كيف نرتقي بنظام التعليم الثانوي

كيف نرتقي بنظام التعليم الثانوي

يتداول المواطنون كثيرا احاديث عن تعديل نظام الدراسة الثانوية ولكن رسميا لم يصدر أي بيان وقد تكون مجرد رغبات للمواطنين أو طموحات لبعض الباحثين , ولكن بكل الاحوال كباحثين نتساءل هل نظام الدراسة الثانوية الحالي يلبي الطموحات والاهداف!
بشكل عام تعتبر امتحانات شهادة الدراسة الثانوية في سورية كابوسا مرعبا للعائلات السورية والطلاب وحتى الجهات القائمة عليها وتتشابه مع عدد من الدول العربية كمصر وتعد من أقسى الاختبارات على مستوى العالم  نتيجة ربط نتائج كافة سني الدراسة باختبار واحد وإهمال بقية الاختبارات التي أجراها طيلة حياته !
إذا اخذنا تجارب عربية مغايرة لتجربتنا في مجال الدراسة الثانوية كالمغرب مثلا حيث تسمى المرحلة الثانوية في المغرب الليسي المشتق من اللغة الفرنسية، تمتد فترة التعليم الثانوي 3 سنوات و يخدم الفئات العمرية بين 15 سنة الى 17 سنة و هو مجاني و غير الزامي يتبع المرحلتين الابتدائي الذي يدوم 6 سنوات و الإعدادية الذي يدوم 3 سنوات، خلال السنة الأولى يبدأ التلميذ باختيار أي من الشعب يريد (الجذع المشترك العلمي أو الأدبي أو التكنولوجي) بعد اتمام السنة الأولى يختار التلميذ أي من الشعب التالية (العلوم التجريبية أو العلوم الرياضية إلخ...) يتم اختتام هذه السنة عبر امتحان على صعيد كل جهة من جهات المغرب في السنة التالية المعرفة ب الباكالوريا يختار التلميذ أي من الشعب التالية (علوم الفيزياء والكيمياء أو العلوم الرياضية إلخ...) يتم اختتام هذه السنة عبر إجراء امتحان وطني على صعيد المغرب بعد اتمام هذه المراحل يكون بمقدور التلميذ إكمال الدراسة في الجامعة.
اليوم وفي كل انظمة التعليم المتقدمة لايمكن اعتماد اختبار واحد لتحديد توجه ومصير الطالب وتلك الدول تنتقل من مصالحها المباشرة فعندما تخفق في توجيه الطلاب وفق ميولهم ومهاراتهم تكون خسرت اكثر من نصف ميزاتها التفضيلية في مسيرتها التنموية.
وهنا ننطلق من القول المأثور لتوماس أديسون "لا يمكن لورقة امتحانات سخيفة أن تحدد مستقبلي " وبهذا نستطيع أن نختصر واقع الدراسة  الثانوية في سورية والدول العربية. فحصيلة عمل ثلاثة عشر عاما يمكن لخطأ بسيط أن ينهيها
وبالتالي يقود الى توجيه الاجيال في مسارات خاطئة يكون ثمنها باهظا في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
السؤال ما هو البديل لسياسة التعليم الثانوي الحالية؟
الجواب برأيي الشخصي يجب الموازنة بين ميول ومهارات وتفوق المتقدمين ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية من الموارد البشرية اعتمادا على تجارب الدول المماثلة ولكن كيف؟
يمكن اجراء اختبار وطني سنوي للمواد العلمية الاساسية الكفيلة بفرز ميول الطالب واتجاهاته بدء من الاول الثانوي وبشكل مؤتمت وضمن مراكز مخصصة وبنفس شروط امتحان الشهادة الثانوية ولمن يرغب فقط في تحديد ميوله واتجاهاته  فمثلا طالب يرغب في دراسة الصيدلة يتم التركيز على مواد الكيمياء والفيزياء والعلوم الطبيعية بالدرجة الاولى وتدخل ضمن تقييم المفاضلة للدخول إلى الجامعات ضمن المحصلة النهائية للشهادة الثانوية أي كعلامة تثقيل مثلا.
من شأن هكذا إجراء تحسين جودة التعليم  أكثر من وضع الكاميرات مع تخفيف درجة ارهاب الطلاب وتوترهم وهذا يخص الطلاب المجدين بالتأكيد.
أيضا يجب ادخال تقييم كافة سني الدراسة إلى محصلة الشهادة الثانوية عن طريق اجراء اختبار سنوي للطلاب يختلف عن الامتحان النهائي ويكون للمقررات العلمية حصرا وبشكل مؤتمت بحيث نتمكن من إجراء فرز حقيقي للطلاب حسب مستوياتهم ومن ثم توجيه المفاضلة الجامعية بما يتماشى مع هذا الفرز والتأكيد على تعدد المسارات في الثانوية العامة مع وجود مواد ذات جذع مشترك في أي مسار (مثل مواد اللغات والرياضيات )، مما يتيح للطالب اختيار المسار الذي يتوافق مع قدراته وميوله، والاهتمام بموضوعات الذكاء الاصطناعي في أي مسار، مع العلم أن نظام المسارات يتم تطبيقه في العديد من الدول المتقدمة.
أيضا يجب إتاحة مبدأ تعدد فرص دخول الطالب الامتحانات بما يضمن  حقه في الحصول على الدرجات الأعلى وتجنب توقف مستقبله على فرصة الامتحان الواحد التي لها من السلبيات أكثر من الإيجابيات .
أيضا يجب تطوير مناهج المرحلة الثانوية العامة بما يتسق مع المناهج المطورة في المراحل التعليمية السابقة مع مراعاة الاهتمام الأكبر بعلوم المستقبل، وتركيز المقررات الدراسية على القضايا المعاصرة مثل قضايا الطاقة ونقص المياه والاحتباس الحرارى وغيرها من اجل غرس ثقافة تخدم عملية التنمية في المراحل القادمة، مما يحقق تشجيع الطالب على التفكير والابداع والتوصل إلى المعلومات واكتشافها بنفسه، وتقديم حلول لتلك المشكلات وبالتالي يصبح للتعليم دور وظيفي أكبر في المجتمع.
أخيراً يجب ألا يكون محك القبول بالجامعات معتمدا بالكامل على درجات الطالب في امتحانات الثانوية العامة بل لا بد من اضافة محكات أخرى مثل اختبارات القدرات المتخصصة المرتبطة بالتخصصات الجامعية التي يرغب الطالب في الالتحاق بها.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر