المهندس عرنوس خلال اجتماع مجلس اتحاد العمال : " من وين بدنا نزيد الرواتب ؟! .. لن نرضح بتسعيرة القمح لعصابات وسماسرة وهل أنتم جاهزون لرفع سعر ربطة الخبز، إن رفعنا سعر شراء القمح؟

المهندس عرنوس خلال اجتماع مجلس اتحاد العمال : " من وين بدنا نزيد الرواتب ؟! .. لن نرضح بتسعيرة القمح لعصابات وسماسرة وهل أنتم جاهزون لرفع سعر ربطة الخبز، إن رفعنا سعر شراء القمح؟

قالت صحيفة البعث المحلية أن حديث رئيس الحكومة المهندس حسين عرنوس لم يشفِ غليل الحاضرين المتعطشين لأي بارقة أمل تنعش معيشتهم وظروفهم الاقتصادية خلال انعقاد المجلس العام لاتحاد العمال أمس، حيث طغت “الواقعية السوداء” على معظم ردود عرنوس بما يتعلق بالرواتب والوضع المعيشي الذي لا يختلف اثنان على ضرورة تحسينه، وفق تعبيره.

ووفق الصحيفة صارح عرنوس ممثلي العمال بلا مواربة بأنه لا إمكانات ولا موارد متاحة حالياً لتحسين الأجور “وفق المأمول”، وردّ على مداخلة أحد رؤساء الاتحادات حول ضرورة زيادة الرواتب بقوله: “من وين؟”.

وبحسب ما نقلت صحيفة البعث المحلية لم ينكر عرنوس أن كل العمالة الخاصة، والحرفيين والعاملين بقطاعات التجارة والصناعة، تمكّنوا من موازنة أجورهم إلى حدٍ ما باستثناء القطاع العام، ليسرد بعدها جملة المعوقات التي حالت دون ذلك، فبيّن أن مقدار الدعم لهذا العام بلغ 25 ألف مليار ليرة، وهي قيمة لن تتمكّن الحكومة من الاستمرار بها في ظل غياب الموارد، وفي ظل تكلفة شهرية تقدّر بحوالي 200 مليون دولار ثمناً للمحروقات والقمح، ليكون خيار اللجوء إلى ملحق للموازنة هذا العام مطروحاً على الطاولة.

وأضاف عرنوس: هناك حوالي 2.5 مليون موظف بين عامل ومتقاعد، وهو عدد كبير عند النظر لأي زيادة محتملة، وأي سيولة يتم تأمينها تذهب لدعم قطاع معين بالحوافز أو الرواتب، أو تصرف كمنحة، مؤكداً أن الحكومة تبحث عن أي طريقة لتحسين الأجور، وجاهزة للأخذ بأي مقترح.

ووفق الصحيفة وعلى وقع ارتفاع سعر الصرف، وما يتبعه من زيادات متسارعة بأسعار مختلف السلع، بدا أن رئيس الحكومة نفسه لا يملك تفسيراً، وصارح العمال بأنه لا جواب منطقياً للحيرة التي يشعرون بها إزاء ارتفاع الأسعار، فالحكومة تتابع منصة التمويل – التي هي أكبر الحجج – على أعلى المستويات، وقامت بإخراج 40% من المواد من التمويل، لكن لم يلمس المواطن فرقاً بالسعر، مؤكداً أن مطالب التجار والصناعيين بأن تتركهم الحكومة ليعملوا “هي محققة، ولكن طالما لا نلمس أثراً لذلك فسنعود للتشدّد”.

وأوضح رئيس الحكومة أن بعض الصناعيين ينشئون معامل ويريدون استرداد رأس المال بسنتين عبر رفع الأسعار، مشيراً إلى أنه على الرغم من تأكيد الحكومة حماية الصناعة الوطنية، لكن يجب على الصناعيين بدورهم تحمّل مسؤوليتهم الاجتماعية، وأن يكونوا أكثر ارتباطاً بالشأن العام.

وحول رفع سعر الصرف بنشرة الحوالات، التي رآها بعضهم مؤشراً للسوق السوداء لترفع أسعارها، أوضح عرنوس أن المركزي لجأ لتثبيت السعر لأكثر من أسبوع على 7500، ولكن ذلك لم ينعكس انخفاضاً بسعر السوداء، وأثر سلباً في الحوالات، لذلك عاود رفع السعر إلى 7800 ليرة.

وفيما يتعلق بتسعيرة القمح التي لاقت ولا تزال استهجاناً كبيراً من مختلف الفئات،  ذكرت الصحيفة أن المهندس عرنوس أصرّ على أن “التسعيرة المحددة كافية، فالحكومة لن ترضخ لتسعيرة عصابات وسماسرة لتسعر مثلهم، وهي على ثقة أنها ستستلم كامل محصول المناطق الآمنة، ومن يتاجر بالقمح لخارج الدولة سيكون كمن يتاجر بالعملة”، مردفاً بالسؤال: “هل أنتم جاهزون لرفع سعر ربطة الخبز، إن رفعنا سعر شراء القمح؟.. فالربطة الواحدة تكلف اليوم 3200 ليرة، ووفق التسعيرة الجديدة ستكلف 4000 ليرة”.

وأشار عرنوس إلى أن الحكومة والمالية تضطران للتمويل بالعجز، لكن لا يمكن الاعتماد عليه بشكل دائم لأنه يخفض قيمة الليرة، مشدّداً على أن كتلة الدعم الكبيرة لا يمكن الاستمرار بها، فيومياً يتم ضخ 3 ملايين طن محروقات بسعر 700 ليرة لليتر، بينما تبلغ تكلفتها 7500 ليرة لليتر، وحتى الفيول الذي تم رفع سعره مؤخراً، لا يزال دون التكلفة المقدّرة بـ4.5 ملايين ليرة للطن.

وحول التشاركية مع الحلفاء، قال المهندس عرنوس: لسنا من هواة طلب القروض، لكننا نبحث عن استثمارات رابحة مع الشركاء والحلفاء، ولن نفرّط بأية منشأة في القطاع العام، وبالنسبة لمنشأتي مرفأ طرطوس ومعمل الأسمدة اللتين تم التشارك بهما مع الجانب الروسي، فقد تأخر إنجاز الاتفاق ولم يكن على المستوى المطلوب إثر الحرب الأوكرانية، وإن سمح الظرف للشريك الروسي بإعادة النظر بوضع الاستثمار فنحن جاهزون، أو أن تتم معالجته بطريقة أخرى بهدف الوصول لواقع أفضل، ولسنا خجولين من شركائنا إذا دعوناهم للتعاطي بجدية في الاستثمار.

وبحسب الصحيفة  لفت عرنوس إلى أن الوظيفة العامة تتجه لإدارات ووزارات رشيقة تؤدّي الخدمة بأقل التكاليف، ودون أن يُصرف أي عامل، ولكن بالنسبة للعقود الموسمية التي تقرّر فصل العاملين بموجبها في وزارة العدل، لم يقدّم رئيس الحكومة أية إجابة واضحة حول مصيرهم، ليكتفي بالقول: “سنحاول أن نعرف توصيفهم، وإن أمكن تثبيتهم تحت مسمّى واضح، وإلا فليست “مزرعة” لنثبّت كما نشاء”، موضحاً أنه بالأساس التمديد لهذه العقود وفق قانون العاملين هو أمر مخالف، ليشير أحد الحاضرين إلى أن “العقود تم تمديد بعضها لأكثر من 10 سنوات وخلافاً للقانون”، فيأتي ردّ عرنوس: إذاً ارفعوا دعوى على الحكومة.

وتساءل عرنوس: لماذا لم ينجح سوى 30 عاملاً من أصل 130 من العمال الموسميين بالوزارة الذين تقدّموا للمسابقة؟ ليأتي تعقيب رئيس اتحاد العمال جمال القادري بأن الوزارة أوقعت العمال بمكيدة، إذ حوّلتهم من عقد سنوي إلى موسمي، وهناك 6000 عامل مؤقت لم تتم تسوية وضعهم بانتظار مسابقة أو حل، والمسابقة الأخيرة لم تكن أنموذجاً يحتذى به، والعشرات نجحوا بأساليب غير مشروعة.

صحيفة البعث 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني