقامة “شبكات مواصلات عصرية وفاعلة لتسهيل تنقل” الأشخاص والبضائع، لا سيّما عن طريق سكة حديد وقطار فائق السرعة لربط غزة بالضفة الغربية.

– مصير اللاجئين –

ويريد ترامب دفن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أراض إسرائيلية إذا كانوا ينتمون لعائلات فرّت من تلك الأراضي خصوصاً خلال حرب العام 1967.

وشكّل حق العودة عقدة حقيقية في المفاوضات السابقة لتسوية النزاع سلمياً، وسط رفض إسرائيلي مطلق لهذه النقطة.

ويؤكد البيت الأبيض أن “اللاجئين الفلسطينيين سيكون لديهم الخيار بين العيش في دولة فلسطينية مستقبلية، أو الاندماج في الدول التي يعيشون فيها حالياً أو الاستقرار في دولة أخرى”.

وتتعهّد الولايات المتحدة التي أوقفت مساهماتها في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بقرار من ترامب، “العمل مع المجتمع الدولي” من أجل تقديم مساعدات “سخية” لعملية التوطين.

بالعودة إلى الرد العربي بصفقة القرن،  فقد بصم بعض العرب بالموافقة على الرغم من سلبياتها حتى على دولهم، حيث سارع الأردن لإبداء بعض التحفظات على الخطة، أما مصر فطالبت بدراستها بتأن، فيما أعلنت السعودية  تقدر جهود ترامب وتشجّع على البدء في مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة.من جانبها أعلنت دولة الإمارات عن دعمها للخطة الأمريكية، وذلك من خلال بيان عبر سفارتها في الولايات المتحدة وجاء فيها: "دولة الإمارات تقدر الجهود الأمريكية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي. هذه الخطة هي مبادرة جادة تتناول العديد من المشاكل التي برزت خلال السنوات الماضية". 

كما أعربت قطر عن تقديرها لمساعي الإدارة الأمريكية الحالية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، طالما كان ذلك في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

من جهة أخرى، شهدت الأراضي الفلسطينية وخارجها، الثلاثاء، احتجاجات شعبية رافضة لخطة ترامب، التي توحدت السلطة وفصائل المقاومة أيضا على رفضها منذ فترة.

اختصاراً للبنود السابقة الواردة في الخطة الامريكية، فقد تسهم في إقامة دولة فلسطينية “متصلة” في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر