جنون تكاليف الزراعات المحمية على ابواب الموسم الجديد

جنون تكاليف الزراعات المحمية على ابواب الموسم الجديد

مع تزايد وتيرة الموجة التضخمية الجارفة التي اجتاحت سورية خلال الفترة الماضية والتي وصلت معها قيمة الليرة السورية والذهب والعملات الاجنبية لمستويات قياسية غير مسبوقة في تاريخ سورية فاقت حدود الوصف و تأثرت بها جميع القطاعات والمواطنين في وقت كان الجميع ينتظر انفراج اقتصادي يوازي الانفراج السياسي الحاصل.

استقبلت الزراعات المحمية الموجة عبر ارتفاع جنوني و بنسبة كبيرة لمستلزمات الانتاج فتكلفة النايلون للبيت البلاستيكي الواحد  ارتفعت من الـ مليوني ليرة سورية لتصل حدود   3,7 مليون   .وسعر ظرف البذور للبيت البلاستيكي الواحد ارتفع من 400 ألف ليرة سورية ليصل حوالي 700 ألف وتكلفة تعقيم البيت البلاستيكي وصلت  لحوالي مليون ليرة سورية.
سابقا كانت تكلفة انتاج الكيلو الواحد اقتصادياً بعد ادخال قيمة العمل بحدود 2000 ليرة سورية ولكن خلال الموسم القادم ومع الارتفاع الكبير في التكاليف بنسب وصلت 100 % تقريباً تصبح تكلفة الكيلو الواحد حوالي 3000 ليرة سورية بدون احتساب قيمة قوة العمل
يتساءل البعض كيف ستسير الامور في الموسم القادم؟
حالياً هناك عدة خيارات مترابطة مع المسارات الاقتصادية والسياسية المحلية والدولية:
الخيار الاول استمرار التقارب مع دول الخليج العربي ولاسيما السعودية وتم تحريك المسار الاقتصادي بشكل رسمي يضمن توقيع اتفاقيات تصدير منظمة تستوعب المواسم بأسعار جيدة يمكن حل مشكلة المزارعين ولكن في تلك الحالة تبرز مشكلة تأمين المنتج للمواطن بسعر يناسب دخله
أيضاً أعتقد ان هذه الاشكالية سوف تحل ضمن سلة متكاملة تضمن تحسين الرواتب والاجور ورفع مستوى المعيشة للمواطن السوري.
الخيار الثاني تباطؤ المسار الاقتصادي تحت ضغط التهديدات والتلويح بالعقوبات الامريكية وهنا سندخل دوامة صعبة جدا حيث ستستمر الليرة السورية بالتراجع مع ارتفاع اسعار الصرف وتعقد العقوبات وظروف الحصار هنا سترتفع التكاليف مرات متتالية ووفق متواليات هندسية مخيفة مترافقة مع موجة تضخمية جارفة
إذا اتجهنا نحو الخيار الثاني ما الذي سيحصل ؟
ستستمر أسعار المواد الاولية بالارتفاع تحت تأثير العقوبات وتراجع قيمة الليرة السورية وبالتالي سترتفع تكاليف الانتاج بشكل كبير
على المقلب الاخر فرص التسويق الخارجي لن تكون كبيرة ضمن معطيات الخيار الثاني وبالتالي سيحصل فائض عرض يؤدي إلى تخفيض السعر بشكل كبير.
اغلبية المزارعين سيقعون في عجز مالي وسيكونون غير قادرين عن دفع ديونهم للتجار والصيدليات الزراعية نظرا لاستنزاف كامل المحصول لتأمين متطلبات معيشتهم بالحد الادنى.
وبالتالي ستحصل دوامة تراكمية من الديون بدءا من المزارع مرورا باغلبية الصيدليات الزراعية وصولا إلى  المعامل والموردين مما قد يتسبب بحالة شلل اقتصادي والامر ينسحب على تجار سوق الهال في الساحل
بداية يجب العمل بشكل فوري على محاولة توقيع اتفاقيات مع السعودية والامارات وعمان لتصدير فوائض الانتاج فمثل تلك الاتفاقيات من شأنها التنبؤ بشكل مسبق عن سير الاسواق مستقبلا مع فرض الجودة على المزارعين بمعنى ادق التصدير تحت الاشراف المباشر للحكومة وفي حالة الفشل في توقيع الاتفاقيات الاتجاه نحو تنظيم توزيع الانتاج نحو محاصيل يسهل تسويقها وعدم التوجه نحو محصول واحد فمثلا الموز والبطيخ والتبغ قد تكون من البدائل المقبولة .
أما ترك الامور تسير بشكلها الحالي العشوائي قد يهدد الاستقرار الاقتصادي ويقود إلى حالات إفلاس بين التجار والمعامل والمصدرين كنتيجة لحالة شلل الاسواق. 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني