كيف يمكن قراءة التسوية مع تركيا

كيف يمكن قراءة التسوية مع تركيا

يضع التقارب بين دمشق وأنقرة واحتمالات بدء جولة محادثات جديدة، المنطقة أمام مفترق طرق سياسي وخيارات جديدة لكافة الاطراف. ونقلت صحيفة الوطن المحلية عن مصادر وصفتها بالمتابعة أن "التصريحات السورية التركية المتتابعة والتي جاءت في سياق معطيات سياسية متغيرة على الصعد الميدانية والسياسية وحتى على صعيد المنطقة، كشفت عن خطوات مرتقبة وجدية لعودة جلوس الطرفين السوري والتركي على طاولة الحوار".
وأكدت المصادر ذاتها أن "اجتماعا سوريا تركيا مرتقبا ستشهده العاصمة العراقية بغداد، وهذه الخطوة ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية.
الرئيس التركي وفي تغير واضح لسياساته ومواقفه السابقة أكد أن بلاده لا يمكن أن يكون لديها أبدا أي نية أو هدف مثل التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، مشددا على الاستعداد لتطوير العلاقات مع سوريا تماماً كما فعل في الماضي وشهدت الأيام الماضية سباقا متسارعا في التصريحات التركية تجاه التقارب مع سوريا سواء من قبل الحكومة أم المعارضة، حيث قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا أوزغور أوزال "إنه يقوم بمحاولات لترتيب لقاء مع الرئيس الأسد"
وأضاف "نقوم من جانبنا بما يسمى بالدبلوماسية غير الرسمية مع سوريا، أفكر في الذهاب والاجتماع مع الرئيس الأسد في الأيام القليلة المقبلة إذا تمكنا من ترتيب ذلك. الحديث لا يدور عن لقاء بعد فترة طويلة، بل عن إمكانية عقد مثل هذا الاجتماع خلال هذا الصيف.
كي نقيم الموقف بشكل سليم يجب ان نعود بالذاكرة إلى وزير الخارجية الاميركي ابان حكم الرئيس ريغان والذي قال ان جميع الحلول والتسويات في الشرق الاوسط تمر عبر بوابة دمشق !!!!!
اليوم الرئيس التركي ادرك ولو متأخرا ان الادارة الامريكية تريد فتح الخطوط الدبلوماسية بشكل مباشر مع سورية وما كان الانفتاح العربي على سورية ليحصل لولا الضوء الاخضر الامريكي.
والرئيس التركي مجبر بضغوط وضعه الداخلي وتعقيداته وتحرك المعارضة التركية إضافة إلى المشهدية الاقليمية الجديدة بعد حرب غزة  والتي سيكون لها تأثير على المنطقة على المديين المتوسط والبعيد؛ والقدرة على تحديد هذا التأثير وحجمه وامتداده الزمني تتطلب معرفة مآلات الحرب.
الرئيس الاسد ومن خلال تصريحاته الاخيرة انطلق من ثوابت اساسية كان وضحها سابقا لكافة الوسطاء : اولها انه منفتح على أي حل يخدم الشعب السوري وهو منطلقه الرئيسي في التعاطي مع الملف التركي ضمن ثوابت انسحاب تركيا من كافة الاراضي السورية واحترام وحدة الاراضي السورية ووقف دعم الجماعات الارهابية وغيرها من الثوابت وباعتقادي ان توجهات السيد الرئيس خلال الفترة القادمة تركز على شقين داخلي يتعلق بتحسين الوضع المعيشي واعادة الاعمار وخارجي يتركز في استعادة الدور المحوري لسورية والذي عجز العرب عن ملء فراغه والبداية ستكون على سلة شاملة في المنطقة . 
فإذا وضعنا الموازين نجد ان الرئيس الاسد غير مستعجل للملف التركي وإذا قبل حاليا فليس إلا من باب استعادة الاراضي بشكل يحقن الدماء سلميا والسلة الشاملة التي ينتظرها السيد الرئيس ستكون من اولوياتها استعادة المنطقة الشرقية وحقول النفط والقمح وبالتالي يجب تقديم تنازلات اكبر من قبل الاتراك والاطراف الساعية إلى عودة العلاقات تتضمن تعويضات مالية مثلا لكي تكون محفزا لتسريع ملف التقارب فالأتراك اليوم ليسوا بوضع سياسي يسمح لهم بتصدر المائدة وسورية عادت إلى وضعها الريادي الطبيعي ومن حقها في بازار السياسة وضع شروط تعكس وضعها الجديد الذي سطر بدماء الاف السوريين.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر