مخيم "عين عيسى"  أزمات عدة والعيد شبح يقف على أبواب المخيم

مخيم "عين عيسى" أزمات عدة والعيد شبح يقف على أبواب المخيم

خاص- محمود عبد اللطيف

أكثر من أسبوعين على توقف نقل القمامة من "مخيم عين عيسى"، الواقع بريف الرقة الغربي، بسبب العراقيل التي فرضتها إدارة المخيم لتجديد عقد "المتعهد"، الذي كان مكلفا بنقل القمامة والإشراف على نظافة الحمامات العامة في المخيم الذي يقطنه نحو ١٤٥٠٠ نازح غالبيتهم من المدنيين الممنوعين من العودة إلى قراهم الأصلية بسبب ما تسميه "قوات سورية الديمقراطية"، بالمخاوف الامنية من عودة ظهور تنظيم "داعش".
تقول المصادر التي فضلت عدم الكشف عن "هويتها"، إن مدير مخيم "عين عيسى"، طالب المتعهد برشوة مالية وصلت إلى مليون ليرة سورية قبل قبول تجديد العقد، الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ مطلع الشهر القادم، علما إن تراكم النفايات بالقرب من خيام النازحينن لا يعد المشكلة الوحيدة التي يعاني منها قاطنو المخيم الذي تحول مع مرور الوقت إلى شبه معتقل.

"كرتونة كل شهرين"
تقول "أم محمد"، التي تعيل بناتها الأربعة بعد أن اعتقل زوجها من قبل أحد حواجز "الآسايش"، خلال نزوحهم من ريف دير الزور في العام ٢٠١٦، إن المساعدات الغذائية والمنظفات توزع بمعدل مرة واحدة كل شهرين، الأمر الذي يجعل من حاجة العمل ضرورية للقاطنين في مخيم "عين عيسى"، إلا أن القيود الامنية  التي تفرضها "قوات سورية الديمقراطية"، على النازحين، تمنعها من الوصول إلى خارج المخيم، لكونها عاجزة عن دفع تكاليف "الكفالة"، التي تخولها من مغادرة المخيم للعمل في الأراضي الزراعية القريبة من مكان إقامتها الإجباري.
وخلال حديثها، تتحدث المرأة الأربعينية عن تعرضها لـ "ابتزاز جنسي"، من قبل القائمين على المخيم لمنحها "الموافقة الأمنية"، وتأمين "كفيل"، من سكان المنطقة لتتمكن من العمل خارج مخيم "عين عيسى"، الأمر الذي يجعل العمل مسألة شبه مستحيلة بالنسبة لها في ظل حاجتها الماسة للمال لإعالة بناتها الأربعة، ما دفعها إلى نبش القمامة بشكل يومي للبحث عما يمكن بيعه، إضافة إلى تسول الخبز وما يمكن أكله من الجيران.
تقاسمها "أم خالد"، الهم ذاته، فالمرأة التي تقف على طابور الحصول على المساعدات الغذائية المقدمة من "جمعية المودة"، كل شهرين، تقول في حديثها : إن كمية المواد الغذائية الموجودة في "الكرتونة"، لا تكفي لأكثر من أسبوعين إذا ما خضعت العائلة المستفيدة لتقشف كبير، كما إن المنظفات التي كانت تقدمها جمعية "مار أفرام"، أنقطعت منذ أشهر، وتكشف عن وجود من قبل منظمة "كونسيه"، بتقديم "كرتونة المنظفات"، التي لا تكفي أيضا.

"شبح على  الأبواب"
يعتبر "أبو خالد"، إن العيد تحول إلى شبح بالنسبة لسكان مخيم "عين عيسى"، خصوصا، والمخيمات الواقعة ضمن مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، بشكل عام، إذ لا يمكن لأي أسرة أن تذهب نحو شراء ملابس جديدة لأطفالها بسبب سوء الوضع المعاشي، ما يجعل ربّ أي أسرة في موقف العجز أمام أطفاله الذين يسمعون بثياب العيد منذ أعياد مضت دون إمكانية الحصول عليها.
يكتفي الرجل الخمسيني بالحصول على بعض المال لوضعه في يد أطفاله صباح العيد بما يمكنهم من شراء بعض الحلوى، فـ "العيدية"، وإن كانت قليلة يمكن أن ترسم ابتسامة صغيرة على وجوه أطفاله، في مقابل تمكن من يرتبط بـ "قوات سورية الديمقراطية"، لإدارة تجارة ما داخل المخيم من أن يمنح أطفاله الحق بـ "فرحة العيد"، ما يزيد من إحساسه بالعجز.
عمل "أبو خالد"، في حفر الأنفاق والتحصينات العسكرية لصالح "قوات سورية الديمقراطية"، في المناطق القريبة من الحدود، إلا أن إصابته بمرض "روماتيزم المفاصل"، أقعده عن العمل الشاق، ويؤكد خلال حديثه : إن سكان المخيمات تحولوا إلى معتقلين ومتسولين في آن معا، مستغرباً الأسباب التي تمنع بموجبها "قسد"، القاطنين في المخيمات من العودة إلى قراهم التي من المفترض أنها أصبحت آمنة وخالية من وجود تنظيم "داعش"، كما يستغرب عدم تدخل أي جهة دولية لتفكيك المخيمات التي يستطيع سكانها العودة إلى قراهم إذا ما قررت "قسد"، تبديل استراتجيتها الأمنية.

في الهوامش
تقول معلومات خاصة  إن "قوات سورية الديمقراطية"، تحصل على كميات ضخمة من المساعدات الغذائية والمواد الطبية والمنظفات، وتقوم بعد نقل هذه المساعدات إلى مستودعات في مدينة "عين العرب"، في ريف حلب الشمالي الشرقي، بإعادة تغليف المواد بما يطمس منشأها الأصلي لبيعها في السوق السوداء للمناطق التي تسيطر عليها، كما إن كمية من هذه المساعدات يتم تهريبها إلى إقليم شمال العراق من قبل تجار مرتبطين بـ "قسد"، الأمر الذي يدفع قيادات "قوات سورية الديمقراطية"، للحفاظ على وجود المخيمات بكونها تحولت بمرور الوقت إلى واحدة من مصادر التمويل غير المشروع لها.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني