الأستاذ الجامعي شادي بيطار: نحتاج لمشروع وطني للمشروعات الصغيرة على المدى الطويل

الأستاذ الجامعي شادي بيطار: نحتاج لمشروع وطني للمشروعات الصغيرة على المدى الطويل


 دمشق- خاص
تعتبر المشاريع الصغيرة والمتناهية في الصغر بارقة الأمل لبناء اقتصاد قوي يسهم فيه كل أبناء الشعب وخاصة الفقراء الذي يشكلون النسبة الأكبر في بلدان الشرق الأوسط مثل سوريا، خاصة بعد أن أثبتت التجارب العالمية نجاحها، كالتجربة الكورية الجنوبية، حيث بلغت قيمة صادرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة نحو 90.385 مليار دولار عام 2004، أي بزيادة تعادل 4 أضعاف ما  كانت عليه صادراتها عام 1988، وشكلت نسبة 99.80% من المجموع الكلي للمشاريع العاملة في كافة القطاعات الاقتصادية، ووظفت نحو 10.480 مليون عامل من أصل 12.04 مليون عامل أي نحو 87% من مجموع القوى العاملة في كوريا عام 2003. وساهمت بنحو 52.8% من إجمالي القيمة المضافة المتولدة في قطاع المشروعات الصغيرة.
ويدعم شادي بيطار (أستاذ في كلية الاقتصاد – جامعة دمشق) في تصريح لـ"المشهد" فكرة المشاريع الصغيرة كونها لا تحتاج إلى تمويل كبير، على عكس المشاريع الكبرى التي تتطلب تمويلاً ضخماً، وأيضاً المشروع الصغير بناءه وتمويله وعمله وتأسيسه أسهل من مثيله الكبير خاصة عندما يكون فردياً مكون من شخصين أو ثلاثة، وبالتالي لن يواجه تعقيدات إدارية وبيروقراطية.
ويرى د. بيطار أنه في وضع البلاد الحالي، ليس هناك قدرة على تمويل مشاريع كبيرة والتي تحتاج إلى دعم من دول صديقة، لذا فنحن من الأنسب أن  نتوجه نحو مشاريع متناهية الصغر، ومن ناحية أخرى فإن التعقيدات الإدارية المرافقة لترخيص مصنع مثلاً قد تستغرق أشهراً، وهنا يمكن الاستفادة من تجربة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أعتاد أهل الريف في كل يوم سبت النزول إلى ساحات المدن لعرض منتجاتهم  اليدوية وغيرها بدعم وإشراف الحكومة نفسها، ومع مرور الوقت اكتسب  هؤلاء خبرة تسويقية لدرجة أن أسس بعضهم شركات كبيرة بعد ذلك.
ويوضح د. بيطار أن هناك تجربة شبيه في الساحل السوري تدعى (سوق الضيعة). مضيفاً بدلاً من أن يعمل الناس بشكل فردي على الحكومة احتضانهم وتبني مشاريعهم، فـ(حوش بلاس) أو (زقاق الجن)، تضم عدة محلات لها علاقة بإصلاح وصنعة السيارات، وإذا تبنت الدولة  تلك المشاريع الصغيرة تنظيمياً يمكن أن تصبح نواة لمصنع سيارات مستقبلاً ومن ناحية أخرى سنقضي على اقتصاد الظل الذي لا يحقق عوائد للدولة ويضر بالاقتصاد الوطني.
ويعتقد د. بيطار أن إنتاجية تلك المشاريع ستكون جيدة، حيث تسهم في الحد من البطالة والفقر والجهل والأمية من خلال ورشات التدريب، كما تشغل رأس المال بما يسهم في تحسين المستوى المعيشي، ونخرج بالتالي من فكرة التوظيف لدى القطاع الحكومي فلا يمكن توظيف كل الناس .
ويختم د. بيطار قوله "بالنهاية لابد أن ينطلق مشروع وطني للمشروعات الصغيرة. وهنا لا نريد مشروعاً إسعافياً بل على المدى الطويل".
ومن خلال الواقع المعاش، يبدو أن الاهتمام بدعم الفقراء لا يمكن أن يحدث عبر بناء ناطحات سحاب أو مدن أحلام ذات رفاهية بل من خلال دمجهم في سوق العمل فعلياً وبدعم من الحكومة.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني