بعد 80 سنة على افتتاحها.. مكتبة "كردية" تغلق ابوابها في اللاذقية

بعد 80 سنة على افتتاحها.. مكتبة "كردية" تغلق ابوابها في اللاذقية

المشهد | ميس ابراهيم 

أعلن القائمون على مكتبة "كردية" التي انطلقت قبل أكثر من 80 عاماً في اللاذقية إغلاقها نهاية العام الحالي 2022.

وأضاف القائمون عبر صفحة المكتبة على فيس بوك بأن رحلتهم في سورية شارفت على النهاية وتأملوا أن يستكملوا يوماً ما رحلة كفاحهم في خدمة الثقافة ومحاربة الجهل والتجهيل. 

واوضح القائمون أنهم لم يغلقوا المكتبة لنقص في القراء او لان احداً ما لم يعد يشتري الكتب كما يتم الترويج في الإعلام وإنما بسبب "الكثير من الظروف التي ساهمت في أن نغلق ولا نستطيع بسببها من الاستمرار".

واضاف المنشور "لم ولن ننجر لحملات القرصنة والتزوير، ساهمنا ما استطعنا بإعادة ألق ثقافة الكتاب الأصلي إلى المكتبات السورية، نجحنا في أماكن وفشلنا في أماكن أخرى، فاليوم الغلبة للسرقة والتصوير والقرصنة على الرغم من ارتفاع أسعارها، اليوم لا مكان لكتاب أصلي لقارئ سوري، فالوضع الاقتصادي تجاوز قدرة القارئ السوري على شراء كتاب أصلي".

ونعى مثقفين وكتاب وقراء سوريين الَمكتبة عبر َمنشورات على صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك.

الكاتب جورج برشيني نشر تدوينة قال فيها "هذا الخبر محزن جداً مكتبة كردية تصنف ضمن مكتبات تعد على أصابع اليد الواحدة في سورية و تجد فيها كتب قيمة وإصدارات جديدة ومميزة، إن الحرب في هذه البلد أكلت كل شيء ، لذلك نحزن..الثقافة هي أولوية للتطور الحضاري ، لكن للأسف غالبية القراء لم يعد في جيوبهم ثمن كتاب".

واضاف "نتمنى أن يتم دعم الثقافة بشكل حقيقي لأنها المنقذ الوحيد من الحرب والجوع والتخلف والتعصب والطائفية وغيرها من أمراض مجتمعنا الغير منتهيةوالثقافة تحتاج دعم مادي لتستمر، يكفينا واحد فقط من اساطين المال، يمكنه دعم كل كتاب يطبع ويوزع في سورية...لكن لا أحد يبالي، للأسف لا يعلمون أن ما نحن فيه هو نتيجة لغياب الثقافة والوعي، عالجوا السبب قبل المشكلة وذلك قبل أن يرحل آخر قلم من هذا البلد وتستوردوا مثقفين وأطباء ومهندسين ومعلمين من الخارج"

الصحفية مرح ماشي كتبت" نجمة جديدة في سماء الثقافة والقراءة تنطفئ. نجمة ساهمت في تشكيل وعينا الأول وانتقاء قراءاتنا. هذه اللاذقية.. هذه البلاد.. تواصل فراغها منّا.. من أحلامنا.. ذكرياتنا.. من حرفها الأول.. من حروفنا الأولى.. يا للحزن أيتها المكتبة الصديقة!".

الكاتب عصام حسن قال: " خلال السنوات القليلة الماضية أعلنت عدة مكتبات في سورية عن إغلاق أبوابها والتوقف عن العمل نهائياً،  كل هذا ولم يحرّك أحد ساكناً في هذه البلاد، ولم تشعر وزارة الثقافة أو الدولة برمتها بما فيها من مؤسسات أن هذا الأمر يعنيها. فلتذهب الثقافة إلى الجحيم. أين المشكلة؟ فالمهم توفر الأندومي في الأسواق، كذلك فحم النرجيلة والعلكة بأنواعها (الوطني والمهرب) وغير ذلك مما يخدم المجتمع ويرتقي به لينافس باقي الأمم في العلم والمعرفة والثقافة".

وتُعتبر" مكتبة كردية" من أقدم المكتبات في اللاذقية وأعرقها، أسسها صاحبها يوسف كردية منذ العام 1950 ثم توارثها أبناؤه وأحفاده، عُرفت بعراقتها في مجال بيع كافة أنواع الكتب الثقافية والأدبية والاجتماعية والسياسية في المدينة.

يذكر أن" كردية" لم تكن أول مكتبة تعلن نهاية رحلتها خلال الأزمة السورية ، بل سبقتها مكتبات عريقة في دمشق، ومرتبطة بذاكرة أجيال من السوريين، مثل مكتبة "ميسلون" التي تحولت إلى مركز "صرافة" ، ودار ومكتبة "اليقظة العربية" والتي أسست عام 1939 وتحولت إلى متجر للأحذية، ومكتبة "الذهبي" في الشعلان التي تحوّلت إلى محل لبيع الفلافل، ومكتبة "نوبل".

وتعود أسباب إغلاق المكتبات للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد حيث تضاعفت أسعار الكتب أكثر من 100% وبخاصة المستوردة لارتفاع تكاليف الطباعة وأسعار الورق، ولم تعد المبيعات تغطي جزءاً من تكاليف فتح المكتبة.

وبات شراء الكتب نوعاً من الرفاهية للمواطن السوري في ظل معاناته اليومية وظروفه المعيشية القاسية فكلفة شراء كتاب واحد تساوي ربع أجر موظف حكومي، ويضاف إلى ذلك تفضيل نسبة كبيرة من القراء اقتناء الكتب الإلكترونية لسهولة الحصول عليها.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر