تأثير قرار تحرير أسعار البنزين في لبنان على سورية
- رأي |
-
د.عدنان صلاح إسماعيل - 2022/10/11
- 850
منذ أواخر العام 2019، يعاني لبنان أزمة اقتصادية طاحنة صنفها البنك الدولي من بين ثلاث أشد أزمات في العالم، حيث أدت إلى انهيار مالي ومعيشي، وارتفاع قياسي بنسبة الفقر. ومؤخرا وخلال محاولة الحكومة اللبنانية مواجهة الانهيار الاقتصادي الجارف سجل سعر البنزين في لبنان، الإثنين، ارتفاعا عقب توقف الحكومة كلياً عن دعم كلفة استيراده، بعد ثلاث سنوات من إجراء متبع يدعم بشكل غير مباشر أسعار المشتقات النفطية.
وبلغ سعر صفيحة البنزين (20 لتر) خلال تعاملات الثلاثاء الماضي، نحو 638 ألف ليرة (نحو 18 دولار وفق سعر السوق الموازية) مسجلا ارتفاعاً بقيمة 20 ألف ليرة عن أسعار أمس الأحد وسجل المازوت 790 الف ليرة او ما يعادل22 . ) دولار أمريكي)
ويأتي قرار رفع الدعم، في إطار سياسة تخفيض الدعم تدريجياً التي اعتمدتها الحكومة مؤخراً، تماشياً مع أزمة مالية واقتصادية تعصف بالبلاد منذ نحو 3 أعوام.
اليوم يتساءل البعض ما تأثير القرار على سورية ؟
قضية تهريب البنزين إلى لبنان تدر وفق مستويات الاسعار السائدة حاليا حوالي 50000 ليرة سورية للصفيحة الواحدة؟
هذا يفسر لنا ارتفاع اسعار البنزين في الاسواق السوداء بهذا الشكل الجنوني
وفق متوسطات الاسعار بين تصريحات النفط والتجارة والاسعار العالمية تتكبد الحكومة السورية خسارة بحوالي 1500 ليرة سورية جراء تهريب كل لتر يضاف إليها ان تعويض الكميات يتم بالدولار الامريكي وهو ما يشكل استنزافا للخزينة العامة.
الحكومة تنبهت بشكل فوري للقضية وحاولت إغلاق كل المنافذ غير الشرعية ولكن هل يحل هذا الاجراء المشكلة؟
إن إغلاق الحدود يستنزف الحكومة من تكاليف وعتاد وماشابه
الحل يحتاج اجراءات مباشرة والابتعاد عن الاجراءات غير المباشرة والاجراءات المباشرة تستدعي تحرير السعر لوقف الاستنزاف ومن ثم تعويض المتضررين بقيمة الفارق السعري .
خلافا لهذا الاجراء مهما فعلت الحكومة لن تستطيع حل المشكلة وسنبقى في دوامة الاستنزاف والاسواق السوداء والاجراءات الادارية المعقدة.
