تجارب مشرّفة لنساء تحدين الحاجة بمشاريع منزلية

تجارب مشرّفة لنساء تحدين الحاجة بمشاريع منزلية

 

المشهد - ميساء رزق

عُرف عن المرأة السورية أنها تخلق من الضعف قوة، ومن العدم والألم أمل، عُجنت بالإرادة والتحدي لتصنع طريقاً يقودها إلى بر الأمان، كانت ومازالت السند المتين لأسرتها في السرَّاء والضرَّاء. والأمثلة تجمع بلا مغالاة جميع الأمهات السوريات المتفانيات اللاتي أثبتن جدارتهن بالعمل والإبداع والإنتاج خلال هذه الأزمة وصنعن لأنفسهن وأسرهن منفذاً للنجاة والاستمرارية بالحياة الكريمة وأنشأن مشاريعهن الخاصة بمقدرات بسيطة زرعنها بذرة صغيرة ونمت لتصبح مظلة أمان. وللإضاءة على هذه الحالة المشرّفة قصدت المشهد بعض السيدات في أماكن عملهن وفي صالة بيع المرأة الريفية حيث يعرضن منتجاتهن للتعرف على تجاربهن بمشاريع صغيرة كان لها أثرٌ واضح في تحسين دخلهن.


 زينب صبوح: مشروعي تصنيع المنظفات من شامبو وبلسم هذه المهنة التي تعلمتها من عملي بإحدى المنشآت الخاصة، ولكن طموحي ورغبتي بمساعدة زوجي وولديّ دفعني للاستقلال والعمل بمفردي والانطلاق بمشروعي الخاص من منزلي بالتصنيع والبيع بدعم عائلتي، فالأعباء تضاعفت علينا وبات من الضروري المساعدة بدخل إضافي، وقد لاقت منتجاتي الإقبال لجودتها ما زاد إنتاجي من 15 ألف إلى حوالي 50 ألف شهرياً كانت السند والداعم لأسرتي.

 بدورها ذكرت سميرة هيفا أن مشروعها صنع الأشغال اليدوية الفنية من السيراميك التي تعلمتها من صديقتها وطوّرت نفسها بالتدريب الذاتي،وكونها وحيدة لا معيل لها اتخذتها مصدراً لكسب العيش حيث لاقت الإقبال لجودتها ورمزية أسعارها فأنشأت مشغلها الخاص بالمنزل لتجني بحدود 35 ألف ليرة شهرياً تكفيها من طلب معونة الغير عدا عن أنها معيلة لوالدتها وتساعد أخوتها من فائض حاجتها، آملة بتوسيع مشروعها مستقبلًا.
 


وتحدثت رنا حمود عن مشروعها المنزلي بإنتاج مشتقات الألبان من شنكليش وزبدة بلدية لتعيل أسرتها المهجرة وأولادها الأربعة بمدخول إضافي تأمل أن يتضاعف بتحسين ظروف عملها، ولفتت إلى أنها كانت تبيع فائض حاجتها للجيران والمعارف في القرية ولكن الإقبال على منتجاتها دفعها لتوسيع دائرة التسويق وزيادة الكمية التي دعمت مدخولها ليصل حدود 20 ألف ليرة شهرياً.





 

 من جهتها عائدة أحمد أشارت إلى أنها كإمرأة ريفية استطاعت تحويل مهارتها بأعمال الزراعة وإتقان فنون الصناعات الغذائية المنزلية التراثية إلى مصدر دخل داعم لأسرتها المكونة من ثلاثة أولاد ولزوجها المريض،حيث أنشأت مشروعها الصغير بزراعة الخضار وتحويلها إلى مجففات وتصنيعها إلى دبس (بندورة وفليفلة ورمان وخرنوب) ومكدوس وزيت وزيتون بالإضافة إلى اقتنائها لمناحل ترعاها بنفسها، لافتةً إلى سعيها المستمر في التأهيل والتدريب لتطوير مشروعها وتوسيعه ومضاعفة إنتاجها الذي يصل حالياً حدود 50 ألف ليرة شهرياً، مع طموحها بإنشاء مشغل خاص بها مع آلات مساعدة لعملها اليدوي المجهد بعيداً عن منزلها الذي تحول إلى ورشة عمل.

 وتحدثت آمنة محمد عن مشروعها بالخياطة وتصميم الديكورات والمشغولات المنزلية وهي أم لثلاثة أولاد أحدهم طالب جامعي، حيث بدأت بقرض مساعد اشترت به ماكينة خياطة ليتوسع عملها إلى ثلاث ماكينات مع إضافة خطوط عمل جديدة وأصناف متعددة بمشغل صغير بمساعدة أسرتها ما أدى لزيادة ودعم الدخل ليصل حدود 50 ألف ليرة شهرياً.

 وذكرت إنعام شاهين أن مشروعها صناعة الصابون والشامبو وكريمات التجميل التي تعلمت أصولها من والدتها وجدتها في حلب باستخدام النباتات والمواد الطبيعية والطبية وبمساعدة زوجها وولدها المختصين بالكيمياء ما ساهم بشكل كبير في تطوير عملها وتوسيعه مع إصرارها بالحصول على شهادة تحليل جودة لمنتجاتها وتسجيل علامة تجارية وتنطلق بمشروع ينمو ويكبر لتطلق منفذ بيع خاص بها قريباً إضافة للمنافذ الحالية المشاركة بها،مشيرةً إلى مساهمة مشروعها بدعمٍ إضافي يصل حدود 50 ألف ليرة شهرياً لأسرتها المكونة من خمسة أولاد.
 
 عينة صغيرة لشريحة كبيرة من نساء كادحات تحدين الظروف ونجحن في إثبات قدراتهن في مشاريع أثَّرت بشكل إيجابي على حياتهن وأسرهن بالاعتماد على موارد طبيعية من موروث شعبي كان وما زال الملجأ عند الملمات. هي صورة جميلة تجمع نساءاً بسيطات مبتسمات مقبلات على الحياة والعمل والتفاني في سبيل العائلة في ظل غياب مصادر دخل من وظائف حكومية ثابتة أو مؤقتة متواضعة لم تجد لهن سبيلاً.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر