المسؤولون.. العباقرة!

المسؤولون.. العباقرة!

من قال إن المناصبَ الإدارية والتنفيذية في الدولة تحتاج إلى أشخاصٍ عباقرة؟
ثم هل يقبلُ هؤلاء أساساً بتولي مسؤولياتٍ إدارية، والغوصَ في متاهاتها وتفاصيلها المرهقة والمتعبة، لاسيما في بلد كبلدنا لديه مشاكلُ باتت مستعصية على الحل؟ 

بالتأكيد لا، وأعتقد أن هذا هو حال جميع دول العالم. وإن وَجد بعض العباقرة طريقهم إلى العمل التنفيذي، فذلك حدث في شركات خاصة كبرى، حيث فرص الإبداع متاحة، مرجعية العمل هي المهنية فقط، فضلاً عن الإمكانيات المتوفرة.


نعم.. لا تحتاج المناصبُ الوظيفية في بلدنا إلا إلى شخصيات ذكية تجمع بين الكفاءة العلمية وبين الخبرة الإدارية الناجحة، وتالياً لديها القدرة على الاستماع إلى الآخرين والاستفادة من اقتراحاتهم وأفكارهم، سواء كان هؤلاء الآخرون من داخل المؤسسة أو من خارجها.
وتاريخ بعض الوزارات والمؤسسات، القريب منه أو البعيد، يقدم أمثلة عن هؤلاء، وفي مواقع مختلفة من المسؤولية، ممن ارتبطت أسماؤهم بإنجازات معينة على مستوى القطاع الذي وُجدوا فيه، أو على مستوى مؤسساتهم التي كُلفوا بها.


لكن إذا كنا لا نريد عباقرة لتولي مناصب حكومية مختلفة، فهذا لا يعني أن تتاح الفرصة لأنصاف الكفاءات والخبرات لتولي بعض المناصب الإدارية والتنفيذية في وزارات ومؤسسات حكومية مختلفة.


ولا يعني أن يكون الباب مفتوحاً لشخصيات غير معتادة إلا على سماع ما يخدم رأيها ومشروعها، وإهمال ما يقوله الآخرون، والذين قد يكونون أكثر خبرة وتجربة..


ولا يعني كذلك عدم البحث عن العباقرة في مختلف المجالات، والتواصل الدائم معهم واستشارتهم والاستفادة من دراساتهم وتجاربهم.
على خطورة مثل هذه الحالات، إلا أنها تبقى أقل ضرراً من بعض المسؤولين الذين يظنون أنفسهم فعلاً عباقرة، ويتعاملون على هذا الأساس مع المهام الملقاة على عاتقهم... فلا يقبلون نقاشاً، لا يسمعون رأياً، ولا يساورهم الشك لحظة حيال ما يصدرونه من قرارات وخطط... وتكون النتيجة مزيداً من التجريب، الفشل، التعثر، وهدر الإمكانيات والوقت.


أحياناً ليس هناك من وصف لبعض الأشخاص الموجودين في مواقع معينة، سوى أنهم "عباقرة" في صناعة الفشل، والقدرة على عزل مؤسساتهم عن محيطها المعرفي والعلمي والمجتمعي.


سئل مسؤول سياسي كبير منذ عدة سنوات عن الأسباب التي دعت إلى تعيين شخصية في منصب أثارت جدلاً لجهة قدرتها على خلق النزاعات مع الآخرين، فكان جواب تلك الشخصية: قبل توليه المسؤولية كان يحرص على تقديم نفسه كرجل إصلاحي ومنفتح، لكن عندما كلف بمهمة إدارة تلك المؤسسة، تبين أنه شخص "ديكتاتوري"! 
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني