هل يودعون سنوات الانتظار الكاوية.. سوريون على حافة الامل بعفو من هنا وخبر من هناك

هل يودعون سنوات الانتظار الكاوية.. سوريون على حافة الامل بعفو من هنا وخبر من هناك

لمى دياب | المشهد

وجوه كئيبة.. حزن وترقب يخطف ملامح الجموع المحتشدة، ثمة بارقة أمل ودمعة حائرة في العيون، الانتظار خيارهم وحيد، مشهد تكرر في غير مناسبة، الأم هي الأم والأب هو الأب، والاهل هم الأهل، مهما اختلفت التوجهات، المشاعر ذاتها والألم نفسه، وبقية الأمل من حق الجميع.

أمهات كثيرات عشن نفس الموقف وتجمعن في ملعب الفيحاء قبل سنوات عندما تحررت الغوطة الشرقية وخروج الاسرى،  الحسرة ذاتها والامل نفسه

جرعة أمل الاضافية منحها صدورالمرسوم رقم 7 لعام 2022 والقاضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30-4-2022، ما دفع بمئات السوريين للتجمع في وسط العاصمة دمشق بانتظار أقاربهم المعتقلين المشمولين بقرار العفو، ومنهم من يمضي لياليه هناك على كرسي خشبي. 

لا تـختلف مشاعر "أم سامر" -التقتها المشهد تحت جسر الرئيس قبل يومين- وهي "تنتظر خبراً عن ولديها المعتقلين منذ العام 2014، عن مشاعـر أمهات عشرات الجنود الذين تقطعت عنهم أخبار فلذات أكبادهن في معارك خلال عشرية الحرب السورية، أمهات كثيرات عشن نفس الموقف وتجمعن في ملعب الفيحاء قبل سنوات عندما تحررت الغوطة الشرقية وخروج الاسرى،  الحسرة ذاتها والامل نفسه، تحاول "أم سامـر" أن تلتقط نفسها لتقول: "نحنا ما النا علاقة بأي شيء"، بينما قطعت "أم جاسم" مئات الكيلومترات من مدينة دير حافر بـمحافظة حلب لتضرب موعداً مع "الانتظار" بعد أن قرأت اسم ابنها المعتقل منذ 8 سنوات في احدى قوائم الأسماء التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعيد صدور مرسوم العفو.

يأتي مرسوم العفو ليعيد ترميم جراح المجـتمع السوري، بشروط حذرة خشية أن يتسبب بتداعيات تنكأ جراح أصحاب الحقوق

تروي أم لضابط من الجيش العربي السوري لـ"المشهد" معاناتها خلال 9 سنوات منذ أن فُقدً الاتصال مع ابنها بعام 2013 في حرستا بريف دمشق اثر مهاجمة مسلحين لنقطته العسكرية، لا يوجد صور أو أي شي يدل أنه متوفي، وطالما أنها لم تستلم جثته، بقيت تعيش على بارقة أمل عودته اليها كما تقول.

يأتي مرسوم العفو ليعيد ترميم جراح المجـتمع السوري، بشروط حذرة خشية أن يتسبب بتداعيات تنكأ جراح أصحاب الحقوق، اذ يبين رئيس مكتب الخبرات القضائية وعضو إدارة التشريع في وزارة العدل عمار بلال في تصريحات اعلامية أن مرسوم العفو الأخير يشمل جميع الجرائم الإرهـابية مع وجود شرطين فقط أن يكون مرتكب الجرائم سورياً وألا يؤدي الفعل إلى الموت، ويشير الى أن 95 % من دعاوى محكمة الإرهـاب مشمولة بالعفو الأخير، ولم يبق سوى من تلوثّت يداه بالدماء"، وينوه "لا يمكن إعطاء أرقام دقيقة حول الذين أطلق سراحهم كون مفاعيل مرسوم العفو متنوعة".

المرسوم رقم 7 منعطف قانوني جريء في تاريخ الحياة القانونية السورية وصفحة جديدة في حياة سورية المستقبلية

بينما نقلت وسائل اعلامية عن القاضي زاهرة بشماني رئيس محكمة قضايا الإرهاب، تأكيدها أن "المحكمة بادرت فور صدور مرسوم العفو وبشكل فوري بإطلاق سراح المئات ممن شملهم المرسوم، وتمت مخاطبة السجون ليجري إطلاق سراح المشمولين على التتابع"، مبينةً أنه" في حالات إخلاء السبيل أو إنهاء تنفيذ العقوبة يتم مباشرة إطلاق سراح الموقوف أو المحكوم، من السجن، وفور مغادرة هذا الشخص باب السـجن يعتبر حرا بالتوجه إلى أي مكان يرغب به"، وأضافت: انه "لا يتم نقل الذين يتم إطلاق سراحهم إلى أي نقطة، وإنما يتم إطلاق سراحهم مباشرة من السجن، لذلك بالنسبة للتجمعات التي حصلت فهي مستغربة، ولم يتم العمل على تجميع الموقوفين أو المحكومين المطلق سراحهم في أي مكان".

يرى القاضي العسكري العقيد أحمد طوزان أن "المرسوم رقم 7 منعطف قانوني جريء في تاريخ الحياة القانونية السورية وصفحة جديدة في حياة سورية المستقبلية وأن الدولة السورية أرادت منه انتشال الأشخاص من الجرائم التي تورطوا بها والانتقال بهم من مسارات الهدم والتخريب إلى مسارات العلم والبناء وإعادة إعمار البلد"
ولفت إلى أن" مرسوم العفو سيساهم بملء ميادين العمل والبناء بأيدي السوريين من خلال هذا التسامح الفريد بحق كل من ارتكب جرماً إرهابياً وعودته إلى حياته الطبيعية"، وأضاف: إنه "منذ هذه اللحظة كل جريمة إرهابية مرتكبها تنطبق عليه شروط العفو أصبح في حل من أي ملاحقة أو إذاعة بحث وطلب مذكرة توقيف عن الغياب أو مذكرة إحضار أو مذكرة حكم أو عقوبة فالعفو محا الجريمة من صفحة الملاحقة القضائية"، معتبراً انه "من سمة المرسوم الجديد أيضاً أنه أغلق الأبواب أمام ضعاف النفوس والمحتالين الذين كانوا يستدرجون بعض الأشخاص المطلوبين أو الملاحقين ويعملون على ابتزازهم مشيراً إلى أن جريمة الخطف لم يشملها العفو".

إطلاق سراح المشمولين بالعفو يتم من أماكن توقيفهم، وبشكل مباشر وفردي ومتتابع بعد إتمام الإجراءات القانونية

وكان تجمع المئات من المواطنين في عدد من الأماكن العامة في العاصمة دمشق أو غيرها من المدن السورية، ولا سيما في حمص وحماة، بانتظار إطلاق سراح أبنائهم وذويهم المشمولين بمرسوم العفو عن الجرائم الإرهابية، كما حصل في اليومين الماضيين، حيث تؤدي ساعات الانتظار الطويلة إلى تعب ومعاناة، ولا سيما لدى كبار السن والأمهات"، ،عليه خرجت وزراة العدل بـبيان توضيحي نشرته على صفحتها الرسمية أمس ودعت فيه أهالي المشمولين بمرسوم العفو إلى عدم الانجرار إلى ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، أو المصادر الإعلامية غير الرسمية، سواء لجهة تحديد أماكن التجمع والانتظار، أو لجهة نشر أسماء وقوائم غير دقيقة. ولفتت الى أن إطلاق سراح المشمولين بالعفو يتم من أماكن توقيفهم، وبشكل مباشر وفردي ومتتابع بعد إتمام الإجراءات القانونية، ولا يتم نقلهم إلى أماكن هذه التجمعات.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر