أزمة المحروقات تهدد الموسم الزراعي في درعا

أزمة المحروقات تهدد الموسم الزراعي في درعا

درعا -خاص
يواجه القطاع الزراعي في درعا تهديداً بخسارة الموسم نتيجة غياب المشتقات النفطية والتي تعد مصدراً رئيساً في الإنتاج الزراعي، حيث ترتبط الزراعة بالمحروقات بشكل وطيد لاعتماد آلياتها من المولدات والمضخات على المازوت من أجل ري الأراضي الزراعية، التي تختلف نسبة الري فيها من محصول إلى آخر بدءاً من الخضروات التي تحتاج لسقاية شبه يومية وانتهاءً بالأشجار المثمرة.
ويسهم غياب مادة المازوت أو غلاء أسعارها برفع تكاليف المواسم الزراعية من قبل الفلاحين الغير قادرين على دفع ثمن المازوت، وهذا ما سيؤدي الى إفلاس عدد كبير من الفلاحين وارتفاع الأسعار وانخفاض الإنتاج مع ندرة متوقعة لأغلب أنواع الخضار والفواكه في الأسواق.
أبو حسن مزارع في ريف درعا الغربي يقول: إن الجمعيات الفلاحية كانت سابقاً تقدم مخصصات شهرية تقدر بـ 50 ليتر مازوت شهريا للآليات الزراعية، لكنها اليوم انخفضت بشكل ملحوظ، ليتجه المزارعون لشرائها بأسعار جنونية من السوق السوداء لتعويض النقص، حيث وصل سعر مادة المازوت في السوق السوداء في محافظة درعا إلى نحو 600 ليرة لليتر.
وبحسب المزارع، فإن الأزمة المتراكمة دفعت بعض الفلاحين في المنطقة إلى بيع أراضيهم لبعض المقتدرين من الطبقة الغنية، بينما يلجأ آخرون إلى تركيب شبكات طاقة شمسية قادرة على تشغيل بعض المضخات المائية.
وتقدر حاجة الأراضي الزراعية في درعا إلى تشغيل المضخات والآبار بنحو عشر ساعات يومياً، وكل ساعة تحتاج إلى ستة ليترات من المازوت، أي بمعدل 60 ليترا يومياً، كما أن بعض المحاصيل تحتاج إلى 100 ليتر يومياً.
ويضيف المزارع، ان بعض الفلاحين في درعا لجأوا إلى الطاقة الشمسية وبنسب قليلة، لكن تلك المشاريع لم تفلح بالشكل المطلوب للإنتاج المعهود لدى المزارعين في درعا وغيرها من المناطق.
لان الطاقة الشمسية تعتبر غير ناجعة كبديل عن المحروقات لعدم استطاعتها العالية وقصر عمرها، إلى جانب تكلفتها المالية التي تبدأ بمليون ونصف المليون ليرة، وتتدرج بحسب حاجة الأرض للمضخات المائية، ما يشكل عبئا ماديا غير متكافئ مع المردود المالي للمواسم.

عبد الرحمن مزارع آخر من درعا قال: انه ركّب ألواح طاقة شمسية لتشغيل مضخة بئر مائي في أرضه لري المحاصيل الصيفية، واستغنى بذلك عن المازوت ووفّر تكلفة تشغيل عشر ساعات يوميا، إضافة لتوفيره تكلفة إصلاح المحرك وما يحتاج من الزيوت.
ويرى زميله أحمد أن الطاقة الشمسية حل لمشكلته رغم كلفتها الباهظة، مع ازدياد الطلب على المازوت في فصل الصيف رغم ارتفاع أسعاره بشكل لا يطاق، ويقول إن هناك تخوفا من فقدان المادة بشكل نهائي أو ارتفاع الأسعار إلى أضعاف.
غير أن المشكلة تكمن أيضًا في أن تلك الشبكات الشمسية لا تعمل إلا خلال ساعات النهار، وهناك محاصيل تحتاج إلى سقاية خلال ساعات الليل، إلى جانب الحاجة لري مكثف لبعض المزروعات كالعنب والخضراوات وغيرها، بحسب أحمد.
ويتوقع الكثير من المزارعين، بحسب ما رصدت "المشهد" في محافظة درعا، خسارات واسعة هذا الموسم، خاصة وأن الأفق القريب لا يبشر بانفراج أو حلول تنقذ موسمهم.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني