تركيا تمهد لعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا بحشودات كبيرة وضربات جوية وصاروخية مكثفة

تركيا تمهد لعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا بحشودات كبيرة وضربات جوية وصاروخية مكثفة

وسع الجيش التركي حشوداته العسكرية، وكثف ضرباته الجوية والمدفعية والصاروخية بشكل كبير جداً فيما يشبه التمهيد الناري لعملية برية متوقعة يهدد  أردوغان بقرب إطلاقها ضد الوحدات الكردية في شمال سوريا، حيث تقول وسائل إعلام تركية إن العملية “باتت أقرب من أي وقت مضى”.

ووسط تصاعد التهديدات بقرب إطلاق العملية، واصل الطيران الحربي والمسيّر التركي، ضرباته الجوية ضد أهداف تابعة للوحدات الكردية في مناطق مختلفة من شمال سوريا، وهو ما يعطي مؤشراً مهماً على أن الطيران الحربي لا يزال بإمكانه التحرك بحريّة في عمق شمالي سوريا، وهو المؤشر الأبرز على إمكانية بدء الجيش التركي عملياته البرية التي كان يعيقها بشكل أساسي الرفض الأمريكي والروسي لفتح المجال للطائرات التركية.

 

وقبيل العمليات العسكرية السابقة، احتاجت تركيا إلى أشهر من المباحثات أو التصعيد العسكري الممنهج للوصول إلى اتفاق مع الجانبين الأمريكي والروسي على مجال تحرك الطائرات التركية، أو إلى إبلاغ شديد اللهجة، يجبر الجانبين على عدم التعرض للطائرات التركية وذلك في إطار آلية التنسيق بين القوات الأجنبية العاملة في سوريا والتي تهدف لتجنب الصدام العسكري غير المحسوب.

وفي ظل استمرار الطائرات الحربية التركية بشكل عام والحربية منها بشكل خاص، في تنفيذ ضربات بالداخل السوري، فإن التكهنات تشير إلى أن أنقرة تجاوزت معضلة الدفاعات الجوية الأمريكية والروسية، وأن واشنطن وموسكو على علم بمجال تحرك الطائرات التركية عبر اتفاق أو إبلاغ يمكّن الجيش التركي من استخدام المجال الجوي في شمال سوريا دون خطر الصدام مع الجانبين.

وحتى صباح الأحد، نفذت طائرات حربية تركية ضربات مكثفة ضد مقرات ونقاط عسكرية، وأهداف مختلفة تابعة للوحدات الكردية في مناطق مختلفة من ريف حلب بدرجة أساسية، حيث تركزت الضربات في منطقة تل رفعت وعلى مطار منغ العسكري بشكل خاص، وهو ما يعطي مؤشراً مهماً على أن تل رفعت لا تزال ضمن الأولويات العسكرية للجيش التركي الذي يقول إنها تحولت إلى قاعدة لمهاجمة قواته. وهدد كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين الأتراك طوال السنوات الماضية، بمهاجمة المنطقة والسيطرة عليها، ما يجعلها الهدف الأول لأي عملية عسكرية برية قد يطلقها الجيش التركي في الأيام المقبلة.

وبالتزامن مع الضربات الجوية، نفذ الجيش التركي ضربات صاروخية ومدفعية مكثفة على مواقع الوحدات الكردية بشكل خاص في مناطق ريف حلب الشمالي، وهو تكتيك اعتبره عسكريون أشبه بالتمهيد الناري الذي يهدف إلى إضعاف الخطوط الدفاعية، وإلحاق خسائر بالمعدات العسكرية والأفراد للوحدات الكردية يسهل التقدم البري، الأمر الذي اعتبر بمثابة مؤشر مهم على إمكانية قرب إطلاق عملية عسكرية برية كما هدد أردوغان مراراً طوال الأيام الماضية.

كما شملت الكثير من الغارات الجوية التي نفذها الطيران الجوي في الأيام الماضية، أهدافا استراتيجية للوحدات الكردية، ومنها منشآت الطاقة ومحطات تخزين الوقود وأبراج الاتصالات وغرف القيادة، وما يُعتقد أنها مخازن أسلحة، وصولاً لاستهداف بعض القيادات العسكرية. وكلها ضربات تظهر اتّباع استراتيجية إضعاف وتشتيت قبيل عملية برية متوقعة.

وحتى ليل السبت- الأحد، واصل الجيش التركي إدخال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى قواعده العسكرية في شمال سوريا، ورُصدت عدة قوافل عسكرية تضم دبابات وناقلات جند وعربات مصفحة وقاذفات صواريخ ومدافع، تدخل من معابر حدودية إلى الجانب السوري.

وبحسب خريطة الضربات الجوية والمدفعية والصاروخية، فإن مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب/ كوباني، تعتبر أهدافاً متوقعة للتحرك البري التركي، وهو ما ذكره أردوغان في تهديداته قبل أيام، وأكده أيضاً قائد الوحدات الكردية في سوريا مظلوم عبدي، الذي قال إن أنقرة تستعد لمهاجمة هذه المناطق الثلاث.

وعلى الرغم من التعقيدات السياسية والعسكرية التي تشمل كافة المناطق في شمال سوريا، تعتبر منطقة عين العرب/ التي تقول تركيا إن تفجير إسطنبول الأخيرة أدير منها، الأكثر تعقيداً من الناحية السياسية والعسكرية، لا سيما وأنها تعتبر رمزا للمواجهة بين الوحدات الكردية وتنظيم الدولة.

والسبت وللمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، زار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار برفقة رئيس الأركان وقادة القوات، مقرَ قيادة القوات البرية، في إشارة أخرى إلى الاستعدادات المتواصلة في الجيش التركي لتنفيذ عملية برية، حيث بثت وزارة الدفاع صوراً للوزير وهو يتفقد خرائط وخططا عسكرية ميدانية جرى تظليلها.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني